احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / رأي الوطن : المصالحات أحد الأفعال المضيئة لحماية المدنيين

رأي الوطن : المصالحات أحد الأفعال المضيئة لحماية المدنيين

إن مساحة التفاؤل بتغيُّرات مهمة في المشهد السوري تزداد اتساعًا مع اتساع مساحة نهج المصالحات الوطنية، الذي اعتمدته القيادة السورية والتي لم تهدأ وتيرتها منذ اليوم الأول على تفجير مؤامرة استهداف سوريا.
وسواء حظيت هذه المصالحات بتداول إعلامي أم بتغييب متعمد من قبل إعلام مُعدِّي سونامي “الحريق العربي” وداعميه، فإن قطار التسويات والمصالحات لن يتوقف عند محطة واحدة، بل سيواصل المسير وسيتولى قباطنته الغيورون على وطنهم السوري الحفاظ على سكته حرصًا منهم على إنقاذ شباب سوريا من الغرق في أوحال الإرهاب ومستنقعاته، وإعطاء الفرصة والوقت الكافي لمن لا يزال تحت تأثير التغرير والخداع الذي مارسته الماكينة الإعلامية المعادية والمتآمرة، وتأثير حفن الدولارات القذرة المغسولة بدماء الأبرياء، والمنهوبة من حقوق الشعوب، وذلك لمراجعة نفسه وعدم إيصالها إلى مهاوي الردى، والتفكير مليًّا في نتائج ما يرتكبه من أعمال منافية للشرائع السماوية وللقانون الدولي، ترقى لجرائم حرب ولن يكون مرتكبها في مأمن، بل ستكون عارًا يطارده ليودي به إلى مزابل التاريخ.
إن مساحة التفاؤل تتسع بتوسع المصالحات والتسويات لتفتح صفحات جديدة لمئات المسلحين الراغبين في تسوية أوضاعهم وتسليم أسلحتهم والبقاء مع عائلاتهم، والتكفير عن أخطاء التغرير والخداع بالانضمام إلى الجيش العربي السوري، والمشاركة في تطهير الوطن السوري، وتجنيب الشعب السوري ويلات الإرهاب العابر للحدود الذي تقف خلفه قوى أثبتت عداءها وكراهيتها لسوريا (شعبًا وجيشًا وقيادةً)، حيث هناك من عاد إلى رشده وسوَّى أوضاعه وبقي مع أسرته، وثمة من أراد أن يزيد جذوة الإرهاب إيقادًا برفضه التسوية والرغبة في الخروج إلى مدينة إدلب الخزان الإرهابي.
وحين نقول إن التفاؤل بغلبة قوة الخير المتمثلة في لغة العقل والرشد والتوعية والحكمة في التعامل على قوة الشر المتأبطة للإرهاب والتكفير والتفجير وغرس شرور الخيانة والتمرد على الأوطان والعمالة لأعدائها، أخذت مساحة التفاؤل تتسع، فإن هناك ما يعزز ذلك؛ فالسعادة التي عبَّر عنها الأهالي في قدسيا والهامة والمعضمية بإنجاز المصالحة وإخراج المسلحين منها، بعد تعرضهم للإساءة والاستغلال وزيادة أسعار المواد الأساسية بنسبة كبيرة، بالإضافة إلى الصحوة الوطنية والوعي لدى أهالي هذه القرى المستجيبة لخطاب العقل والرشد بقبول المصالحة والتسوية، حيث حاول الأهالي إقناع أبنائهم المغرر بهم بعدم الخروج من قراهم والبقاء مع أسرهم، وتسوية أوضاعهم، كما هو حال أهالي المعضمية، ما أسفر عن تراجع حوالي مئتي مسلح عن المغادرة؛ كل ذلك لا يمكن وضعه إلا في خانة التفاؤل.
إن هذه المصالحات مثلما تكشف أن الإرهاب منبوذ ولا بيئة سليمة وصحية تقبله، لا شك تضاعف الآلام وترفع مستوى القلق والأحقاد والكراهية لدى معشر المتآمرين على الشعب السوري، وتفضح في الوقت ذاته زيف ادعاءاتهم واتهاماتهم الباطلة ضد الجيش العربي السوري بأنه يستهدف المدنيين في حلب، والذين أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع قناة “SRF1” السويسرية أن حمايتهم في المدينة “تتطلب التخلص من الإرهابيين وهذه مهمتنا طبقًا للدستور والقانون”. لأن التخلص من الإرهابيين سبيل لتوفير الحماية للمواطنين السوريين، ولفتح الطرق أمام المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الذين تتخذهم التنظيمات الإرهابية دروعًا بشرية.
باختصار شديد، إن هذه المصالحات والتسويات التي تشمل كل الرقعة السورية، والتي كانت قدسيا والمعضمية أحدثها، هي انقلاب سياسي وسلاح رادع تواجه بهما الحكومة السورية أعداء سوريا ومروجي الفتن والأكاذيب والاتهامات الباطلة.

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى