بمشاركة أكثر من 36 جامعا ميدانيا ومقابلة حوالي 100 راوٍ من الولايات الأربع
عائشة الدرمكية : التوثيق والجمع الميداني سيكون رصيدا مهما للأجيال القادمة لأنه يسهم في حفظ الذاكرة العمانية
مسقط ـ “العمانية” :
أصدرت وزارة التراث والثقافة ستة اصدارات جديدة ضمت نتائج مشروع جمع التاريخ المروي في محافظة جنوب الباطنة شملت الفنون الشعبية والأدب الشعبي والمعتقد الشعبي (إصداران في كل محور) في ولايات المصنعة، بركاء، نخل والرستاق.
وقد عملت الوزارة منذ عام 2006م على تنفيذ برنامج لجمع التاريخ المروي العماني وفق جدول عمل يتناول مختلف محافظات السلطنة إدراكاً منها بأهمية وشمولية التراث الثقافي غير المادي بكافة مجالاته وأبوابه بصفته الوعاء الذي حفظ للأمم والشعوب ثقافتهم عبر التاريخ، وأصدرت في هذا الجانب العديد من الكتب الهامة التي ساهمت في توثيق تلك المفردات والتعريف بها محلياً وخارجيًا. وشهد مشروع جمع التاريخ المروي في محافظة جنوب الباطنة التي خصصت استخدام نتائجه لأغراض البحث العلمي والاكاديمي فقط مشاركة أكثر من 36 جامعا ميدانيا ومقابلة حوالي 100 راوٍ من الولايات الأربع التي شملها المشروع.
وقالت الدكتورة عائشة بنت محمد الدرمكية التي قامت بالاشراف الميداني والإعداد للمشروع إن ” مشروع جمع التاريخ المروي من المشروعات المهمة في السلطنة الذي أسسته وزارة التراث والثقافة منذ ٢٠٠٦م، ومنه تم تدشين مجموعة من البحوث والدراسات العلمية التي تبناها مجموعة من الباحثين في السلطنة في مجالات متعددة من مجالات التراث مشيرة إلى أن مشروع جنوب الباطنة واحد من تلك الدراسات التي خرجت من رحم هذا المشروع الكبير الذي تكمن أهميته في أنه يقدم للباحثين والمهتمين في المجالات المتعددة مواد ونصوصا من التراث العماني ذات بعد تاريخي مهم، فهو يمثل قيمة علمية للمشتغلين في الدراسات الاجتماعية والفنية واللغوية بل للذين يشتغلون في مجالات المسرح والسينما والدراما وغيرها من المجالات التي تقوم في الأصل على المواد البحثية الخام.
وأكدت أنه اضافة إلى أن المشروع ” يمثل أهمية على مستوى التوثيق والجمع الميداني القائم على المنهجيات العلمية، فإنه أيضا سيكون رصيدا مهما للأجيال القادمة لأنه يسهم في حفظ الذاكرة العمانية التي توشك على التلاشي كلما تقدمت السنون، ولعل هذا من أهم التحديات التي واجهت الفريق في الميدان ذلك لأن أغلب الرواة الذين يمكن الاعتماد عليهم إما توفوا وإما أن ذاكرتهم لا تسعفهم وإما اعتذروا بسبب المرض أو غيرها من الأسباب، وهو ما جعل البحث عن الرواة أمرًا فيه الكثير من الصعوبات، إضافة أن هذا البحث أخذ مدة طويلة في جمع مادته وتبويبها وتصنيفها ثم أخذ مدة أطول في اعتماده من قبل المعنيين لإيداعه لدى الجهات المعنية في السلطنة ، وقد خرج بإيمان صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة بأهمية مثل هذه البحوث للمكتبة العمانية وللأجيال القادمة لما تمثله من رصد لمجالات التراث العماني، ودعم المسؤولين في الوزارة الذين ما برحوا يدعمون البحث الميداني وجمع التراث الثقافي في السلطنة سعيا إلى الوصول إلى تلك الغايات المنشودة من المشروع الرئيس الذي تنضوي تحته تلك المشروعات جميعها”.
وأوضحت الدكتورة عائشة بنت محمد الدرمكية ” إنها رسالتنا جميعًا لحفظ التراث الثقافي في السلطنة كل في مجاله وفي اختصاصه معربة عن شكرها لفريق البحث الميداني ورواة الإخباريين الذي صبروا علينا وعلى طول أسئلتنا ومقابلاتنا وأدلوا بما استطاعوا مما أسعفتهم به الذاكرة من معلومات ذات قيمة علمية ومعرفية مهمة ، فهم بهذا قدموا خدمة جليلة لهذا الوطن الغالي”.
