يطل علينا الباحث في التاريخ العماني الدكتور محمد بن حمد الشعيلي مجددا في عدد أشرعة اليوم ليقدم عبر صفحته “تاريخيات” موضوع “العلاقات العمانية الفرنسية في عهد السيد سعيد بن سلطان” حيث ينطلق من بداية العلاقات بين عمان وفرنسا في عهد الامام أحمد بن سعيد، وذلك من خلال المستعمرة الفرنسية في المحيط الهندي جزيرة موريشيوس، حيث يعتبر الامام أحمد أول من أخذ في التعامل التجاري مع هذه الجزيرة، والتي تطورت بعد ذلك إلى اقامة قنصلية فرنسية في مسقط، نظرا لأهمية الموقع الجغرافي لعمان بالنسبة لفرنسا وخدمة مصالحها الاستعمارية في المنطقة.
مشيرا إلى أن في عهد السيد سعيد بن سلطان الذي حكم خلال الفترة 1804- 1856م، كانت العلاقات مزدهرة بين مسقط وفرنسا، وحين تأزم الموقف بين إنجلترا وفرنسا بسبب التنافس الاستعماري بينهما، أعلن حياده فى الصراع القائم بين الدولتين بهدف حماية بريطانيا له ومساعدتها له ضد أعدائه الاقليميين، وهي أمور لم تكن حكومة الهند تريد أن تقدم عليها، لما يترتب عليها من إقحامها في منازعات داخلية مع أمراء الجزيرة العربية، وبالإضافة إلى ذلك فإن وضع مسقط تحت الحماية البريطانية سيجعلها هدفاً لحملات فرنسية مكثفة.
وفي حوار العدد يقدم الزميل وحيد تاجا من دمشق حوارا مع الأديب فاضل السباعي الذي يشير في حواره إلى ان “النقد” العربي يمارس على الهوية (الأدبية، السياسية، الشخصية) فالكاتب محكوم عليه مسبقاً، مصنف بانتمائه إلى هذه الفئة أو تلك، بالفعل أو بالافتعال، مشيرا إلى ان القارئ العربي بشكل خاص، يتوقع دائما في الرواية الوطنية، انتصار محاربيه على العدو.
وفي مقال اكتشف انه لا يحبّ كونه شاعرًا يقدم الشاعر يونس البوسعيدي “هينمات مع الشِعر في يومه العالمي ـ الأمر ليس سهلا كما يبدو” حيث يعرج إلى تجربته الشعرية الأولى في النشر وغيرها.
وفي نافذته اللغوية يقدم الدكتور أحمد بالخير موضوعه هذا العدد بعنوان “عن التذكير والتأنيث” مشيرا إلى ان في معظم اللغات ظواهر مألوفة تكاد تكون عامة، مما يجعلها محلّ بحث ومدارسة عند اللغويين لإيضاح ما يكتنفها من الغموض والإبهام، من هذه الظواهر ما يتصل بقضية التذكير والتأنيث في اللغة، مشيرا إلى ان الدراسات الحديثة في هذا الميدان تشير إلى أن معظم اللغات السامية (التي منها العربية) كانت تفرّق بين المذكر والمؤنث لا بعلامة مميّزة لكل منهما كما هو الأمر في العربية اليوم !!.
وبعنوان “عزيزة الطائية تختزل تجارب الآخرين ومواقفهم الوجدانية” يقدم الناقد صابرين فرعون قراءته في كتاب “موجٌ خارج البحر” للكاتبة الدكتورة عزيزة الطائية حيث يؤكد بداية ان القصة القصيرة جداً باتت ومضة العصر، وجزءا من الرسائل اليومية المكثفة، ذات المضمون البياني والبلاغي بالإضافة للإدهاش والانزياحات الرمزية والمجازية والتنوع الموضوعي.
اما الكاتب عقيل بن ناجي المسكين فيقدم هو الآخر القصة القصيرة جدا بين التقعيد والأسلوب.
وحول “فن الرثاء في الشعر العماني” تقدم الكاتبة وفاء الشامسية الجزء الأول من رحلتها في هذا الجانب مشيرة إلى ان اهتمام الشعراء العمانيين بلغ بفن الرثاء مبلغا كبيرا، وغلب على ديوان الشعر العماني حتى أصبح أصلا ينبغي دراسته، وبيان أثره على الحياة الأدبية، وقد أفاض الشعراء في هذا الفن بما انطبعوا عليه من ثقافة دينية وعلمية، وبما يوقنون به من شأن الدنيا والحياة والموت.مشيرة إلى ان قصيدة الرثاء في الشعر العماني امتازت بدقة التفكير، وببعد الخيال، والتأمل في حقائق الكون وسنن الوجود، هذا إلى جانب إظهار حرقة الألم ومرارة اللوعة، والتعبير عن أثر الفجيعة في نفوس الناس، وأن موت الزعيم أو العالم أو الأديب إنما هو مصيبة عامة وخطب جسيم، وتضمّن الرثاء ذكر معاني الفضل وما اتصف به الميت من الصفات العقلية وما تركه من أثر فكري، وما غرسه من مبادئ ومثل.
كما نستعرض في العدد كتاب “الشيخ ناصر بن جاعد الخروصي: حياته وعصره توفي 1262هـ” للباحث خالد بن عبدالله الخروصي. وهو ضمن إصدارات المنتدى الأدبي ويقع في 55 صفحة من القطع المتوسط ، وهو يقدم نبذة مركزة عن حياة الشيخ الذي يعد من أبرز الشخصيات العلمية في القرن الثالث عشر الهجري ، كما هدف الكتاب الى إعطاء الباحث صورة وملامح من حياة الشيخ ناصر وتراثه العلمي ليكون مفتاحا للباحثين فما هو أي الكتاب إلا مقدمة لأعمال قادمة تعطي صورة أكمل لتراث الشيخ وتصنيفاته. يتكون هذا الكتاب من تسعة مباحث شملت نسب الشيخ ونشأته ودراسته ومكانته العلمية وآثاره وأخلاقه ومراسلاته.