في الوقت الذي يحول فيه كيان الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية إلى سجن كبير بجانب السجن الكبير الآخر (قطاع غزة نعني)، ويسوي بالأرض منزل عائلة البطل منفذ عملية مغتصبة “عتنائيل” الأسير مراد بدر ادعيس في قرية بيت عمرة غرب مدينة يطا جنوب الخليل، تحيد جامعة الدول العربية بوصلتها عن الاتجاه نحو ما يحدث من إرهاب دولة منظم وسياسة العقاب الجماعي اللذين تمارسهما سلطات كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وبدت كمن يغرد خارج السرب أو معزولة عن واقع الأحداث، فتخلت عن هذا الحدث الإرهابي الإسرائيلي بثوبه الجديد لتصحو على أو بالأحرى لتعزف على وتر حدث عفا عليه الزمن وتمضمض وشرب، ألا وهو البيان الختامي لاجتماع باريس حول السلام في الشرق الأوسط ، حيث أخذتها حماسة اعتقادها بأنها جاءت بما لم تأتِ به الأوائل لتذهب إلى أن هذا البيان الباريسي كان أقل من الطموحات الفلسطينية والعربية، ونسيت أو تناست أن الشارع العربي والفلسطيني كانت لديه القناعة التامة بهزال البيان الباريسي قبل انطلاقه، وأنه لن يعدو عن كونه إحدى المسرحيات الغربية للتمظهر بأن أوروبا ممثلة بفرنسا صاحبة المبادرة، وصاحبة أول مفاعل نووي تهديه كيان الاحتلال الإسرائيلي لتثبيت خنجره المسموم في خاصرة الوطن العربي محبة للشعوب العربية عامة وللشعب الفلسطيني خاصة، وجهلت أو تجاهلت جامعة الدول العربية أنها كانت مشاركة في تأليف المسرحية وإخراجها بهذه الصورة الباهتة والهزيلة التي جاءت أقل من طموحها.
والنتيجة الأخرى المثيرة للسخرية التي وصلت إليها الجامعة العتيدة هي أن جمود عملية السلام لن يخدم إلا العنف والإرهاب، قافزة على كل الحقائق الثابتة عن دورها الكبير منذ تفجير مخطط تدمير المنطقة وتقسيمها والمسمى زورًا “الربيع العربي”، وانخراطها بكل ما أوتيت من قوة في تمهيد الأرضية لاستشراء العنف والإرهاب في الدول العربية الكبرى مثل سوريا وليبيا وغيرهما بعنوانه الكبير والعريض الخاطئ وهو “دعم وحماية شعبيها”، حيث حولت المنطقة إلى قواعد لحلف شمال الأطلسي بطلب تدخله بداية في ليبيا، وفرض عقوبات اقتصادية ظالمة على الشعب السوري، والطلب من أعضائها فتح صنابير أموالهم لتسليح من أطلقت عليهم زورًا مسمى “ثوار”، فيما كان كيان الاحتلال الإسرائيلي على الجانب الآخر يلاقي هذه الأفعال بأفعال أكثر جرمًا ووحشية بحق الشعب الفلسطيني. وبعد أن كانت جامعة العرب تتفوق في لغة البكاء وتقمص دور الثكالى حين يرتكب مجرم الحرب الإسرائيلي جريمته بحق العزل والمحاصرين الفلسطينيين، وتمتلك موهبة لا يضاهيها أحد في لغة الشجب والاستنكار، انزوت بعيدًا وتوارت خجلًا عن هذا الدور، لماذا؟ لأن تقمص هذه الأدوار وممارستها لا يستقيمان مع الوضع العربي الجديد بثوبه “الربيعي” وبـ”مبادئه وقيمه الثورية الجديدة”، وهي التي كانت أول الراكبين لأمواج “الربيع”.
اليوم يمارس كيان الاحتلال الإسرائيلي ـ وحسب القانون الدولي وتأكيدات الأمم المتحدة ـ جريمة حرب بحق الشعب الفلسطيني، حيث حول الضفة الغربية إلى سجن كبير وبخاصة بلدة يطا التي أنجبت ذينك البطلين منفذي عملية تل أبيب، وعزلها تمامًا عن العالم الخارجي، وقام بتقييد حركة العبور والتنقل من خلال نشر عشرات الحواجز العسكرية، والدشم الترابية والإسمنتية، فضلًا عن الإعدامات الميدانية المستمرة، ومنع آلاف الفلسطينيين من أداء الصلاة في المسجد الأقصى، وإلغاء تصاريح دخول 83 ألف فلسطيني إلى داخل فلسطين 1948. وهدم منزل عائلة منفذ عملية تل أبيب الذي يعيش تحت سقفه عشرة أفراد. لكن مع كل جرائم الحرب هذه، للأسف تحيد جامعة الدول العربية عن بوصلتها، وتعزف خارج السرب، وتتخلى عن مسؤوليتها الأخلاقية، وتتناسى دورها في خلخلة ميزان القوى لصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي بتشريعها استهداف أعمدة الصمود العربي ألا وهي سوريا وليبيا والعراق والحبل على الجرار، ما ساعد هذا الكيان المحتل الذي يسابق الزمن في طمس الذاكرة بل الهوية العربية عن الحجر والبشر، وتهويد التاريخ والجغرافيا.