وجاء الجزء الأول ( المصنعة وبركاء ) الساحليتان من “مشروع جمع التاريخ المروي للفنون الشعبية في محافظة جنوب الباطنة ” في 283 صفحة.
مدخل نظري
وضم هذا الجزء مدخلا نظريا شمل الفنون الشعبية ( تعريفا وماهية) وثقافة الفنون الشعبية والموسيقى والأداء الحركي في الأغاني الشعبية وتناغم الموسيقى والأداء الحركي (المؤدي والجمهور) والألعاب الشعبية وأدوات اللعب الشعبي والتشكيل الزخرفي والفنون الشعبية وإبداع المجتمع والفن الشعبي وإبداع المجتمع والفن الشعبي وحياة المجتمع وراوي الفن الشعبي، والأدب الشعبي في منطقة الجمع الميداني (الرواة الإخباريون، الفنون الغنائية الشعبية وفنون التشكيل الشعبي).
واشتمل الفصل الأول من الكتاب على الموسيقى الشعبية شملت الموسيقى المنفردة مسمياتها وأدواتها والسياقات الزمنية والمكانية لأدائها، والموسيقى المصاحبة والآلات التي تؤدى بها ومنها الإيقاعية والهوائية والوترية، وأدوات مصاحبة للأدوات الموسيقية والمحافظة عليها والمسؤول عن متابعة سلامتها وتجديدها والعوامل المؤثرة عليها وطرائق تجديدها وصيانتها والموسيقى المصاحبة للعمل من فنون البحر والفنون الاجتماعية والفنون الشعبية غير المصاحبة للموسيقى مثل فنون العمل والهدهدة والمناسبات الدينية.
وفي الفصل الثاني الذي تناول الأداء الحركي تم الحديث عن الأداء الحركي الجماعي المصاحب للفنون الشعبية في فنون الرزحة، والرزفة، والهمبل، والعازي، والمالد، والميدان، والروغ، والشوباني، والليواء، واللارو، والويلية، والدان دان، والكيذا، والمكوارة، والسوما، والصورية، والمحوكة وفنون الأعراس إضافة الى الفنون الشعبية التي لا يصاحبها أداء حركي مثل فنون التيمينة، الونة والتغرود.
الألعاب الشعبية
وتناول الفصل الثالث الألعاب الشعبية في ولايتي المصنعة وبركاء والتي تتميز بهما الولايتان عن غيرهما من المناطق ومنها ما قد تشتركان فيها مع ولايات وقرى مجاورة لهما في ربوع السلطنة وأنواع هذه الألعاب وأوقات أدائها وطرائق تنفيذها والأهازيج والألعاب الشعبية التي يدندن بها الأطفال عندما يؤدونها.
وعدد هذا الفصل 9 لعبات ضمن ألعاب التسلية شملت المرنجحانه، والحويزية، والحلوم بلوم، والتمبركع، والسراء، والبحث ، والحجا ، ولحلقة وساري سرى، وألعاب المنافسة وشملت 31 لعبة من بينها الحواليس، والشخط ، ومكمم ، والرم والتوفة، والعاب الفروسية والسباقات وشملت سباقات الهجن والخيول والقوارب وقرحة الثيران ومناورة الديكة.
فنون التشكيل
وتطرق الفصل الرابع من الجزء الأول من “مشروع جمع التاريخ المروي للفنون الشعبية في محافظة جنوب الباطنة ” إلى فنون التشكيل الشعبي وشملت التشكيل على المشغولات اليدوية ( الأواني والأثاث ) والتشكيل على النسيج وأنواعه ( الصنفة، العمائم والشوادر ) وأصوله وطرائقه وأنواع نقوش النسيج والتشكيل على السعف والأثاث وأنواع تشكيلات الأثاث ومصادر إيحاء التشكيل على الأثاث، والتشكيل على الجلود وتجهيز الجلود للحياكة وتشكيلاتها، والتشكيل على الخشب أنواعه وطرائقه والتشكيل على الفخار والحديد.كما تطرق الفصل الرابع إلى تشكيل الأزياء ( الرجالية، والنسائية وتشكيل الحلي) والتشكيل على العمارة الشعبية (المساجد، والقلاع والحصون والمنازل). وضم الجزء الأول في نهايته المراجع العلمية وأسماء الرواة الإخباريين في ولايتي المصنعة وبركاء والجامعين وصورا من الألعاب الشعبية والتشكيلات السعفية والفخارية والصناعات المعدنية والأدوات الموسيقية ومن تشكيلات الأزياء والتشكيلات المركبة من البنادق والخناجر العمانية.
