احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / ندوة “طاقة عبر التاريخ” تنبش الذاكرة التاريخية القديمة وتسرد المآثر والإنجازات والوقائع

ندوة “طاقة عبر التاريخ” تنبش الذاكرة التاريخية القديمة وتسرد المآثر والإنجازات والوقائع

عبر تسع أوراق علمية تستجلي تستنطق مراحلها المختلفة

صلالة ـ من أمين المعشني :
تختتم اليوم فعاليات ندوة “طاقة عبر التاريخ” والتي بدأت أمس تحت رعاية معالي السيد محمد بن سلطان بن حمود البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار، ونظمها المنتدى الأدبي بالتعاون مع مكتب والي طاقة ، وشهدت الأمسية حضور معالي الشيخ سالم بن مستهيل بن أحمد المعشني المستشار بديوان البلاط السلطاني وسعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي والي طاقة رئيس اللجنة الرئيسية لندوة “طاقة عبر التاريخ” وأصحاب السعادة الولاة والمسشارين والمدراء العموم والشيوخ والمهتمين بالجانب الثقافي والتراثي بمحافظة ظفار .
وقد قال معالي السيد محمد بن سلطان بن حمود البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار في تصريح له ان الانسان لا يمكنه الفصل بين التاريخ والحاضر وحاضرنا هو أمتداد لتاريخنا وبالتالي مثل هذه الندوات للتواصل بين الماضي والحاضر. وأضاف “معاليه” : ولاية طاقة عريقة ولها تاريخ عريق وأخرجت العديد من الأدباء والعلماء والتجار والموقع الاستراتيجي لهذه الولاية.