رأي الوطن : حين تحيد الجامعة عن بوصلتها
في الوقت الذي يحول فيه كيان الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية إلى سجن كبير بجانب السجن الكبير الآخر (قطاع غزة نعني)، ويسوي بالأرض منزل عائلة البطل منفذ عملية مغتصبة “عتنائيل” الأسير مراد بدر ادعيس في قرية بيت عمرة غرب مدينة يطا جنوب الخليل، تحيد جامعة الدول العربية بوصلتها عن الاتجاه نحو ما يحدث من إرهاب دولة منظم وسياسة العقاب الجماعي اللذين تمارسهما سلطات كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وبدت كمن يغرد خارج السرب أو معزولة عن واقع الأحداث، فتخلت عن هذا الحدث الإرهابي الإسرائيلي بثوبه الجديد لتصحو على أو بالأحرى لتعزف على وتر حدث عفا عليه الزمن وتمضمض وشرب، ألا وهو البيان الختامي لاجتماع باريس حول السلام في الشرق الأوسط ، حيث أخذتها حماسة اعتقادها بأنها جاءت بما لم تأتِ به الأوائل لتذهب إلى أن هذا البيان الباريسي كان أقل من الطموحات الفلسطينية والعربية، ونسيت أو تناست أن الشارع العربي والفلسطيني كانت لديه القناعة التامة بهزال البيان الباريسي قبل انطلاقه، وأنه لن يعدو عن كونه إحدى المسرحيات الغربية للتمظهر بأن أوروبا ممثلة بفرنسا صاحبة المبادرة، وصاحبة أول مفاعل نووي تهديه كيان الاحتلال الإسرائيلي لتثبيت خنجره المسموم في خاصرة الوطن العربي محبة للشعوب العربية عامة وللشعب الفلسطيني خاصة، وجهلت أو تجاهلت جامعة الدول العربية أنها كانت مشاركة في تأليف المسرحية وإخراجها بهذه الصورة الباهتة والهزيلة التي جاءت أقل من طموحها.
والنتيجة الأخرى المثيرة للسخرية التي وصلت إليها الجامعة العتيدة هي أن جمود عملية السلام لن يخدم إلا العنف والإرهاب، قافزة على كل الحقائق الثابتة عن دورها الكبير منذ تفجير مخطط تدمير المنطقة وتقسيمها والمسمى زورًا “الربيع العربي”، وانخراطها بكل ما أوتيت من قوة في تمهيد الأرضية لاستشراء العنف والإرهاب في الدول العربية الكبرى مثل سوريا وليبيا وغيرهما بعنوانه الكبير والعريض الخاطئ وهو “دعم وحماية شعبيها”، حيث حولت المنطقة إلى قواعد لحلف شمال الأطلسي بطلب تدخله بداية في ليبيا، وفرض عقوبات اقتصادية ظالمة على الشعب السوري، والطلب من أعضائها فتح صنابير أموالهم لتسليح من أطلقت عليهم زورًا مسمى “ثوار”، فيما كان كيان الاحتلال الإسرائيلي على الجانب الآخر يلاقي هذه الأفعال بأفعال أكثر جرمًا ووحشية بحق الشعب الفلسطيني. وبعد أن كانت جامعة العرب تتفوق في لغة البكاء وتقمص دور الثكالى حين يرتكب مجرم الحرب الإسرائيلي جريمته بحق العزل والمحاصرين الفلسطينيين، وتمتلك موهبة لا يضاهيها أحد في لغة الشجب والاستنكار، انزوت بعيدًا وتوارت خجلًا عن هذا الدور، لماذا؟ لأن تقمص هذه الأدوار وممارستها لا يستقيمان مع الوضع العربي الجديد بثوبه “الربيعي” وبـ”مبادئه وقيمه الثورية الجديدة”، وهي التي كانت أول الراكبين لأمواج “الربيع”.
اليوم يمارس كيان الاحتلال الإسرائيلي ـ وحسب القانون الدولي وتأكيدات الأمم المتحدة ـ جريمة حرب بحق الشعب الفلسطيني، حيث حول الضفة الغربية إلى سجن كبير وبخاصة بلدة يطا التي أنجبت ذينك البطلين منفذي عملية تل أبيب، وعزلها تمامًا عن العالم الخارجي، وقام بتقييد حركة العبور والتنقل من خلال نشر عشرات الحواجز العسكرية، والدشم الترابية والإسمنتية، فضلًا عن الإعدامات الميدانية المستمرة، ومنع آلاف الفلسطينيين من أداء الصلاة في المسجد الأقصى، وإلغاء تصاريح دخول 83 ألف فلسطيني إلى داخل فلسطين 1948. وهدم منزل عائلة منفذ عملية تل أبيب الذي يعيش تحت سقفه عشرة أفراد. لكن مع كل جرائم الحرب هذه، للأسف تحيد جامعة الدول العربية عن بوصلتها، وتعزف خارج السرب، وتتخلى عن مسؤوليتها الأخلاقية، وتتناسى دورها في خلخلة ميزان القوى لصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي بتشريعها استهداف أعمدة الصمود العربي ألا وهي سوريا وليبيا والعراق والحبل على الجرار، ما ساعد هذا الكيان المحتل الذي يسابق الزمن في طمس الذاكرة بل الهوية العربية عن الحجر والبشر، وتهويد التاريخ والجغرافيا.