الرستاق ونخل
وجاء في مقدمة الجزء الثاني (ولايتي الرستاق ونخل) من “مشروع جمع التاريخ المروي للفنون الشعبية في محافظة جنوب الباطنة” أن هذا البحث “جاء بوصفه واحدا من البحوث التوثيقية القائمة على المنهج الوصفي التوثيقي لمادة الفنون الشعبية العمانية، لتقدم مادة هذه الفنون في قالب مصنف يسمح بالباحثين بعد ذلك بدراستها وتحليلها بل وبالإضافة إليها بالجديد وما لم يستطع هذا البحث في ظرفه ومدته أن يصل إليه ليكون بعد ذلك العمل عملا تكميليا يسعى في مقامه الأول إلى تكاتف الجهود لجمع هذه المواد التراثية العمانية الثرية ودراستها وتحليلها بمناهج علمية مناسبة”.
وأكدت المقدمة ” أن الموسيقى والفنون الجميلة اتخذت مكانة خاصة في حياة آباء وأجداد منطقة الدراسة الميدانية ( محافظة جنوب الباطنة ) فلا زالت مسيرة النمو الوجداني والعاطفي للإنسان العماني تعبر عن أحاسيسه وشجونه وتطلعاته وقد تنوعت بين الموسيقى والغناء والأداء الحركي وكذلك الألعاب الشعبية وفنون التشكيل ( الأزياء، وتشكيل الأثاث، وأدوات الزينة والتشكيل المعماري) التي تعددت وتنوعت أشكالها وتأثرت بأنماط بيئية واجتماعية مختلفة حيث إن هذه الفعاليات تندرج فيما يدعى بالتراث غير المادي من المأثورات الشعبية ويشكل الفن السمعي والبصري هذا التراث ويبرزه”.
وتنقسم الفنون الأدائية الغنائية في منطقة الدراسة الميدانية إلى قسمين رئيسين أولهما فنون شعبية أصلية بدأت كونها نوعا من الهواية للتعبير عن السعادة والفرحة أو التنفيس عن صعوبات الحياة وكذلك لشغل وقت الفراغ وكان الأفراد يمارسونها في المناسبات الاجتماعية المختلفة (الاجتماعية والدينية) إضافة إلى أن هذه المنطقة تشتهر بفنون البحر، بينما يشتمل القسم الثاني على فنون شعبية “وافدة” وفدت إلى المنطقة نتيجة لموقعها الساحلي والاتصال التجاري البحري مع الدول المجاورة حيث تماهت هذه الفنون في الفلكلور العماني بعد أن لاقت استحسان الناس في المنطقة.
الموسيقى ومسمياتها
وضم الفصل الأول من الجزء الثاني (الرستاق ونخل) من “مشروع جمع التاريخ المروي للفنون الشعبية في محافظة جنوب الباطنة” الموسيقى المنفردة ومسمياتها وأدواتها والسياقات الزمانية والمكانية لأدائها، والموسيقى المصاحبة والأدوات التي تؤدى بها والآلات الموسيقية وكيفية المحافظة على الأدوات الموسيقية والعوامل المؤثرة عليها وطرائق تجديد وصيانة الآلات الموسيقية، والموسيقى المصاحبة للعمل من فنون الزراعة والفنون الاجتماعية وانواع الموسيقى المصاحبة للإنشاد الوطني والفنون الشعبية غير المصاحبة للموسيقى مثل الهدهدة والتعاويب وفن الهيود ماي وشلة الحمامير والصناعات الحرفية والانشاد الديني وسهرات الشعر.وفي الفصل الثاني الذي تناول الأداء الحركي تم الحديث عن الأداء الحركي المنفرد وأنواعه والأداء الحركي الجماعي المصاحب للفنون الشعبية في فنون الرزحة ، اللال ، الرزفة البدوية ، الهمبل ، العازي ، الهبية، القصافي ، الرزحة الوهابية ، فن التعيوط ، المالد ، الروغ ، الويلية ، الكيذا ، فنون الأعراس، إضافة إلى الفنون الشعبية التي لا يصاحبها أداء حركي مثل فنون والتيمينة ، والونة ، والتهلولة ، البرزنجي ، والحول حول ، والتغرود وفنون الرعي والزراعة.
وتناول الفصل الثالث الألعاب الشعبية في ولايتي الرستاق ونخل وهي ألعاب متشابهة إلى حد ما في الولايتين حيث ان العاب الذكور تختلف عن العاب الاناث، وعدد هذا الفصل 8 العاب ضمن العاب التسلية و20 لعبة ضمن العاب المنافسة و5 العاب ضمن العاب الفروسية والسباقات.وتطرق الفصل الرابع الى فنون التشكيل الشعبي والتي شملت على التشكيل على السعف والخشب ، والفخار ، والحديد ، والنحاس ، والنسيج والجلود .كما تطرق الفصل الرابع الى تشكيل الأزياء ( الرجالية، والنسائية وتشكيل الحلي) والتشكيل على العمارة الشعبية (المساجد ، والقلاع والحصون والمقابر والمنازل) وفروض الأفلاج وعقودها.
المراجع والرواة
وضم الجزء الثاني ( الذي جاء في 251 صفحة ) في نهايته المراجع العلمية وأسماء الرواة الاخباريين في ولايتي الرستاق ونخل والجامعين صورا من أشكال تصميمات المباني وتصميمات الأبواب والنوافذ وتشكيلات محراب المسجد ونماذج لتشكيلات كتابية وتصميمات الأفلاج إضافة إلى الدليل الميداني لجمع المادة.
المصنعة وبركاء
وجاء مشروع جمع التاريخ المروي للأدب الشعبي في محافظة جنوب الباطنة لولايات (المصنعة ، وبركاء ، والرستاق ونخل) في جزئين ضم الجزء الاول (336 صفحة) ولايتي المصنعة وبركاء بينما ضم الجزء الثاني (343 صفحة) الأدب الشعبي في ولايتي الرستاق ونخل. واشتمل الجزء الأول بعد المقدمة والمدخل النظري على الأدب الشعبي (الماهية والغاية) والأدب الشعبي في الثقافة الشعبية ومقاربة تعريفية للأدب الشعبي وأصنافه والادب الشعبي بين الشفاهة والتدوين والاداء في الأدب الشعبي والأدب الشعبي في منطقة الجمع الميداني.
واشتمل الفصل الأول على الآداب الشعبية النثرية، وضم المبحث الأول ” الآداب السردية ” وشملت السير النبوية ” حيث سير الأنبياء الأكثر شعبية في التداول، والادب السردي لسير الأنبياء والادب السردي لسير الصحابة رضوان الله عليهم والحكايات الشعبية، فيما ضم المبحث الثاني المثل الشعبي والألغاز الشعبية والنوادر والطرف الشعبية.
وفي الفصل الثاني تم الحديث حول الآداب الشعرية الشعبية وشمل المبحث الأول الإنشاد متضمنا ( المدائح النبوية، والإنشاد الديني، والمدائح الوطنية ، والمدائح الاخوانية والمرثيات)، وجاء المبحث الثاني في الأغاني الشعبية (قصائد الغزل، وأغاني الطفولة، وأغاني الألعاب الشعبية، واغاني الاعراس واغاني العمل).
واشتمل الجزء الثاني من مشروع جمع التاريخ المروي للأدب الشعبي في محافظة جنوب الباطنة (الرستاق ونخل) على فصلين هما الآداب الشعبية النثرية والآداب الشعبية الشعرية، وضم المبحث الأول ” الآداب السردية وشملت السير النبوية، والأدب السردي لسير الانبياء والادب السردي لسير الصحابة رضوان الله عليهم والحكايات الشعبية، فيما ضم المبحث الثاني المثل الشعبي والالغاز الشعبية والنوادر والطرف الشعبية.
وفي الفصل الثاني تم الحديث حول الآداب الشعرية الشعبية وشمل المبحث الأول الانشاد (المدائح النبوية، والانشاد الديني ، والمدائح الوطنية ، والمدائح الاخوانية ، والمرثيات ، وشعر الحكمة والتغايير)، وجاء المبحث الثاني في الأغاني الشعبية ( قصائد الغزل، وأغاني الطفولة، وأغاني الالعاب الشعبية ، وأغاني الأعراس ومن أغاني الافراح العامة كالمسبع والرزحة والتعاويب، واغاني العمل).
