احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / أبعاد.. ماذا ستقدّم لنا شـركات الاتصالات خلال السنوات القادمة؟

أبعاد.. ماذا ستقدّم لنا شـركات الاتصالات خلال السنوات القادمة؟

تقول القاعدة الشهيرة: لا يجب أن نُقارن ما نُقدمهُ من خدمات أو منتجات بمن هم أقل منّا كفاءة وموارد، بل علينا دائماً أن نستلهم التطوير والتحسين ممن هم أفضل منّا.

وذلك يعني أن على كل المؤسسات والشركات التي تسعى لتوسيع نطاق خدماتها لضمان استمراريتها في السوق ينبغي أن يكون نهجها قائما على التغيير للأفضل والتحسين المستمر، وذلك بحسب نظرية ماساكي ايماي عالم الإدارة الياباني الشهير وصاحب نظرية (كايزن).
إن بعض شركات الاتصالات في وطننا العربي لا زالت إلى الآن تُقدّم ذات الخدمات التي كانت تُقدّمها شركات الاتصالات الأجنبية خلال تسعينيات القرن الماضي! ومن الأمثلة على ذلك شركة فودافون البريطانية وشركة تيلينور النرويجية وغيرها الكثير.
وكما هو شائع ومعلوم بأنّه كلما تطوّرت خدمات الاتصالات اللاسلكية كُلما كانت الخدمة أفضل وأكثر فاعلية وأقل تكلفة. إذ أن التوسّع الكبير الذي تقوم به شركات الاتصالات العالمية قائم على عنصرين هامين وهما تقديم خدمات ذات جودة عالية وبأسعار معقولة، ورضا المشتركين كأولوية قصوى.
وأعتقد بأنّ حصر الخدمة على نطاق جغرافي ضيّق ومشتركين قلائل لا يُمكن أن يؤسس قاعدة قوية للمنافسة في الأسواق الحرّة. كذلك، فإنّ النهج القائم على احتكار الخدمة أو المُنتج لا يمكن له أن يصمد طويلاً في ظل التطوّر الهائل في التكنولوجيا الذي نشهدهُ كل يوم.
فماذا ستُقدّم لنا شركات الاتصالات خلال السنوات القادمة ؟
شبكةLTEوهو اختصار ( LongTerm Evolu tion) إحدى أهم تقنيات الاتصالات اللاسلكية حتى الآن، والتي من المتوقع أن تُحدث ثورة هائلة وتغيّر مفهوم الاتصالات اللاسلكية خلال العقود القادمة.

حيثُ تتراوح سرعة تنزيل البيانات عبر هذه الشبكة من 100 إلى 326 ميغابايت في الثانية، بينما أثناء رفع البيانات فتتراوح من 50 إلى 86 ميغابايت في الثانية، وقد تصل في بعض الأحيان إلى أسرع من ذلك. وبلا شك فإنّ هذه السرعات تُعتبر سُرعات هائلة إذا ما قورنت بتقنيات الجيل الثاني والثالث. وقد بدأت فعلاً بعض الشركات بتصنيع الهواتف التي تدعم هذا التوجّه الجديد وتتواءم مع هذه التقنية المتطورة.
وذلك يقودنا إلى تساؤل آخر : إذا كانت هذه الشبكات والتقنيات ستوفّر علينا الكثير من الأموال التي تضخّها بعض الشركات لإمدادات شبكات الاتصالات وبناء الأبراج لتقوية الإرسال والاستقبال وغيرها، فلماذا إذن لا نستعين بهذه التقنية طويلة الأمد ؟
ففي ظل وجود هذه التقنيات الحديثة وغيرها، من المتوقع أن تُصبح المعوّقات الطبيعية والجغرافية والتضاريس القاسية التي تحول دون توفير خدمات ذات جودة عالية للمشتركين شيئاً من الماضي.
هذه التقنية من المتوقع لها كذلك أن تُعالج مشاكل عديدة ظهرت في الجيل الثاني والثالث من الشبكات اللاسلكية، على سبيل المثال ما يُعرف بالتأخرية (Latency)، مما سيساهم في تحسين جودة المكالمات عبر الإنترنت ومُحادثات الفيديو وغيرها. ما يعني ذلك بناء قاعدة عريضة لاستحداث تطبيقات وبرامج جديدة تعود علينا بالنفع والفائدة.

إن معالجة المشكلات وتجاوزها يكمن في البحث عن البدائل المُتاحة، وتوظيف كل ما هو جديد، والاستماع لآراء المشتركين ودراستها قدر الإمكان، والنظر في إمكانية تطبيقها. وإن خسارة الشركات تعني عدم قُدرتها على تزويد المشتركين بالخدمة أو المنتج الجيد، وبالتالي فقدان الثقة والسّمعة.
وبالتأكيد فإن الخيارات الأخرى وإن كانت غير مُتاحة الآن، فإنها بلا شك ستكون حاضرة في المستقبل القريب.
وأعود بالتساؤل كما بدأت مقالي هذا : ماذا ستُقدّم لنا شركات الاتصالات خلال السنوات القادمة ؟ ■

عبدالعزيز بن محمد الروشدي

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى