أبرزها الواجهة البحرية ونسيم الصباح وشاطئ النخيل وهوة نجم ورأس الحد
اكتمال المشاريع الاستراتيجية السياحية سيضع السلطنة في قائمة الدول العالمية الجاذبة للسياحة
أكثر من 3 ملايين سائح زاروا السلطنة العام الماضي بنسبة نمو 16 بالمائة
مسقط ـ الوطن:
توقع عدد من المحللين أن يشهد القطاع السياحي معدلات نمو جيدة خلال السنوات القادمة وذلك بفضل الجهود المبذولة للارتقاء بالقطاع وتعزيز مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي.
ويعد القطاع من ضمن برامج التنويع الاقتصادي للحكومة، كما ان جاهزية العديد من الفنادق والمنشآت السياحية ستضع السلطنة ضمن الدول الرائدة في مجال الاستقطاب السياحي اضافة إلى المشاريع الكثيرة التي قامت السلطنة خلال الفترة الماضية بوضع حجر الاساس لها منوهين أن كل هذه الجوانب وغيرها من التوجهات الاقتصادية والسياحية التي تستهدفها الحكومة خلال السنوات الماضية من العمر المتبقي للخطة الخمسية التاسعة بمقدورها ان تنقل الحركة السياحية بالسلطنة لمستويات أكبر وأوسع فيما اذا وجدت البرامج والخطط الموضوعة ضمن الاستراتيجية السياحية كل الدعم والرعاية من قبل مؤسسات وافراد المجتمع.
وتمتلك السلطنة العديد من المقومات السياحية والطبيعية والتراثية والتاريخية مما يجعل الجانب السياحي فيها واحدا من اهم مصادر الدخل القومي، حيث تتمتع السلطنة بنصيب وافر من المقومات السياحية التي تمهد الطريق لدخولها الى عالم السياحة، حيث يمثل قطاع السياحة اهمية كبيرة للدخل القومي بما يمثله من مصادر اساسية للنشاط الاقتصادي.
الاستراتيجية السياحية
وتخطو السلطنة خطوات مدروسة فيما يخص زيادة المشاريع السياحية والتي تهدف إلى تهيئة السلطنة لاستقبال الاستثمارات الأجنبية وزيادة عدد المرافق السياحية لاستقطاب وإيواء السياح والزوار وتوفير تجارب سياحية متميزة تربطهم بعمق الحضارة العمانية الحديثة، تتزامن مثل هذه المشروعات مع أهداف ورؤى الاستراتيجية العمانية للسياحة 2040، والتي ستنفذ على مراحل خلال الخمس والعشرين سنة القادمة، والتي ستعمل على جعل السلطنة واجهة سياحية بمواصفات متطورة نظرا لما تضمه من مقومات سياحية متميزة على مستوى المنطقة، إضافة إلى كرم الضيافة والمبادئ العُمانية الأصيلة التي تعزز من مكانة السلطنة في خارطة السياحة العالمية.
وتم خلال الفترة الماضية التوقيع على اتفاقيات ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع السياحية والتي تتماشى مع أهداف ورؤى الاستراتيجية العمانية للسياحة 2040، حيث ستعمل على جعل السلطنة واجهة سياحية بمواصفات متطورة نظرا لما تضمه من مقومات سياحية متميزة على مستوى المنطقة.
المرحلة الأولى
وفي هذا الاطار تم تدشين المرحلة الأولى من مشروع الواجهة البحرية لميناء السلطان قابوس بولاية مطرح. والتي تبلغ تكلفتها 390 مليون دولار اميركي، حيث سيتم إكمال المرحلة الأولى لهذا المشروع متعدد الاستخدامات بحلول العام 2020، ويتم تحويل ميناء السلطان قابوس التجاري إلى وجهة سياحية عالمية. كما سيتضمن المشروع مناطق تجارية وسكنية، ومجمعا تجاريا وستة فنادق، بتصنيف ثلاث واربع وخمس نجوم ومرافق استجمام ومناطق جذب سياحي، بالإضافة الى مرسى لليخوت والسفن السياحية الكبيرة.
الواجهة البحرية
ويمثل مشروع الواجهة البحرية لميناء السلطان قابوس أحد أهم المشاريع العقارية في السلطنة في الوقت الحالي وفي هذه المنطقة التاريخية الأخاذة، وهذه الواجهة البحرية لن تساهم في تنمية المجتمع المحلي فحسب، وإنما ستلعب دورا مهما ومحوريا في نمو القطاع السياحي في السلطنة خلال العشرين عاما القادمة، حيث سيتم تنفيذ المشروع على أربع مراحل، حيث تم الانتهاء من المخطط الرئيسي للمشروع في العام 2015، والذي لاقى أصداء إيجابية من مؤسسات القطاع الخاص والمستثمرين الذين أبدوا استعدادا لاستغلال الفرص الاستثمارية في مجالي السياحة والضيافة في هذا المشروع. ويتوقع أن يوفر المشروع 12 ألف وظيفة مباشرة، و7 آلاف وظيفة غير مباشرة.
ديار رأس الحد
كما تم بنيابة رأس الحد بولاية صور وضع حجر الأساس لمشروع “ديار رأس الحد” والذي يعد أحد أكبر وأهم المشاريع السياحة التي سيتم تنفيذها خلال المرحلة القادمة، والذي يمثل إضافة مهمة وكبيرة للقطاع السياحي بالسلطنة نظرا لما يوفره من منشآت سياحية وعقارية متنوعة تضيف للسياحة بعدا استراتيجيا خلال المرحلة القادمة في ظل توجه الحكومة لاستثمار الفرص المتاحة بالقطاع عبر الاستثمار في مشاريع سياحية نوعية والقيادات التنفيذية في الشركتين.
وسيقام مشروع ديار رأس الحد والذي على مساحة تقدر بـ200 هكتار وسيكون مشروعا سياحيا متكاملا، يشتمل على فنادق ومرافق تجارية وتراثية وفلل سكنية ومرافق أخرى للسياحة المائية، وقد تم اختيار هذا الموقع نظرا لمناخ المنطقة المعتدل طوال العام ولإطلالته على خليج عُمان وقربه من محمية رأس الحد للسلاحف، وهو أحد المشاريع السياحية المهمة التي تدعم تنويع مصادر الدخل وتعزيز الفرص الاستثمارية بين البلدين، وزيادة النشاط التجاري والاقتصادي للمنطقة، إضافة إلى توفير فرص العمل، كما أنه سيتيح للمستثمرين فرصة التملك العقاري في منطقة تعد من أبرز الوجهات السياحية في السلطنة.
“سيتي ووك مسقط”
كما تم توقيع اتفاقية حق الانتفاع لإقامة مشروع “سيتي ووك مسقط“، وهو عبارة عن مجمع تجاري بإطلالة شاطئية مميزة في منطقة الحيل الشمالية، والذي يأتي في إطار جهود وزارة السياحة لإيجاد قيمة مستدامة للعديد من القطاعات التي تشمل السياحة والبيع بالتجزئة والعقارات، وسيستغرق تنفيذ المشروع خمس سنوات بتكلفة تتراوح بين 60 ـ 80 مليون ريال عماني.
ويقام المشروع على مساحة 47999 مترا مربعا بواجهة بحرية على امتداد 355 مترا حيث سيضم منطقة تجارية تشمل عددا من المحلات والمطاعم بالإضافة إلى فندق من فئة الخمسة نجوم، علاوة على ذلك، سيتضمن المشروع مساحات مخصصة للمكاتب ومجمعا لصالات السينما.
منتجع البليد
كما تم الاحتفال بافتتاح منتجع البليد بولاية صلالة والذي يشتمل على 96 فيلا بقياسات مختلفة إلى جانب أحواض خاصة للسباحة في 88 فيلا بالإضافة إلى 40 غرفة فندقية منها 30 غرفة مطلة على البحر، كما يحتوي على مرافق متعددة لممارسة الرياضة والاستجمام والصحة ومحلات تجارية إضافة إلى قاعة الحصن للمناسبات وثلاثة مطاعم عالمية وأماكن لإقامة الفعاليات الترفيهية.
ويقع المنتجع الذي تديره شركة “انانتارا” العالمية بالقرب من متحف أرض اللبان ومنتزه البليد الأثري المدرج ضمن قائمة التراث العالمي في منظمة “اليونسكو” وهو مطل على البحر من جهة الجنوب في موقع يسهل الوصول منه إلى شبكة الطرق الرئيسية بمدينة صلالة.
نسيم الصباح
هذا بالاضافة للعديد من المشاريع ومنها ويأتي تطوير مشروع “نسيم الصباح” وهو أحد مشروعات المجمعات السياحية المتكاملة التي من خلالها تسعى وزارة السياحة إلى تحقيق عدد من الأهداف المرتبطة بتنمية وتطوير القطاع السياحي في السلطنة ضمن الاستراتيجية العمانية للسياحة 2040، ومشروع “نسيم الصباح” مجمع سياحي متكامل يشمل فندقين أحدهما بفئة 5 نجوم ويشتمل على 300 غرفة، والآخر فئة 4 نجوم ويشمل 300 غرفة، وينقسم إلى مرحلتين المرحلة الأولى تشمل الفندق 4 نجوم مع 300 وحدة سكنية ومكاتب ومجموعة من المطاعم والمحلات، والمرحلة الثانية تشمل مرفأ وفندقا 5 نجوم بجانب شقق فندقية.
ويقع المشروع على شاطئ الموالح الشمالية بولاية السيب بمحافظة مسقط، ويندرج تحت قائمة مشروعات المجمعات السياحية المتكاملة ITC، وتم التوقيع عليه بنظام حق الانتفاع، وهو يمتد على مساحة إجمالية تبلغ 400 ألف متر مربع، ويقام على مرحلتين تنطلق الأعمال الإنشائية في المرحلة الأولى العام المقبل. ويقع المشروع الذي تصل قيمة الاستثمارات فيه إلى 400 مليون ريال عماني في أحد أهم المواقع الحيوية بمحافظة مسقط ويتميز بواجهته البحرية، وسيتم إنشاؤه من قبل فريق عالمي من المستشارين والمهندسين ليكون مجمعا سياحيا سكنيا بخدمات راقية ومعايير جودة دولية مع الأخذ في عين الاعتبار استدامة المشروع وملاءمته لثقافة وحضارة المجتمع العماني،
مجمع النخيل
ومن المشاريع السياحية أيضا تطوير مشروع مجمع النخيل السياحي المتكامل مع شركة شاطئ النخيل والذي يقع على شاطئ الرميس بولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة، ويندرج تحت قائمة مشروعات المجمعات السياحية المتكامل (ITC)، وتم التوقيع عليه بين وزارة السياحة وشركة شاطئ النخيل بنظام حق الانتفاع بالأرض التي تمتد على مساحة إجمالية تبلغ 500 ألف متر مربع. يتميز المشروع الذي تصل التكلفة التقديرية لتطويره إلى 256 مليون ريال عماني بموقعه الحيوي في منطقة الرميس التي تربط محافظة مسقط بولاية بركاء، فضلاً عن واجهته البحرية التي تمتد إلى 830 مترا، والبحيرة الصناعية (Crystal Lagoon) التي سيتم ٳنشاؤها وسط المشروع على مساحة 51 ألف متر مربع لتكون منطقة الجذب الرئيسية ومركزا للترفيه و التجمع للاستمتاع بروعة المكان وجمال الأجواء المنعشة، كما ستشكل البحيرة نقطة الارتكاز التي سيتم تطوير مكونات المشروع المختلفة حولها.
3 ملايين سائح
وحققت السلطنة خلال العام 2016 نقلة نوعية في القطاع السياحي وذلك باجتذابها أكثر من 3 ملايين زائر بنسبة نمو بلغت 16.2 بالمائة حيث تستند هذه النقلة إلى بنية أساسية راسخة ومستمرة في التطور إضافة إلى مشاريع نعزز من مقومات الجذب السياحي الذي تمتلكه السلطنة.
ووفقا للتقرير السنوي الصادر عن وزارة السياحة بلغ عدد الزوار القادمين للسلطنة العام الماضي 3 ملايين و42 ألفا و695 سائحا وجاءت أعلى نسبة نمو في الزوار القادمين عبر السفن السياحية حيث بلغ عددهم في العام الماضي 217 ألفا و153 سائحا مقارنة بـ147 ألفا و858 سائحا وبارتفاع نسبته 9ر46 بالمائة.
واجتذب موسم خريف صلالة خلال العام الماضي 652 ألفا و986 سائحا بزيادة عن العام السابق نسبتها 8ر26 بالمائة فيما اجتذبت القلاع والحصون 284 ألفا و725 زائرا بزيادة نسبته 3ر14 بالمائة في حين بلغ عدد زوار الجبل الأخضر 162 ألفا و499 زائرا بزيادة نسبتها 3ر0 بالمائة.
واجتذبت البرك المائية بوادي بني خالد 156 ألفا و119 زائرا بزيادة نسبتها 3ر38 بالمائة في حين بلغ عدد زوار محمية السلاحف برأس الجنز 36 ألفا و70 زائرا بزيادة نسبتها 3ر17بالمائة.
وفيما يخص المنشآت الفندقية فقد بلغ عددها في العام الماضي 337 منشأة مقارنة مع 318 منشأة في العام 2015 بمعدل نمو بلغ 6 بالمائة كما أن عدد الأسرة ارتفع إلى 29 ألفا و538 سريرا في العام الماضي مقارنة مع 25 ألفا و966 سريرا في عام 2015م، وبزيادة بلغت نسبتها 8ر13بالمائة.
وأوضح التقرير أن عدد الغرف والشقق الفندقية ارتفع إلى 18 ألفا و825 غرفة وشقة فندقية في عام 2016 م مقارنة مع 16 ألفا و695 غرفة وشقة فندقية في عام 2015م بنمو قدره 12.8 بالمائة.
ونوه التقرير إلى أن عام 2016م شهد زيادة في عدد المنشآت الفندقية ذات فئة خمس نجوم بـ5ر54 بالمائة وذات الثلاث نجوم 15 بالمائة فيما زادت الفنادق ذات فئة النجمة الواحدة بـ13 بالمائة في حين استقرت أعداد الفنادق ذات فئة الأربع نجوم.
وكان العام 2016 مفعما بالنشاط فيما يخص افتتاح المنشآت الفندقية حيث بلغ عدد ما تم افتتاحه من منشآت فندقية 39 منشآة موزعة على مختلف محافظات السلطنة إضافة إلى ألفين و512 غرفة وشقة فندقية.
وشهد العام 2016 أيضا إضافة تصنيف جديد تحت اسم النزل الخضراء لبعض الاستراحات بهدف تشجيع المواطنين على الاستفادة من القطاع السياحي وتوظيف بعض المنشآت الصالحة للايواء لاستخدامها كرديف للمنشآت السياحية.
المصدر: اخبار جريدة الوطن