شكل التعليم أحد أهم القطاعات التي سعت السلطنة إلى تطويرها منذ بدايات عصر النهضة، حيث شهد نموًّا منذ انطلاقته من حيث عدد مؤسساته، وأعداد الطلبة المقيدين فيه، وتنوع البرامج الأكاديمية المطروحة، حيث تمضي السلطنة بخطوات ثابتة في تطوير مسيرتها التعليمية منذ عام 1970م، فبعد أن كانت الخطط الخمسية من الأولى وحتى الرابعة، والبرامج التربوية المرتبطة بها تركز على نشر التعليم في كافة ربوع السلطنة، أصبحت الخطط الخمسية من الخامسة إلى السابعة تستهدف تجويد التعليم لبناء مواطن عُماني قادر على خدمة وطنه ومجتمعه، والتفاعل مع العالم الخارجي، وذلك وفق ما أكدته توصيات مؤتمر الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني (2020). أما الخطتان الخمسيتان الثامنة والتاسعة، والبرامج التي تم اعتمادها في السنوات الأخيرة فتستهدف بشكل أساسي التقييم الشامل لمنظومة التعليم بكافة مكوناتها، وقد جاءت منسجمة مع مضامين الاستراتيجية الوطنية للتعليم في السلطنة (2040)، مع الاستمرار في تنفيذ بعض البرامج التربوية التي أكدت عليها الخطط السابقة وفق متطلبات الواقع، وظروف العمل.
وارتكزت الخطة الخمسية التاسعة في بنائها على منهجية علمية قامت على أساس تشخيص الواقع، وقياس أداء المنظومة التعليمية؛ وذلك استنادًا إلى نتائج الدراسات الوطنية والدولية التي أجريت على النظام التعليمي بالسلطنة، مرتكزة على محورين أساسيين هما: القدرة المؤسسية، والكفاءة والفعالية التعليمية، وانبثقت من هذين المحورين المجالات السبعة للخطة وهي: الحوكمة والمساءلة الإدارية، والموارد البشرية والمادية والمالية، وتكنولوجيا المعلومات وإدارة البيانات، والشراكة المجتمعية، والمناهج والتقويم والإشراف التربوي، والمعلم، والمتعلم. وضمت هذه المجالات (26) هدفًا عامًّا، منها: تبني نظام إدارة الجودة ليشمل جميع تقسيمات الوزارة، وتعزيز كفاءة الإدارة المدرسية والإشراف الإداري، وتطوير نظام المحاسبية والتحفيز وزيادة فاعليته بما يعزز الإدارة لقطاع التعليم.
ويأتي توقيع وزارة التربية والتعليم مع مطبعة جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة اتفاقية تطوير مناهج العلوم والرياضيات باستخدام السلاسل العالمية ضمن هذا التطور المستهدف، حيث يجيء توقيع هذه الاتفاقية من منطلق سعي وزارة التربية والتعليم إلى تطوير المنظومة التعليمية في مختلف مجالاتها المادية والبشرية، حيث تتضمن الاتفاقية قيام مطبعة جامعة كامبريدج بإعداد المناهج الدراسية الحديثة في مادتي العلوم والرياضيات باستخدام السلاسل العالمية التي تواكب التطور العلمي والتقني، إضافة إلى تدريب المعلمين والمشرفين والمختصين في هاتين المادتين على أساليب تدريس المناهج المطورة لإكساب الطلبة أحدث المعارف العلمية والمهارات العملية التي تجعلهم أفرادًا ذوي فكر علمي مستنير، ممتلكين للمعرفة العلمية والمهارة العملية التي تساعد على الابتكار والإبداع، وتمكنهم من المنافسة في مختلف المحافل والمسابقات الدولية، والقدرة على دخول سوق العمل المحلي والدولي.
إن المحتوى التعليمي لمطبعة جامعة كامبريدج يتم إنشاؤه من خلال نهج قائم على الاستقصاء والبحث وحل المشكلات، والذي نعرف أنه يمكن أن يدعم طموح السلطنة وهدفها في إعداد طلابها والمهارات الحيوية لمستقبلهم وللاحتياجات الاقتصادية للبلاد، حيث تستطيع الخطوة الأخيرة تقديم مساهمة كبيرة في جهود جميع المشاركين في التعليم في السلطنة.
إن أفضل السبل لتطوير المناهج الدراسية بشكل عام، يكون في الاستفادة من تجارب الدول الرائدة في المجال العلمي والتقني التي تعتمد على تطبيق السلاسل العالمية والتي تعتمد على المعايير الدولية، وهي خطوة كبيرة تتوافق مع نمو التعليم في الكم والكيف.
المصدر: اخبار جريدة الوطن