المعتقدات الشعبية
وفي محور التاريخ المروي للمعتقد الشعبي في محافظة جنوب الباطنة الجزء الأول ( المصنعة وبركاء ) فيؤكد هذا الجزء كما ورد تحت عنوان “المعتقدات الشعبية في منطقة الجمع (المصنعة وبركاء والرستاق ونخل)” إن المعتقد الشعبي في محافظة جنوب الباطنة يمثل مجموعة من المتغيرات التمييزية من حيث الطبيعة الجغرافية المتغيرة بين ولايتي المصنعة وبركاء اللتين تمثلان ساحل الباطنة وولايتي الرستاق ونخل اللتين تمثلان حجر الباطنة فلكل منهما ظروف جغرافية متباينة مما يؤدي الى تباين في حجم المادة العلمية التي يمكن أن تستقى منهما.. كما تمثل الثقافة الفكرية ما بين المنطقتين وربما الحضارية أيضا منبعا مهما من ناحية التمايز والتماثل في الموروث الشعبي مما يجعل كل منهما حالة فكرية ثقافية مستقلة”.
وأكد أن عناصر البحث في منطقة الدراسة تكشف “أن التفاعل والتأثر والتفكير في تعميق هذا التفاعل مع الطبيعة بل ومع ما فوق الطبيعة ينم عن مدى إدراك ورصد متفاعلات ومتغيرات دالة على فكر وثقافة وحضارة الشعب في مجتمعه، فالتفاعل مع الطبيعة أمر تقتضيه الممارسة اليومية التي تطرقها هذه الطبيعة وتسودها وتقودها في الأحيان جميعها، فالتفكير بطرائق تحليلية، تركيبية بل وتفكيكية هي ما جعلت هذا الفرد ببساطة حياته داخل مجتمعه الثقافي الشعبي وتوجد علاقات بين الشمس والقمر، بين المطر والرياح ، بين البحر والبر.. وهو لا يوجد هذه العلاقات بين ما هو طبيعي وحسب بل سيوجدها بين ما هو ميتافيزيقي أيضا سنجده يعمق التفكير في ما فوق الطبيعة “.
وأضاف “إن مدة جمع المادة في هذا البحث كانت ما بين (اكتوبر 2009م الى مايو 2010م ) وهي المدة التي تتأخر نسبيا عن وجود هذه المعتقدات الشعبية كونها ممارسة متفاعلة ومنفعلة، يتضح ذلك من خلال عرض لمواد في هذا البحث ( في الجزأين )، اذ ان الرواة هنا هم من فئة (السامع) في غالبهم وعلى الرغم من وجود بعض الرواة ممن كانوا يمارسون هذه المعتقدات ويعتقدون بها في وقتها غير انهم ـ في مدة البحث ـ كانوا غير معتقدين به، فهم ينظرون اليه كونه يمثل فكرا تراثيا فحسب، وسنجد في النصوص المحكية دلائل على ذلك من خلال اسلوب الرواة، حيث يبدو تصديق المعتقد الشعبي في اذهان المجتمع باهتا لا يعدو اكثر من تراث يتحدث عنه بشيء من النقد المنطقي العقلي”.
وفي الجزأين الاول والثاني من ( التاريخ المروي للمعتقدات الشعبية في منطقة ساحل الباطنة ممثلا في عينة الدراسة وهما ولايتا المصنعة وبركاء وولايتا الرستاق ونخل، فقد تم عرض المادة العلمية في كل جزء في اربعة فصول، جاء الفصل الأول تحت عنوان “الانطولوجيا الشعبية (الأرض والسماء وبعض ما فيهما) “حيث اشتمل على الانطولوجيا الشعبية المتعلقة بالارض والمتعلقة بالنجوم وبالكواكب وبالشمس وبالرياح وبالمطر، والانطولوجيا الشعبية المتعلقة بالزمان وبالمكان وبالحيوان وبالطيور.
وجاء الفصل الثاني في كلا الجزأين تحت عنوان ” الاعتقاد بالروح المباركة ( الاضرحة والاماكن المباركة والاولياء الصالحين ” ، بينما جاء الفصل الثالث حول ” الميتافيزيقيا الشعبية ( الجسد والسحر والكائنات فوق الطبيعة) “، وضم الفصل الرابع ” المعتقد الشعبي لتفسير الاحلام” .