بمشاركة 150 من المهتمين بصناعة التمور عالميا
ـ وزير الزراعة والثروة السمكية : مشروع المليون نخلة سينتج 90 ألف طن من التمور عالية الجودة سنويا وهناك خطة لتطويرها
ـ مديرعام المشروع : تجهيز 11 مزرعة حتى الآن تستوعب ( 600 ) ألف نخلة وسيتم استكمال الباقي في السنوات القليلة القادمة
كتب ـ وليد محمود :
رعى أمس معالي فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية مؤتمر ومعرض الاستثمار في قطاع النخيل والتمور بحضور أكثر من 150 من المتخصصين في صناعة التمور والأكاديميين في كلية الزراعة ومشاركين من جميع أنحاء العالم وصرح معالي فؤاد ساجواني بأن مشروع المليون نخلة أكبر مشروع زراعي على مستوى السلطنة وتم إنشاؤه بتوجيهات سامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وبمتابعة شخصية من جلالته ، لأن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية للنخلة وتنميتها بتركيزه على أصناف عالية الجودة يتم قبولها في السوق المحلية والعالمية مما يعيد لهذه النخلة التي ارتبط اسمها بعمان وأهل عمان مكانتها الطبيعية التي ينبغي أن تكون فيه من حيث الجودة والنوع والأصناف والاهتمام بالنخلة والاستثمار فيها والصناعات التحويلية المرتبطة بها والتسويق وتقليل الفاقد منها.
وأشار إلى أن هناك تنسيقا بين وزارة الزراعة والثروة السمكية ومشروع المليون نخلة حيث تقوم الوزارة بتزويد المشروع بفسائل يتم إنتاجها من أنواع الفسائل النسيجية عن طريق الزراعة النسيجية والوزارة تقوم بتزويد المشروع بحوالي 40 ألف فسيلة سنويا من الأنواع الأربعة التي يقوم مشروع المليون نخلة بزراعتها فالمشروع قائم على أحسن الأسس والخطط وقد تم اختيار الأراضي حتى تكون ذات وفرة مائية وفيها كميات مياه مستدامة ليكون المشروع قائما لأطول فترة ممكنة وهذا المشروع سوف يتيح إنتاج 90 ألف طن من التمور عالية الجودة وما يصاحبها من صناعات تحويلية وتغليف وتعبئة وغيرها وستكون فرصة للاستثمار في هذا القطاع الحيوي الهام.
وحول دور وزارة الزراعة في الاهتمام بالنخلة على مستوى السلطنة أشار معاليه إلى أن وزارة الزراعة تقوم حاليا بتنفيذ مشروع الإحلال عن طريق إعادة تأهيل النخيل في القرى المختلفة فيقوم الخبراء في وزارة الزراعة بإعادة تأهيل الأراضي الزراعية وإزالة النخيل التي وصلت للعمر الافتراضي وإعادة تأهيل نخيل القرية بكاملها بمنظومة ري حديثة وقلع الأشجار ذات المواصفات المتدنية وإحلال أصناف عالية الجودة وهذه التجربة تحظى بقبول واسع من المجتمعات المحلية ونحن ماضون في هذا المشروع وآخر مشروع تم الانتهاء منه في ولاية ينقل حيث تم إعادة تأهيل النخيل بها .
وكان المؤتمر قد بدأ بكلمة للدكتور سيف بن راشد الشقصي مدير عام مشروع زراعة المليون نخلة بديوان البلاط السلطاني قال فيها : كم أنتِ عزيزة وكريمة أيتها النخلة ، فأنتِ شجرة مباركة لك فضائل كثيرة ، ولقد كرمك الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بأن ذكرك في كثير من مواضعه، كما أمرنا سبحانه وتعالى بالتفكر والتدبر في ثمارك ، فقال عز وجل ( وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُوْنَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوْا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِيْ ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُوْنَ ( . وقد ورد اسمك تارة معرفة وتارة نكرة وتارة أخرى مفردةً وجمعا ، ناهيك عن أسماء أجزائك ومكوناتك المختلفة من عرجون وفتيل وقطمير ونقير وشطء وطلع وأكمام ، وغيرها من المسميات التي ذكرت في القرآن الكريم .
كما كرمك رسول هذه الامة وأنزلك منزلة عالية ، وأوضح لنا ان الاهتمام بك هو سر الأمن الغذائي عندما قال ( بيت لا تمر فيه جياع اهله ) ، وقوله أيضا ( إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها ) .
لقد كنتِ وما زلتِ كريمة مع الإنسان ، فأنتِ كثيرة الشبه به ، حيث إن عمرك مثل عمره ، وتكرمين بثمارك الوفير من أكرمك بالاهتمام والرعاية ، ومن استظل بك من الأشجار الأخرى وأرادت أن تجاورك فانت تمدين لهن العون والمساعدة من ظل وافر وبرودة جو ، حيث أنت الوحيدة من بني أشجار الفاكهة تسمحين بنمو أية شجرة تحت ظلك ، كما انك تتحملين قساوة الطبيعة من عطش ورياح عاتية كما يتحمل الإنسان صعوبات الحياة .
وأضاف : أيتها النخلة .. لقد استخدم الإنسان تمرك كغذاء له ولماشيته ، واستخدم جذوعك في البناء وصناعة القوارب ، وخوصك في فرشه وأدواته المنزلية ، وليفك في عمل الحبال التي يحزم بها امتعته ويربط بها أشرعته . وجاء العلم الحديث ليثبت أن خير غذاء هو تمرك ، وأن السكر السائل المستخرج من تمرك سينقذ البشرية من أمراض عديدة لو تم استبداله عن السكر الأبيض الذي سبب الكثير من الأمراض ، وأن نواتك التي ترمى في الأرض ولا قيمة لها فهي بها من الخير الشئ الكثير ، حيث إن بها نسبة عالية من البروتين ، ناهيك عن الفوائد الأخرى أما مادة السليلوز التي تستخرج من خشبك فيمكن أن يصنع منها الأخشاب ، وتدخل في صناعة غذاء الحيوان ووقودا لإنتاج الديزل وسمادا غنيا من أفضل أنواع الأسمدة.
كل ذلك لم يغب عن قائد هذه البلاد الحبيبة وباني نهضتها الحديثة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ اذ أكرمك أيما إكرام ، وأنزلك المنزلة التي تليق بك ، إدراكا من جلالته بأهميتك غذائيا واقتصاديا واجتماعيا وبيئيا وثقافيا وحضاريا ، حيث أمر جلالته ـ حفظه الله ـ بزراعة مليون نخلة بأنواع معينة تجود بها هذه الأرض الطيبة وقد جاءت أوامره السامية مباشرة منه إلى شعبه وهو يلتقي بهم في إحدى جولاته الكريمة ، وحدد فيها الملامح الرئيسية في المشروع والتي تتمثل في أنها ستكون صمام أمان للأمن الغذائي والعمود الفقري له ، حيث قال جلالته ( إنه بعد التمعن في شؤون الغذاء في بلادنا وجدنا أن النخلة منذ القدم هي العمود الفقري للأمن الغذائي في عمان ) .
وقال لقد وضعت أوامر جلالته موضع التنفيذ ، وجهزت حتى الآن ( أحد عشرة ) مزرعة تستوعب ( 600 ) ألف نخلة ، وسيتم استكمال الباقي في السنوات القليلة القادمة كما أتم المشروع الخرائط والتصاميم للمختبر المركز ، والذي سيتكون من ستة أفرع لكي يكون صمام أمان للمشروع لضمان الجودة في الإنتاج واستدامة المزارع بشكل عام ، أما فيما يتعلق بالتصنيع والتسويق والاستثمار فيأتي مؤتمرنا هذا في إطار سبر الأغوار ومعرفة اتجاهات صناعة التمور ومنتجات النخيل والتحديات التي تواجهها سواء تصنيعية أو استثمارية أو تسويقية .
وسيشكل هذا المؤتمر منصة للحوار وتبادل الأفكار والرؤى للخروج بتوصيات واضحة علمية تساهم في تنمية قطاع النخيل في السلطنة ، فهو يجمع ما بين خبراء زراعة النخيل ، وخبراء تصنيع التمور ، وخبراء الاستثمار والتسويق ، وسيعمل على تقريب الفجوة بين كل الفئات في سبيل تحقيق مصالح الجميع والتكامل بين من يزرع ويستثمر ويصنع ويسوق.
وأشار سيف الشقصي إلى أن هذا المؤتمر شهد إقبالا دوليا حيث سيتم خلاله تقديم 43 ورقة عمل من خارج وداخل السلطنة ، وستناقش خلال الثلاثة أيام خمسة محاور أساسية وهي الاستثمار في قطاع النخيل والتمور ( الواقع والآفاق ) ، ومعاملات ما بعد الحصاد والتقنيات الحديثة المرتبطة بها وطرق التخزين ، وتصنيع وتسويق التمور ومنتجات النخيل ومشتقاتها ، والمواصفات والمقاييس المتعلقة بالتمور والصناعات المصاحبة ، وتجارب علمية وقصص نجاح . كما سينظم على هامش هذا المؤتمر معرضا مصاحبا عن التمور ومنتجاتها ، وسيشمل على عرض نماذج من الصناعات المنزلية والصناعات المعتمدة على أجزاء النخلة المختلفة والصناعات الحرفية القائمة عليها ، وعرض العديد من الدراسات والتقارير والنشرات عن انتاج وتسويق التمور ، وعرض المواصفات القياسية للتمور بمختلف درجاتها والتي ستكون مرجعاً مهماً لمزارعي ومنتجي ومصنعي التمور .
بعد ذلك ألقى الأستاذ الدكتور عبدالله محمد الحمدان من جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية محاضرة حول دور الاستثمار في صناعات التمور ومنتجات النخلة في تعزيز واقع الأمن وآفاق الخزن الاستراتيجي بدول مجلس التعاون حيث ركز على محاور نظرة على تراث النخيل وتحديات التوسع في زراعة النخيل والاستثمار في حفظ وصناعات البسر )البلح أو الخلال والاستثمار في حفظ الرطب والاستثمار في صناعات التمور التحويلية والاستثمار في منتجات النخلة الأخرى والأمن الغذائي والخزن الاستراتيجي للتمور وآفاق مستقبلية في صناعة النخيل والتمور كما أشار الدكتور الحمدان إلى أن إنتاج العالم من التمور ) 7.86مليون طن 2012 م( على مستوى العالم .
بعد ذلك تم عرض فيلم عن مشروع المليون نخلة والإنجازات التي تمت في المشروع بعد ذلك قام معالي فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية بتدشين موقع المديرية العامة لمشروع المليون نخلة وقص شريط افتتاح المعرض المصاحب .
بعد ذلك بدأت فعاليات المؤتمر حيث تم عرض أوراق عمل اليوم الأول حيث بدأت الجلسة الأولى بورقة عمل حول جائزة خليفة الدولية للنخيل والابتكار الزراعي قدمها الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام الجائزة وفي الورقة الثانية قدم عبد الرحمن الجنوبي من المملكة العربية السعودية ورقة عمل حول الفرص الاستثمارية في قطاع الخدمات المساندة لمزارعي النخيل وفي الورقة الثالثة قدم عيسى بن صالح الناعبي من السلطنة ورقة حول إجراءات تمويل القطاع الزراعي والتي من ضمنها مصانع ووحدات التمور كما قدمت المهندسة منصورة بنت خلفان العامرية باحثة صناعات غذائية بوزارة الزراعة والثروة السمكيه ورقة حول مجالات الاستثمار في تصنيع التمور كما قدم الدكتور نوفل حميد رشيد مستشار السياسات الزراعية والاستثمار بوزارة الزراعة ورقة عمل حول آفاق الاستثمار التجاري في مزارع النخيل وتسويق وتصنيع التمور بالسلطنة وورقة أخرى حول الدور الوظيفي للنخيل في التنمية الاقتصادية والمجتمعية وتسويق التمور العمانية الواقع والآفاق ومجالات الاستثمار في مشروع زراعة المليون نخلة بعد ذلك تم فتح باب النقاش للحضور لمناقشة ما تم عرضه خلال فعاليات جلسات اليوم الأول .