يحتدم المشهد الميداني السوري بتكرار العدوان الأميركي السافر على قوات الجيش العربي السوري وحلفائه بالقرب الحدود السورية العراقية الأردنية، وتحديدًا قرب معبر التنف، وبصدور البيان عن غرفة العمليات المشتركة التي تضم سوريا وروسيا وإيران والقوات الحليفة متضمنًا إعلانًا واضحًا بالرد، وأن الحلفاء على قدر تام من الجهوزية والاستعداد لردع أي عدوان، ما يعني أن الساعات والأيام المتوالية حبلى بالأحداث، سواء من حيث سخونة المواجهة أو من حيث الأخبار السارة بتحقيق الجيش العربي السوري وحلفائه مزيدًا من التقدم والانتصارات يسجلها لصالح الشعب السوري ولمصلحة الأمن القومي السوري، وإنجاز خطوة جديدة على صعيد جهودهم القائمة للحفاظ على التراب السوري ووحدته وسيادته.
ومع الإنجاز الكبير الذي حققته القوات الوحيدة وليس غيرها ـ التي تحارب الإرهاب ونعني بها الجيش العربي السوري وحلفاؤه ـ بالوصول إلى الحدود السورية ـ العراقية، في الوقت الذي تصل فيه أيضًا قوات الجيش العراقي والقوات الرديفة له إلى الحدود ذاتها، ترسم سوريا خطوطها الحمراء أمام معشر المتآمرين عليها وفق المعادلة التي بدأتها منذ أول رصاصة غادرة أطلقت على صدر الشعب السوري وعلى التراب السوري، ولا يزال جيش سوريا العربي الباسل وشعبها الأبي يقدمان التضحيات تلو التضحيات، بل ومستعدان لنزف آخر قطرة دم من أجل الحفاظ على سوريا وترابها وسيادتها واستقلالها، وتطهيرها من دنس الإرهاب، ومن أيادي الخيانة والعمالة والتواطؤ. ووفق هذه المعادلة الوطنية وبقوة البيان الصادر عن غرفة العمليات المشتركة، وبوصول الجيش العربي السوري وحلفائه إلى الحدود السورية ـ العراقية، والاقتراب من دير الزور حيث الرهان عليها ـ كما الرقة ـ من قبل معشر المتآمرين في أن تكون الخاصرة الرخوة التي ستكون مفتاح عزل سوريا وتفتيتها، فإن سوريا وحلفاءها قد أسقطوا ما يسمى بـ”الخطوط الحمراء” التي رسمها معشر المتآمرين عند معبر التنف وما جاوره، ومحاولتهم إقامة قواعد عسكرية مخالفة للقانون الدولي بانتهاك سيادة الدولة السورية ودون موافقتها، فضلًا عن أنها هي قواعد لدعم الإرهاب الموجَّه ضد الدولة السورية من أجل إسقاط حكومتها وتمزيقها. وليس جلب الإرهابيين والتكفيريين والمرتزقة وتجميعهم في المنطقة المذكورة، وتدريبهم على العمليات الإرهابية ضد الشعب السوري وجيشه وحكومته، وإمدادهم بالسلاح سوى دليل دامغ على النيات الخبيثة المتدثرة بالشعارات الإنسانية، لذلك استهداف قوات الجيش العربي السوري وحلفائه بالقرب من معبر التنف من قبل الطيران الحربي لمعشر المتآمرين يؤكد العلاقة العضوية القائمة بين معشر المتآمرين وبين التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم “داعش”؛ لأن هذا الاستهداف في حقيقته هو دعم للإرهاب، ومنع لصاحب الحق من الإمساك بحقه وحمايته.
المشكل أن معشر المتآمرين استمرأوا عدوانهم على قوات الجيش العربي السوري وحلفائه انطلاقًا من استغلال ضبط النفس الذي تلتزمه سوريا وحلفاؤها لإعطاء التفاهمات والتفاوض حقها وفرصها الكافية، وبالتالي فهي ليست تعبيرًا عن ضعف أو خوف أو عدم قدرة على الرد، ولكن للأسف هذا ما لا يريد أن يفهمه معشر المتآمرين، لذا إظهار الوجه الآخر واحمرار العين للمعتدين بات اللغة الأنسب لفهم معنى السيادة والاستقلال، وفداحة انتهاك القانون الدولي، وتحمل مسؤوليته، وهذا ما يجب أن يروه قريبًا.
المصدر: اخبار جريدة الوطن