الهيئة تبذل جهودا حثيثة في تنفيذ مشاريع استراتيجية جديدة وتأهيل الشبكات القائمة
80 إلى 90% من الانكسارات بخطوط الأنابيب سببها المشاريع الخدمية
أكد عبدالله بن محمد النعيمي القائم بأعمال مدير عام التشغيل بالهيئة العامة للكهرباء والمياه في تصريح لــ «الوطن الاقتصادي» إضطلاع الهيئة بمسؤوليتها في الكشف وبكل مهنية وشفافية عن الانكسارات أو التوقفات في إمدادات المياه للجمهور والمستفيدين من خدماتها وذلك عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وموقعها الإلكتروني وحساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي وعبر خاصية الرسائل النصية القصيرة.
وقال إن الهيئة مستمرة في تنفيذ العديد من مشاريع تأهيل شبكات المياه الحيوية في عدد من محافظات وولايات السلطنة.
جاء ذلك بناء على ما تم تداوله حول الانكسارات التي تحدث في بعض الشبكات في مواقع محددة عزاها البعض إلى أنه ربما بسبب ضعف كفاءة وجودة الأنابيب أو تدني المواصفات المستخدمة في هذه المشاريع المنفذة في بعض المناطق والولايات وأبرزها ولاية العامرات بمحافظة مسقط.
أسباب الانكسارات
وأوضح النعيمي ان الانكسارات والاعطال في شبكات المياه موجودة ولا أحد يستطيع التنبؤ بحدوثها ليس في السلطنة فقط وإنما في جميع دول العالم، وما دامت هناك مياه تضخ في الشبكات على مدار (24) ساعة نتيجة للطلب المتزايد على المياه يومياً فإن حدوث هذه الانكسارات وارد ولا يمكن أن يتوقف نهائياً إلا إذا توقف ضخ المياه عبر هذه الشبكات. مؤكدا أن أعمال التحسينات التي تنفذها الهيئة في عدد من المناطق التي تعاني من انكسارات متكررة هي من أجل تقليل هذه الانكسارات والوصول بها إلى النسب الطبيعية المتعارف عليها عالمياً.
واشار الى ان الانكسارات التي تحدث بين فترة وأخرى خلال الفترة الماضية في عدد من الولايات وخاصة العامرات لعدة أسباب أهمها الضغط الكبير الذي تتعرض له هذه الشبكات نتيجة التوسع العمراني المطرد في الولاية، ولأسباب خارجية كالتعدي على إحرامات الشبكات من قبل بعض الشركات العاملة في تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية ،إضافة إلى الظروف الطبيعية في السلطنة أبرزها درجات الحرارة المرتفعة وتضاريس المنطقة، موضحا أن حدوث هذه الانكسارات لا يعني بالضرورة أن الشبكة غير مطابقة للمواصفات أو أن هناك خللا في جودتها بل أن هذه الشبكات عند تنفيذها في ذلك الوقت كانت مناسبة ومتوافقة مع الضغط المطلوب في تلك الفترة من الزمن ووفق الكثافة السكانية وعدد المباني والعقارات المتوقعة للمنطقة ولكن مع مرور السنوات والتوسع العمراني السريع والمتنامي والتغيير الحادث في استخدامات بعض الأراضي أو استحداث مخططات جديدة في بعض المناطق تطلب العمل على التحسينات في تلك الشبكات ورفع قوة الضغط فيها إلى (16) بار بدلاً من الضغط المصمم سابقاً بقوة (10) بار. كما تم إعتماد المواصفات الجديدة من قبل الهيئة العامة للكهرباء والمياه ، بعد أن تم توجيه الملاحظات على الشبكات القديمة للشركات المصنعة من أجل العمل على تطوير المواصفات وهذا ما قامت بها الشركات بالفعل، فقد استفادت من هذه الملاحظات وطورت قوة ضغط هذه الأنابيب لتتواكب مع الظروف المناخية والطبيعية في السلطنة .