فعاليات الأمس
وكانت قد بدأت فعاليات الندوة لـيوم (أمس الأحد) بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم بعدها كلمة الولاية والتي ألقاها الدكتور أحمد بن علي المعشني رئيس اللجنة العلمية لندوة”طاقة عبر التاريخ” وقال فيها : يمثل تاريخ طاقة قديمه وحديثه ذاكرة حضارية تتزاحم فيها مآثر وإنجازات وأحداث ووقائع، وهي إذ تعيش اليوم مكاسب وإنجازات نهضتها كغيرها من حواضر ولايات السلطنة في هذا العهد الزاهر، فإنها تنفرد بالعديد من المزايا والمقومات الطبيعية والبشرية، فهي طاقة السعيدة التي يعتمر نجدها أشجار اللبان وتلبس جبالها الفصول الأربعة المختلفة بتنوع تضاريسها ومكوناتها الطبيعية من هضاب ووديان وكهوف وتلتقي مياه عيونها وشلالاتها العذبة بمياه المحيط الواسع؛ ما يجعل حياة أبنائها سفيسفاء من الخبرات والمناشط والأعمال والحرف. فهي بذلك تجمع تنوعا مدهشا من النباتات و الطيور و الأحياء، ما يجعلها بحق محمية طبيعية فريدة، انعكس هذا التنوع على تاريخها الذي يمتد عبر آلاف السنين، وتناولها المؤرخون قبل الميلاد في سياق حديثهم عن ميناء سمهرم التاريخي من أمثال المؤرخ الإغريقي هيرودوت ثم بيليني وبطليموس وديودورس وسترابو وغيرهم و من مينائها القديم خرج أجدادنا في مختلف العصور تجارا وسفراء للمحبة والسلام، حاملين اللبان الذي تصفه أساطير الأقدمين بالنبات المقدس.
وأضاف “المعشني” : اللجنة العلمية التي استلمت إحدى عشرة ورقة علمية وأخضعتها للتقييم العلمي والموضوعي وفقا للمعايير المعلنة في دليل الندوة، قبلت من بينها تسع أوراق علمية تستجلي تاريخ طاقة وتستنطق مراحله المختلفة وتعرض هذه الأوراق في أربع جلسات على مدار يومين، بواقع ورقتين لكل جلسة.
من جهته القى خميس بن راشد العدوي رئيس المنتدى الأدبي كلمة قال فيها : تأتي ندوة طاقة عبر التاريخ ضمن سلسلة ندوات المدن العمانية، وطاقة ولاية عريقة تتمتع بمقومات طبيعية وبشرية وحضارية، حيث تجتمع فيها مختلف التضاريس الجغرافية بين البحر والسهل والجبل، كما تزخر بكفاءات علمية وأدبية لها إنجازاتها في الداخل والخارج، إضافة إلى أنها تضم بين جنباتها مواقع أثرية لتكون شاهدًا على عراقتها. وأتوجه بالشكر الجزيل لكل الجهود المخلصة التي بُذلت لأجل إقامة هذه الندوة والتي ساهمت بشكل فاعل فيها، وأخص بالذكر معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار وسعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي والي ولاية طاقة وكل اللجان التي تبذل قصارى جهدها لترى هذه الندوة النور.
وقدم في اليوم الأول اربع أوراق خلال فترتين ، ففي الجلسة الأولى والتي ترأسها الدكتور محمد بن سالم المعشني قدمت ورقتي عمل ، حيث كانت الورقة الأولى بعنوان ” ملامح من تاريخ طاقة القديم والحديث “قدمها الباحث الدكتور أحمد بن مسعود المعشني تناول فيها : ملامح من تاريخ ولاية طاقة عبر مراحل تاريخية مختلفة بدءا بعرض الحقب التاريخية التي تأسست فيها طاقة، والازدهار الذي شهدته في مراحل تاريخية مختلفة ، وكذلك مراحل تلك الحضارة القديمة التي قيل عنها الكثير. من هنا تركزت الورقة على استجلاء بعض الملامح التاريخية للولاية بدءا من حضارة سمهرم القديمة ومرورا بالمراحل التاريخية المختلفة وانتهاء بالتاريخ الحديث للولاية. وقد اعتمد الباحث على الوثائق التاريخية والروايات، مدعمة بالحفريات والنقوش التاريخية التي كشفتها البعثات الأثرية في مراحل زمنية مختلفة، وأختتم الدكتور أحمد بن مسعود المعشني ورقة عمله بالعديد من التوصيات لتفعيل البحث العلمي في تاريخ الولاية.
أما الورقة الثانية فكانت بعنوان” الحياة الإقتصادية والإجتماعية في طاقة” والتي قدمها الباحث حسين بن علي المشهور باعمر ” وقد استعرض الباحث من خلالها : أنه من الضروري البحث في المصادر الأولية للتاريخ كالمخطوطات والوثائق لاستكمال الحلقات المفقودة من تاريخ المنطقة، وايضاح الجوانب التي اعترضها الغموض واللبس طيلة الفترات السابقة، وعليه استندت في هذه الورقة البحثية على الكثير والكثير من تلك المراسلات الاقتصادية والوثائق الاجتماعية لربط الحلقات التاريخية والصلات الاقتصادية والاجتماعية. وقد تضمنت ورقة الباحث حسين الشهور التوثيق للحياة الاقتصادية والاجتماعية من خلال فصل تمهيدي وخمسة أبواب: هي طاقة يوميات الزراعة والصيد والرعي وطاقة “الصلات التجارية والتاريخ البحري” الفرضة والبندر نموذجا وكذلك الروابط الأسرية والنسيج الاجتماعي والأعراف والعادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية.
أما الجلسة الثانية فقد ترأسها الدكتور عوض بن معتوق الشحري حيث قدمت ورقتي عمل، الأولى بعنوان” الآثار الاسلامية في ولاية طاقة” قدمها الباحث محمد بن عبدالله العليان وبين فيها بان مدينة طاقة تضم عددا من الآثار الإسلامية من بينها سبعة آثار. أولها مسجد الشيخ العفيف المعمور وهو المعلم الإسلامي الأبرز في المدينة والولاية أسسه على التقوى في القرن العاشر الهجري الشيخ العفيف صاحب طاقة وهو الشيخ العفيف بن سعد بن الشيخ عمر بن الشيخ عيسى بن محمد بن الشيخ احمد بالوعار بن سعيد بن الشيخ علي بن محمد العفيف الكندي توفي عام 1009 هجرية 1600 ميلادية. وكان مسجد الشيخ العفيف المؤسسة الدينية والتعليمية والتربوية الوحيدة في طاقه لزهاء أربعة قرون. ومقبرة مسجد الشيخ العفيف مشهورة بقبر السيدة الجليلة ميزون بنت احمد بن علي تمان المعشني والدة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه وقبر أبيها وقبر أخيها الشيخ عيسى وقبر أختها الشيخة حلوت رحمهم الله أجمعين. و من هذه الآثار مسجد الشيخ عيسى عند خور طاقه.
أما الورقة الثانية فكانت بعنوان” عمارة طاقة ومساكنها” قدمها الباحث أحمد بن محاد المعشني وتطرق إلى : أنماط السكن في السهول والجبال المحيطة بالمدينة؛ أنواعها، وما يتعلق بها من مواد، وعناصرها الإنشائية ومسمياتها وخُتمت الورقة بوصف واقع البناء والسكن في عصرنا الحاضر وما شهدته المنطقة من تغيرات جذرية في هذا المجال منذ بداية عصر النهضة.
وتضمنت ورقة الباحث أحمد بن محاد المعشني أيضا: (عمارة طاقة ومساكنها) وسلطت الضوء على الانماط المعماري فيها؛ من حيث الوظيفة (السكني – الديني – الدفاعي – التجاري). الديني – الدفاعي – التجاري). كما بحثت العناصر التخطيطية (التخطيط الحضري والتخطيط الهندسي للمباني والمساكن)، وعرجت على مواد البناء المستخدمة. كما تتبعت أنماط السكن في السهول والجبال المحيطة بالمدينة؛ أنواعها، وما يتعلق بها من مواد، وعناصرها الإنشائية ومسمياتها .

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى