احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / رأي الوطن: سياسة احتلالية لا تزال تسقط الرهانات

رأي الوطن: سياسة احتلالية لا تزال تسقط الرهانات

ما كشفه وزير ما يسمى “الأمن الداخلي” الإسرائيلي، جلعاد إردان، عن توجه قيادة جهاز الشرطة للسماح مجددًا باقتحامات النواب والوزراء الإسرائيليين للمسجد الأقصى، بأمر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبتوصيات من أجهزة الأمن والمخابرات، يأتي في إطار السياسة الإسرائيلية الثابتة والماضية نحو التهام مدينة القدس (الشرقية والغربية) وطمس كل الآثار والدلائل على الحق الأصيل الإسلامي والعربي، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، من منطلق الرؤية الإسرائيلية التي باتت استراتيجية ثابتة تعمل كل حكومات الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ برامجها وتحقيق أهدافها، والمتمثلة فيما يسمى “يهودية الدولة” وجعل القدس العاصمة الأبدية لهذه الدولة.
في موازين القرار الإسرائيلي هذا القانونية والشرعية، يعد القرار انتهاكًا صارخًا واستفزازًا لكل القرارات والمواقف المتعلقة بوضع القدس، ويعد جريمة ومساسًا به، إلا أنه في المقابل يعكس وضعين مترديين؛ الأول عربي حيث الصمت المطبق والمريب، وغياب أولى القبلتين وثالث الحرمين من الذاكرة الجمعية العربية التي لم تعد تتذكرها إلا في معرض المزايدة من قبل بعض النخب السياسية العربية في إطار تسجيل نقطة هنا أو حضور هناك، في حين أن زمن الاحتلال الإسرائيلي يراكم أحداث سنيه حيال الحق العربي في فلسطين المحتلة وخارجها، احتلالًا واستيطانًا وتهويدًا ومؤامرات وحروبًا وفتنًا. والمؤسف أن ما طوته الأحداث يتجدد أمام أعين العرب وبخاصة المزايدون الذين بدورهم لا يزالون يراكمون خبراتهم الناتجة عن مهامهم الوظيفية، رغم أن السكين المغروز في الخاصرة العربية لا يفرق بين عربي وآخر. ومع أن العرب قدموا تنازلات جوهرية على طريق ما أسموه إثبات حسن النية، إلا أننا ـ مع بالغ الأسف ـ نجد المحتل الإسرائيلي لا يجيد إلا عض اليد الممدودة للسلام، وما كان لهذا العض والتنمر الإسرائيلي أن يكون بكل هذه الصلافة والوقاحة لولا حالة الوهن في الموقف العربي.
أما الوضع الثاني فيتمثل في الوضع الدولي حيث التواطؤ يبرز في أقبح صوره حيال مجمل السياسات الإسرائيلية الرامية إلى اغتصاب كامل الحق الفلسطيني، وعدم الاعتراف به ولو بجزء منه، فرصيد الأخطاء التي ارتكبتها الدول الغربية وبالتحديد أوروبا والولايات المتحدة ـ والقائمة على قاعدة الخطأ الأعظم ونعني به وعد بلفور ـ تفوق الحصر فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لكن تطورات الأحداث اليوم ها هي تكشف هذه الأخطاء شيئًا فشيئًا بعد طول مكابرة وتجاهل لها وعزوف مشين عن إصلاحها في الوقت المناسب.
وفيما يتجه كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى استكمال مشروعه التهويدي بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى، يواصل في المقابل سياسة اللعب على الوقت لإنجاز مشروعه هذا، حيث سياسة المشاغلة وتدوير الزوايا تأخذ مداها وأبعادها وتفاعلاتها بما يوفر الفرص المناسبة لسياسة القضم والهضم، حيث بدأ كيان الاحتلال الإسرائيلي يطرح أفكارًا جديدة تتضمن إقامة حكم ذاتي فلسطيني على أجزاء من الضفة الغربية كحل للصراع. وقد عرض هذا الطرح مع أفراد طاقم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب طالبًا منهم عدم تبني مبدأ حل الدولتين لشعبين كسياسة رسمية ليكون هذا الطرح هو البديل.
إن كيان الاحتلال الإسرائيلي يؤكد أنه ماضٍ في سياساته الاحتلالية والتهويدية حيث سيلها لن يتوقف، وتداعيات ما راكمه لن تهدأ ولن تتغير، والوجع فيه لن يتبدل، في حين تسقط الرهانات على الموقفين العربي والدولي لإيقاف هذا السيل.

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى