بفعالية “القابل صهيل الشعر والخيل”
القابل ـ من علي بن عبدالله الحارثي:
في جولته الثالثة عشرة حطّ صالون سعيدة خاطر الثقافي رحاله مساء أمس الأول بولاية القابل في محافظة شمال الشرقية ليحتفي بشخصية الشاعر الشيخ أحمد بن حمدون الحارثي ـ رحمه الله ـ ضمن فعالية “القابل صهيل الشعر والخيل”
في مستهل الفعالية الثقافية ألقى الشيخ الدكتور محمد بن سالم الحارثي حفيد الشيخ الشاعر أحمد بن حمدون الحارثي المحتفى به كلمة بهذه المناسبة، وأكد في كلمته بأن المتتبع لتاريخ الشعر يجد أن عمان من الدول التي أثرت المشهد الثقافي العربي من خلال نتاجات مفكريها ومثقفيها وأدبائها وشعرائها منذ العصور القديمة وحتى عصرنا الحالي. وأن ولاية القابل كغيرها من الولايات في سائر أنحاء السلطنة خرجت العديد من الشعراء والأدباء والخطباء والساسة والمصلحين عبر مسيرة حافلة ولعل شخصية الشاعر الشيخ أحمد بن حمدون الحارثي المحتفى به ـ رحمة الله عليه ـ في هذه المناسبة ذلك العلم الذي ترك آثاره ظاهرة وشاهرة، وكان نتاجه الشعري نتاجا جديرا بأن يحتفى به هو أبرز مثال على ذلك إلى جانب العديد من الشعراء ومنهم الشاعر جمعة بن سليم بن هاشل الخنجري الحارثي الذي لا يزال شعره يحفظ في الصدور وليس في السطور، وكذلك الشاعر صاحب القول الفصل الشيخ محمد بن عيسى بن صالح الحارثي صاحب ديوان أبي الفضل، والشيخ صالح بن عيسى الحارثي، والشيخ عبدالله بن سليمان بن حميد الحارثي، والأديب الشيخ أحمد بن عبدالله الحارثي صاحب ديوان إبن الحكم وغيرهم من فحول الشعر.
بعد ذلك تحدثت الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية مؤسسة صالون سعيدة خاطر قائلة: بأن صالون سعيدة خاطر يحط رحاله اليوم في ولاية القابل في محطته الثالثة عشرة ليحتفي بالشعر والأدب والشيخ الشاعر أحمد بن حمدون الحارثي، وقد أنشأ الصالون في عام 2014م بنداء وجهه الشباب ممن يكتبون الشعر الفصيح، حيث إن الصالون له أهداف عديدة ومن ضمنها الاهتمام بالشعراء في خارج محافظة مسقط من خلال تنظيم فعاليات في مدن السلطنة المختلفة، والتعريف بالشعراء وصقل المواهب في مجال الشعر. وقد توجهت بالشكر للدعم المعنوي الذي قدمه أهالي الولاية من أجل نجاح تنظيم الفعالية.
بعد ذلك استمتع الحضور بسماع العديد من القصائد الشعرية ألقاها شعراء من داخل السلطنة وخارجها ومنهم الشاعر الشيخ غصن بن هلال العبري ضيف شرف الفعالية الثقافية والشاعر سالم بن خالد الرميضي من دولة الكويت والشاعرة شيخة بنت عبدالله المطيري من دولة الإمارات العربية المتحدة، والشاعر غالب بن ناصر النعماني، والشاعر راشد بن خلفان السعدي، وشاعر الشلة ياسر السعدي، وفارس الميدان الشاعر خميس بن عبدالله البلوشي، والشاعر سعيد بن علي الحارثي، والشاعرة فاطمة بنت حمد الفرعية، والشاعر إبراهيم السوطي.
وألقيت ضمن الفعالية الثقافية ورقة تتحدث عن سيرة الشاعر الشيخ أحمد بن حمدون الحارثي المحتفى به من إعداد المهندس الأديب سعيد بن محمد الصقلاوي الجنيبي وألقاها نيابة عنه فهد بن حمود بن سعيد النعماني وهدفت الورقة إلى التعرف على جنبات مسيرته، وإلقاء الضوء على ردهات مقصورة هذه الشخصية الفذة التي رسمت ملامح الحراك الثقافي والإنساني السائد في وقته في عمان وفي المهجر، وخطوط عامة رسمت حول شخصية الشيخ الشاعر أحمد بن حمدون الحارثي مفتي زنجبار. حيث أوضحت الورقة بأن دولاب حياة الشاعر الشيخ كانت تدور حول محوري عمان وزنجبار، وكان كل محور منهما له أهميته وخصوصيته، إذ أن المحور الأول كانت تدور عليه عجلات البداية، واستأثر المحور الثاني بالنهايات التي شخصت ملامح حياته في صورتها الكمالية.
وأوضحت الورقة أن الشاعر الشيخ أحمد بن حمدون بن عبدالله بن سليمان بن محمد بن عيسى بن رجب الحارثي ولد في مدينة المضيرب عام 1323 هجرية، وكان أول ما آنست إليه نفسه ذلك الشعر الصافي الذي كان يحفظه والده ـ تلميذ نور الدين السالمي ـ فيرسله زخات لتروي عطشه. وقد أثرى مداركه المناخ الثقافي الذي كان ينتقل في محيطه، حيث تلقى علومه الأولى من تعلم القرآن وفقه اللغة العربية بنحوها وصرفها وبيانها ومعانيها، وكذلك العلوم الدينية من فقه وحديث وأصول وغيرها على يد أساتذة ذلك الوقت. وقد أكب الشيخ أحمد على الدراسة العلمية الدينية ومراجعة الكتب الفقهية، فتصوف فكرا ونفسا ووجدانا، وأفاض شعرا دينيا يعبر عن اتجاهاته، ويشير إلى حياته الجديدة التي ارتضاها لنفسه وبيته. وتضمن أدبه نوعين من الفنون الأدبية هما: النثر والشعر، وظل النثر مقتصرا على الرسائل الأدبية والإخوانية، والأحاديث والخطب، وما سمح به الزمن من كتابات كان عمودها الدين ومدادها الثقافة الإسلامية. ويصفه سماحة المفتي الشيخ أحمد بن حمد الخليلي في قوله: “كان الشيخ أحمد بن حمدون الحارثي كاتبا أديبا، عنده ملكة في الكتابة، وما كان يعنى بالخطابة، وإنما كان متمكنا في الكتابة، وكان عندما يلقي خطبة تكون مكتوبة، ولكن خطبه فيها قوة في التعبير، ورصانة في الأسلوب، وجزالة في الألفاظ”.
أقيمت الفعالية بقاعة الاحتفالات التابعة لمكتب والي القابل برعاية معالي الشيخ محمد بن أحمد الحارثي مستشار الدولة وبحضور سعادة الشيخ سيف بن مهنا الهنائي والي القابل والشيخ عبدالله بن حمدون الحارثي وسعادة الشيخ أحمد بن سعيد السعدي عضو مجلس الشورى ممثل الولاية وسعادة الشيخ الشاعر غصن بن هلال العبري كضيف شرف للفعالية الثقافية والدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية مؤسسة صالون سعيدة خاطر الثقافي وعدد من المشايخ والأدباء والمثقفين والشعراء والمهتمين بالشعر والأدب من ولاية القابل والولايات المجاورة.
وفي ختام الفعالية الثقافية تم تكريم الشعراء المشاركين، حيث قام معالي الشيخ راعي المناسبة بتسليم المكرمين الهدايا التذكارية، كما تسلم معاليه هدية تذكارية مقدمة من صالون سعيدة خاطر الفارسي الثقافي.
المصدر: اخبار جريدة الوطن