احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / رأي الوطن..العمل التطوعي.. فوائد كبرى للوطن والمواطن

رأي الوطن..العمل التطوعي.. فوائد كبرى للوطن والمواطن

يشكل العمل التطوعي في حد ذاته إحدى السمات الأساسية لقياس تقدم الأمم، كونه عبارة عن إحساس فردي بالمسؤولية تجاه المجتمع أو الأمة، وينمو هذا الإحساس الواعي دومًا في الأمم المتقدمة التي زرعت في نفوس أبنائها الفخار بما أنجز؛ لذا تتحرك دومًا العقول الفردية والجمعية للعمل بكل جهد للحفاظ على حجم المنجز والسعي لتنميته، كما يثبت انخراط الفئات المجتمعية المختلفة خاصة الشابة منها في العمل التطوعي حجم الإدراك والوعي والمسؤولية الوطنية التي ترسخ في نفوس هؤلاء، كما يعزز ذلك من الانتماء الدائم والمستمر بين المواطن ووطنه وبيئته التي ترعرع ونشأ بها، وهو جزء أصيل من العقيدة الإيمانية لديننا الحنيف الذي يحرص على بث التعاون والتكافل دومًا في نفوس المجتمع.
ومع التطور الذي شهدته الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في جميع المجالات وربوع السلطنة كافة مع بزوغ فجر النهضة المباركة، ازداد انخراط المواطنين في أعمال التطوع الخيري، حيث أثبتت التجارب أن المشاركة التطوعية يمكنها الإسهام بدور فاعل في عمليات التنمية نظرًا لمرونتها وسرعة اتخاذ القرار فيها. ولهذا اعتنت السلطنة بهذا الجانب وسعت لإيجاد منظومة رائعة من التحالف والتكاتف بين القطاع الحكومي والقطاع الأهلي، وجاء الإعلان عن جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي لما تمثله من تحفيز وتشجيع للعمل التطوعي، كما أنها تجسد رؤية حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لتفعيل العمل التطوعي وتعميق وصوله إلى المستهدفين ومد ظلاله الوارفة لتشمل فئات جديدة ونشاطات مبتكرة في المجتمع العماني، لبناء إرث وطني عريق في ميادين مفهوم العمل التطوعي، والإسهام في إضفاء بعد تنموي فائق على هذا المفهوم ليرتقي به إلى عمل تنموي مستدام ومتجدد.
وترجع الأهمية الكبرى للعمل التطوعي كونه يسهم في تنمية الإحساس لدى المواطن بالانتماء والولاء للمجتمع والوطن، كما يسهم في تقوية الترابط الاجتماعي بين فئات المجتمع المختلفة، وفي استغلال وقت الفراغ لدى الشباب في أعمال بنائه تبعدهم عن دروب وطرق قد تودي بهم إلى التهلكة مثل المخدرات أو التطرف، إضافة إلى أن التطوع يكون لونًا من ألوان المشاركة الإيجابية ليس في تقديم الخدمة فقط، ولكن في توجيه ورسم السياسة التي تقوم عليها تلك المؤسسات الاجتماعية ومتابعة تنفيذ برامجها وتقويمها بما يعود على المجتمع ككل بالنفع العام. ولعل تنامي ظاهرة التطوع في المجتمع العماني ووصول عدد الجمعيات والهيئات والفرق التطوعية في مختلف المجالات إلى العشرات، يؤكد على مدى وعي المواطنين وحسن تجاوبهم المبني على ثقة في هيئات ومنظمات المجتمع.
ومع انطلاق فعاليات الأسبوع الاجتماعي التطوعي (معًا لمجتمع أفضل) والذي تنفذه دائرتا التنمية الاجتماعية بولاية جعلان بني بو حسن وولاية جعلان بني بوعلي والذي يشمل مجموعة من البرامج مثل عقد محاضرات توعوية ومجتمعية وأعمال تطوعية في خدمة البيئة المحيطة أبرزها إزالة الغاف البحري، وتنظيف المساجد والشواطئ، وإعادة دهان الاستراحات البحرية بنيابة الأشخرة، هذا بالإضافة إلى فعاليات يوم ترفيهي وتطوعي مفتوح بنيابة الأشخرة والمسائية بمتنزه البلدية بجعلان بني بو حسن، فإننا نشارك اللجنة المشرفة على فعاليات الأسبوع الدعوة لكافة أفراد المجتمع والفرق الرياضية الأهلية للتفاعل والتعاون مع الأطراف المعنية لإنجاح فعاليات الأسبوع الاجتماعي، مما يسهم في التضافر المجتمعي.
إن مثل هذه الفعاليات تسهم بشكل جلي في بناء مجتمع صحي يعي التكافل والتآزر، حيث يُعد العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء وتنمية المجتمع، ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين لأي مجتمع، كما يكون للعمل التطوعي آثار على المستوى النفسي، حيث يشكل ما يقدمه الفرد من جهده ووقته وأحيانًا من ماله في مقابل تقدم الآخرين واستفادة هؤلاء الآخرين مصدرًا ذاتيًّا للراحة النفسية، فالعمل التطوعي يرفع مستوى الدافعية للعمل، ويزيد من حماسة المتطوع كلما رأى الآثار الإيجابية والتطور الملحوظ لدى من يتطوع للعمل من أجلهم، وفي جانب آخر فإن العمل التطوعي يخفف من النظرة العدائية أو التشاؤمية لدى المتطوع نفسه تجاه الآخرين والحياة، ويمده بإحساس وشعور قوي بالأمل والتفاؤل، وعلى المستوى الاجتماعي يزيد العمل التطوعي من قدرة الإنسان على التفاعل والتواصل مع الآخرين، كما يحد من النزوع إلى الفردية، وينمي الحس الاجتماعي لدى الفرد المتطوع، ويساهم في جعل المجتمع أكثر اطمئنانًا وأكثر ثقة بأبنائه، ويخفف من الشعور باليأس والإحباط، ويحد من النزعة المادية لدى أفراده.

عن المشرف العام

رأي الوطن..العمل التطوعي.. فوائد كبرى للوطن والمواطن

يشكل العمل التطوعي في حد ذاته إحدى السمات الأساسية لقياس تقدم الأمم، كونه عبارة عن إحساس فردي بالمسؤولية تجاه المجتمع أو الأمة، وينمو هذا الإحساس الواعي دومًا في الأمم المتقدمة التي زرعت في نفوس أبنائها الفخار بما أنجز؛ لذا تتحرك دومًا العقول الفردية والجمعية للعمل بكل جهد للحفاظ على حجم المنجز والسعي لتنميته، كما يثبت انخراط الفئات المجتمعية المختلفة خاصة الشابة منها في العمل التطوعي حجم الإدراك والوعي والمسؤولية الوطنية التي ترسخ في نفوس هؤلاء، كما يعزز ذلك من الانتماء الدائم والمستمر بين المواطن ووطنه وبيئته التي ترعرع ونشأ بها، وهو جزء أصيل من العقيدة الإيمانية لديننا الحنيف الذي يحرص على بث التعاون والتكافل دومًا في نفوس المجتمع.
ومع التطور الذي شهدته الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في جميع المجالات وربوع السلطنة كافة مع بزوغ فجر النهضة المباركة، ازداد انخراط المواطنين في أعمال التطوع الخيري، حيث أثبتت التجارب أن المشاركة التطوعية يمكنها الإسهام بدور فاعل في عمليات التنمية نظرًا لمرونتها وسرعة اتخاذ القرار فيها. ولهذا اعتنت السلطنة بهذا الجانب وسعت لإيجاد منظومة رائعة من التحالف والتكاتف بين القطاع الحكومي والقطاع الأهلي، وجاء الإعلان عن جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي لما تمثله من تحفيز وتشجيع للعمل التطوعي، كما أنها تجسد رؤية حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لتفعيل العمل التطوعي وتعميق وصوله إلى المستهدفين ومد ظلاله الوارفة لتشمل فئات جديدة ونشاطات مبتكرة في المجتمع العماني، لبناء إرث وطني عريق في ميادين مفهوم العمل التطوعي، والإسهام في إضفاء بعد تنموي فائق على هذا المفهوم ليرتقي به إلى عمل تنموي مستدام ومتجدد.
وترجع الأهمية الكبرى للعمل التطوعي كونه يسهم في تنمية الإحساس لدى المواطن بالانتماء والولاء للمجتمع والوطن، كما يسهم في تقوية الترابط الاجتماعي بين فئات المجتمع المختلفة، وفي استغلال وقت الفراغ لدى الشباب في أعمال بنائه تبعدهم عن دروب وطرق قد تودي بهم إلى التهلكة مثل المخدرات أو التطرف، إضافة إلى أن التطوع يكون لونًا من ألوان المشاركة الإيجابية ليس في تقديم الخدمة فقط، ولكن في توجيه ورسم السياسة التي تقوم عليها تلك المؤسسات الاجتماعية ومتابعة تنفيذ برامجها وتقويمها بما يعود على المجتمع ككل بالنفع العام. ولعل تنامي ظاهرة التطوع في المجتمع العماني ووصول عدد الجمعيات والهيئات والفرق التطوعية في مختلف المجالات إلى العشرات، يؤكد على مدى وعي المواطنين وحسن تجاوبهم المبني على ثقة في هيئات ومنظمات المجتمع.
ومع انطلاق فعاليات الأسبوع الاجتماعي التطوعي (معًا لمجتمع أفضل) والذي تنفذه دائرتا التنمية الاجتماعية بولاية جعلان بني بو حسن وولاية جعلان بني بوعلي والذي يشمل مجموعة من البرامج مثل عقد محاضرات توعوية ومجتمعية وأعمال تطوعية في خدمة البيئة المحيطة أبرزها إزالة الغاف البحري، وتنظيف المساجد والشواطئ، وإعادة دهان الاستراحات البحرية بنيابة الأشخرة، هذا بالإضافة إلى فعاليات يوم ترفيهي وتطوعي مفتوح بنيابة الأشخرة والمسائية بمتنزه البلدية بجعلان بني بو حسن، فإننا نشارك اللجنة المشرفة على فعاليات الأسبوع الدعوة لكافة أفراد المجتمع والفرق الرياضية الأهلية للتفاعل والتعاون مع الأطراف المعنية لإنجاح فعاليات الأسبوع الاجتماعي، مما يسهم في التضافر المجتمعي.
إن مثل هذه الفعاليات تسهم بشكل جلي في بناء مجتمع صحي يعي التكافل والتآزر، حيث يُعد العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء وتنمية المجتمع، ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين لأي مجتمع، كما يكون للعمل التطوعي آثار على المستوى النفسي، حيث يشكل ما يقدمه الفرد من جهده ووقته وأحيانًا من ماله في مقابل تقدم الآخرين واستفادة هؤلاء الآخرين مصدرًا ذاتيًّا للراحة النفسية، فالعمل التطوعي يرفع مستوى الدافعية للعمل، ويزيد من حماسة المتطوع كلما رأى الآثار الإيجابية والتطور الملحوظ لدى من يتطوع للعمل من أجلهم، وفي جانب آخر فإن العمل التطوعي يخفف من النظرة العدائية أو التشاؤمية لدى المتطوع نفسه تجاه الآخرين والحياة، ويمده بإحساس وشعور قوي بالأمل والتفاؤل، وعلى المستوى الاجتماعي يزيد العمل التطوعي من قدرة الإنسان على التفاعل والتواصل مع الآخرين، كما يحد من النزوع إلى الفردية، وينمي الحس الاجتماعي لدى الفرد المتطوع، ويساهم في جعل المجتمع أكثر اطمئنانًا وأكثر ثقة بأبنائه، ويخفف من الشعور باليأس والإحباط، ويحد من النزعة المادية لدى أفراده.

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى