تتوالى حقب العمل والتنمية بلادنا، سواء بمواصلة المشاريع المعتمدة أو إنشاء مشاريع أخرى تأخذ في الحسبان الحاجة الماسة لتأمين مظاهر الاستقرار والعيش الكريم للمواطنين، وتعد مشاريع المياه واحدة من المشاريع ذات الأهمية في توفيرها، سواء بالنسبة للمواطن والكائنات الحية والزراعة، أو بحكم أنها من أركان البنية الأساسية التي تحرص حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على إقامتها.
وفي هذا الصدد تواصل الهيئة العامة للكهرباء والمياه المضي قدمًا نحو تنفيذ عدد من المشاريع المائية في محافظات السلطنة لاستكمال البنية الأساسية من خلال بناء شبكات نقل وتوزيع المياه ذات الجودة العالية، باعتبار المياه عنصرًا أساسيًّا في عملية التنمية والتطوير، وتحقيق رؤية الهيئة لتغطية 98% من سكان السلطنة بحلول عام 2040م، بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة ووضع الخطط المستقبلية للنمو السكان الذي تشهده السلطنة وزيادة الطلب على المياه، حيث استبشرت ولايات نخل والعوابي ووادي المعاول بقيام الهيئة بتنفيذ مشروع إنشاء شبكات المياه بطول يبلغ (96كم) لتشمل قرى تابعة لهذه الولايات.
وتأتي هذه المشاريع في صلب حرص الحكومة على اكتمال عقد البنية الأساسية في البلاد، وحرص الهيئة العامة للكهرباء والمياه على إيصال شريان الحياة إلى محافظات السلطنة وولاياتها دون استثناء، وهو ما يعكس متابعة الحكومة لاحتياجات المناطق والقرى المحتاجة للمشاريع، والالتزام بتهيئة بنية تحتية خدمية تعود على الجميع بالنفع؛ فالهدف هو تحقيق الاستقرار والرخاء لكل مواطن، وتهيئة البيئة المحيطة به لتكون مذللة له في استخداماته المعاشية، ومن ثم فإن كل مواطن يشعر بأنه محط اهتمام جلالة عاهل البلاد المفدى وحكومته، وفي إطار من ترتيب الأولويات لتعميم الفائدة على أكبر عدد ممكن من أبناء الوطن أينما كان محل إقامتهم فيه.
والحقيقة أن من يتابع الجهود المبذولة من أجل إيصال مشروعات المياه سيجد أنها لا تختلف عن نظيرها من الجهود المبذولة تجاه مد شبكات الطرق، وذلك من حيث الطبيعة الجغرافية للسلطنة والتضاريس الصعبة، فضلًا عن الإرادة والعزم على تحدي هذه الطبيعة الصعبة لأجل توفير الخدمات اللازمة والضرورية للمواطنين. وبعزيمة “نحن نستطيع” تمضي الهيئة العامة للكهرباء والمياه قدمًا في تحقيق أهدافها الطموحة في إيصال المياه لـ98% من السكان في مختلف محافظات وولايات السلطنة.
صحيح أن الماء هو شريان الحياة للإنسان والنباتات وسائر الكائنات الحية، من هنا تتبدى الأهمية الكبرى لتنمية موارد المياه وضمان تجددها، إلا أن هناك ما يدعو إلى التأني والنظر في تلك الأهمية، وأنه لا بد من أن تتضافر الجهود نحو صيانة هذه الموارد وحمايتها من مخاطر عديدة من أبرزها التلوث البكتيري والكيميائي، ومن عمليات الاستنزاف الجائر الذي لا يتوازى معه تعويض مناسب للكميات المستهلكة، فضلًا عن مواجهة تحديات قائمة نتيجة التوسع العمراني والحضري، وتنفيذ مختلف خطط وبرامج التنمية المستدامة التي يمكن أن تؤثر بشكل بالغ على البيئة بوجه عام وعلى موارد المياه بصورة خاصة. فالترشيد في استخدام المياه هو إحدى سبل المحافظة عليها، وهو جانب من جوانب شكر المولى عز وجل على هذه النعمة العظيمة.
المصدر: اخبار جريدة الوطن