تعرّف الدكتورة عائشة الدرمكية في هذا العدد عن ستة اصدارات جديدة قدمتها وزارة التراث والثقافة ضمت نتائج مشروع جمع التاريخ المروي في محافظة جنوب الباطنة وشملت الفنون الشعبية والأدب الشعبي والمعتقد الشعبي (إصداران في كل محور) في ولايات المصنعة، بركاء، نخل والرستاق. حيث عملت الوزارة منذ عام 2006م على تنفيذ برنامج لجمع التاريخ المروي العماني وفق جدول عمل يتناول مختلف محافظات السلطنة إدراكاً منها بأهمية وشمولية التراث الثقافي غير المادي بكافة مجالاته وأبوابه بصفته الوعاء الذي حفظ للأمم والشعوب ثقافتهم عبر التاريخ، وأصدرت في هذا الجانب العديد من الكتب الهامة التي ساهمت في توثيق تلك المفردات والتعريف بها محلياً وخارجيًا. وشهد مشروع جمع التاريخ المروي في محافظة جنوب الباطنة التي خصصت استخدام نتائجه لأغراض البحث العلمي والاكاديمي فقط مشاركة أكثر من 36 جامعا ميدانيا ومقابلة حوالي 100 راوٍ من الولايات الأربع التي شملها المشروع.
اما في مشروع آخر فنستعرض في العدد “خزائن المخطوطات” وهي الاسم المتعارف عليه للإشارة إلى المكان الذي يضم عددًا من المخطوطات حيث تحفظ بعدة طرق مختلفة، والاسم شائع ومعروف في الثقافة العربية وخصوصًا عند المشتغلين بالتراث المخطوط. وفي عمان نجد أن من أشهر خزائن المخطوطات خزانة مخطوطات الإمام ناصر بن مرشد ومكتبة قلعة الرستاق ومكتبات العديد من العلماء العمانيين عدا عن المكتبات الوقفية التي ما يزال البعض منها قائمًا إلى الآن في عمان مثل مكتبة وقف السيفيين في نزوى ومكتبة وقف الحمراء. وحفظ المخطوطات شيء وفهرستها وتكشيف محتوياتها شيء آخر، فمن أشهر الكتب التي عنيت بالمخطوطات وتوثيقها كتاب “كشف الظنون” لحاجي خليفة وهو من علماء القرن الثاني عشر الهجري وضمن كتابه أسماء آلاف الكتب إضافة إلى أسماء مؤلفيها وهذا الكتاب يعتبر عمدة الباحثين في التراث الإسلامي فهو بجانب اشتماله على أسماء المؤلفات العربية يضمن كذلك المخطوطات الفارسية والتركية.
وفي حوار العدد يقدم الزميل وحيد تاجا من دمشق حوارا متجددا مع الناقد السعودي الدكتور عبدلله الغذامي بعد حواره الأول معه عام 2004 م ليقدم بصورة أعمق تجربة “الغذامي” النقدية، حيث يشدد الدكتور عبدالله الغذامي على إيمانه الشديد بفكرة المثقف الناقد، وأن الأولوية بالنسبة إليه هي لبعث الحس النقدي.. ولفت في حواره مع ” أشرعة ” الى ان نقد الذات ونقد الثقافة ونقد المجتمع ونقد المؤسسة، لا يعنى بالضرورة محاربتها وإيذاءها والتصادم معها لذات التصادم وإحراجها أو القضاء عليها.
وفي الجانب التشكيلي تقدم الباحثة والتشكيلية التونسية دلال صماري رؤيتها في تجربة الفنان المغربي كريم ثابت تحت عنوان “عندما يصبح الأثر الفني بديل حياة” وتشير في قراءتها إلى ان التجربة الفنية للفنان المغربي كريم ثابت ذات طابع ذاتي وأصيل بما هي تبحث عن توازنه مع ذاته وعالمه الطفولي المسحوب منه بالقوة، كما أن ذاتيتها لا تنفي عنها أغراضها الكونية بماهي تضطلع كذلك بوظيفة إخراج الكائن من عزلته وفرديته ليؤسس كليته وهذا ما يشرع الحديث عن وظائف متعددة للفن من هذا المنطلق.
تجربة الفنان كريم ثابت تعد نوعا ما بديلا لحياة لم يعشها، هي فترة الطفولة، فمنذ أن كان عمره 3 سنوات أصيب بمرض أثقل جسده بالحديد فحرم متعة اللعب والركض وحرم الطفولة بمفهومها الحركي والشقي.
ونقدم في اشرعة هذا العدد ايضا قراءة في رواية “حارس الموتى” الرواية المتأهلة للبوكر 2016 م . كما يواصل الدكتور أحمد بالخير نافذته اللغوية والتي يتطرق من خلالها هذا الأسبوع لموضوع “كي لا يحدث التهوّر” . ويقدم عقيل بن ناجي المسكين رؤيته في “التعبير الكنائي بالصورة الجزئية في قصص هِبة قريش” مستعرضا تجربة الشاعرة والقاصة السعودية.
أما الكاتبة وفاء الشامسية فتواصل تقديم موضوعها “الرثاء في الشعر العماني” متناولة في هذا العدد سمات قصيدة الرثاء في الشعر العماني مشيرة إلى ان الشعر العماني ظل في بداية العصر الحديث متأثرا بما ورثه من عهد بني نبهان (1154- 1406م)، ويتميز فيه الشعر بالقوة، والرصانة، وجزالة اللفظ، وهو شبيه ـ إلى حد ما ـ بالشعر الجاهلي من حيث أفكاره، موضوعاته، وأساليبه، وبعض طرائقه الفنية، ولعل قصائد الشاعر سليمان بن سليمان النبهاني، أو الستالي، أو الكيذاوي، تطرح لنا تلك المفاهيم.