من ناحية أخرى اوضح النعيمي ان النسبة الأكبر لهذه الانكسارات هي نتيجة التعدي على إحرامات الأنابيب وهي السبب الغالب في هذه الانكسارات وتشكل نسبة 80 إلى 90% من أسباب الانكسارات والتي تحدث بسبب الاعمال التي تنفذها المؤسسات الخدمية الاخرى خلال قيامها بعمليات الحفر والذي يؤدي إلى حدوث الانكسارات في شبكات المياه الرئيسية، وقد أورد النعيمي الهيئة مثالاً لأحد هذه الانكسارات والذي حدث في الفترة الاخيرة في المنطقة الخامسة بالعامرات خلف مجمع بابل الطبي ان سبب الانكسار يعود إلى تنفيذ أحد المشاريع الخدمية التي تنفذ في المنطقة وقد تم معالجة العطل خلال 15 ساعة. موضحا أنه يتم احتساب كافة تكاليف الاصلاح وقيمة فاقد المياه على المؤسسة المتسببة في هذا الانكسار ، وذكر ان هناك أربع مناطق تعاني من مشاكل الكسورات والتسربات بشكل عام وتتعامل الهيئة معها كحالات خاصة وهي شبكات العامرات وحوض المسرات وحوض رمال الشرقية وشبكات الأنصب. كما تمت الإشارة إن أغلب العيوب الفنية التي تحدث في الشبكات عند تقادم الشبكات تحدث في ملحقات الشبكة والتوصيلات والمحابس المخصصة للحريق وهذه تحدث بشكل بسيط جداً في خطوط المياه الرئيسية.
جهود مستمرة
وأضاف القائم بأعمال مدير عام التشغيل في تصريحه أن الهيئة تبذل جهوداً حثيثة في تنفيذ مشاريع استراتيجية جديدة ومشاريع تأهيل الشبكات القديمة القائمة، ويتضح هذا من خلال النتائج التي تحققت في الفترة الماضية ، ففي مجال المشاريع الاستراتيجية الجديدة تنفذ الهيئة حاليا مشروع الخط الرئيسي لنقل المياه من محطة تحلية الغبرة إلى خزان ولاية مسقط وقد وصلت نسبة الانجاز في المشروع إلى 80% حيث تم الانتهاء من المرحلة الاولى والتي تتضمن خط المياه من محطة ضخ المياه بالغبرة إلى خزان القرم وجار العمل في المرحلة الثانية من خزان القرم إلى خزان ولاية مسقط ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع في أكتوبر من العام الحالي وتتمثل أهمية هذا المشروع في انه يمثل خط النقل الرئيسي الذي يستوعب كمية المياه المنتجة من محطة الغبرة الجديدة المقدرة 42 مليون جالون يومياً، كما تنفذ الهيئة ضمن مشاريعها الجديدة مشروع خط المياه الناقل من سد وادي ضيقة بولاية قريات إلى خزان ديم بالعامرات وقد تحققت نسبة انجاز بلغت 11% في هذا المشروع.
أما مشاريع إعادة التأهيل للشبكات القديمة فإن الهيئة تقوم بدورها الرائد في هذه المشاريع ومن أبرزها مشروع إعادة تأهيل شبكات المياه في ولاية العامرات والتي تعد بعض مناطقها من أكثر المناطق التي تحدث فيها الانكسارات والمشاكل الفنية وقد انتهت الهيئة من تأهيل شبكة المياه في المنطقة الخامسة المرحلة الثانية والتي لم تتعرض إلى أية انكسارات مطلقا بعد أن تم التأهيل فيها ورفع الضغط التشغيلي في الأنابيب ليبلغ 16 بار ، كما أن العمل مستمر في تأهيل المرحلة الأولى بالمنطقة الخامسة وقد بلغت نسبة الانجاز في مشروع التأهيل إلى 80% ومن المتوقع ان يتم الانتهاء منه مع بداية النصف الثاني من السنة الحالية ، وقد بدأت النتائج الايجابية لهذه المشاريع بالظهور حيث انخفضت أعداد الأعطال في هذه الشبكات من 60 حالة شهريا إلى 25 حالة شهريا فقط وتتنوع بين تسرب وانكسار، وتعتبر هذه الارقام طبيعية نظرا للضغط الشديد الذي تتعرض له الأنابيب والطبيعة الجغرافية للمنطقة.
وحول المنتجات والانابيب التي يتم استخدامها والية اختيارها قال النعيمي إن الهيئة تستخدم عدة أنواع من الأنابيب وهي الحديد الصلب والحديد المطاوع والبولي ايثلين , وغيرها وتتم عملية اختيار وإعتماد هذه الأنابيب وفق نظام رسمته الهيئة حيث تحدد اللجنة الفنية بالهيئة نوعية الأنابيب المطلوبة لتنفيذ المشاريع وتضمن خلال طرح المناقصة وتقدم الشركات العاملة في المجال عروضها ومنتجاتها ولا بد من اعتماد المنتج المقدم بشهادة تثبت مطابقته للاشتراطات والمواصفات الفنية المطلوبة، كما يطلب من استشاري المشروع قبل البدء في تنفيذ المشروع تقديم دراسة استشارية يبين فيها مميزات كل نوع من الانابيب المستخدمة في المشروع، وبعد ان يتم التأكد من مطابقة جميع الاشتراطات تقوم المديرية العامة للمشاريع بالتأكد من ذلك وتقوم بالمتابعة في حال وجود ملاحظات.