احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن : تجميع مياه الضباب.. تجربة عمانية لتنمية موارد المياه

رأي الوطن : تجميع مياه الضباب.. تجربة عمانية لتنمية موارد المياه

تشكل المياه أهمية قصوى للتنمية المستدامة في السلطنة، لكون بلادنا تعد من البلدان التي تعاني من ندرة الموارد المائية، وذلك يعود لوقوعها في نطاق المناطق الجافة التي تتصف بعدم استقرار الوضع المائي وندرة هطول الأمطار، حيث يبلغ المتوسط السنوي لهطول الأمطار حوالي 100 ملم يتراوح من 10 مليمترات في بعض المناطق الصحراوية إلى 350 مليمترًا في المناطق الجبلية، وعلى الرغم من المناخ الجاف إلا أن هطول الأمطار الغزيرة على المنحدرات الصخرية يسبب فيضانات كبيرة في بعض الأحيان، وينتج عن ذلك فقدان كمية كبيرة من هذه المياه في البحر أو الصحراء.
وتسعى الحكومة عبر وضع وتنفيذ الخطط الخاصة بتنمية موارد المياه، والعمل على تحديثها وتطويرها وفقًا للسياسة العامة للدولة، والقيام بالبحوث والدراسات والمسوحات التي تهدف إلى استكشاف المزيد من موارد المياه، وتحديد الأساليب الكفيلة بحسن إدارتها واستغلالها والمحافظة عليها، وتشغيل وتطوير وصيانة شبكات المراقبة الهيدرولوجية بالسلطنة، وتسجيل معلوماتها وتدقيقها وتحليلها للاستفادة منها في تقييم الموارد المتاحة للاستخدامات المختلفة، وأخيرًا تقدير الميزان المائي لتحديد كميات المياه المتوافرة في مختلف محافظات السلطنة.
إن تلك الجهود تسعى في الأساس إلى الارتقاء بمستوى الموارد المائية وأساليبها بما يضمن استمراريتها، من خلال تنفيذ العديد من المشاريع المائية كمشاريع السدود التخزينية وسدود التغذية الجوفية، وسدود الحماية من الفيضانات، ومشاريع صيانة الأفلاج والعيون المائية وحفر الآبار المساعدة لها، وذلك عبر منظومة وصلت إلى 350 محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي بمختلف المحافظات تتراوح إنتاجيتها ما بين 25 – 2500 متر مكعب في اليوم، حيث يجري استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة بصورة فعالة لأغراض التشجير وري الحدائق في العديد من المدن، وتقدر الإمدادات الحالية من مياه الصرف الصحي المعالجة بحوالي 12 مليون متر مكعب في السنة، بالإضافة للجهود المبذولة في تحلية مياه البحر والمياه الجوفية الضاربة للملوحة، حيث أضحت تلك المياه مصدرًا مهمًّا لإمدادات المياه في المناطق التي لا تتوافر فيها مصادر طبيعية أو المناطق التي تكون مصادرها الطبيعية غير كافية.
وتقوم تلك الجهود من منطلق أن المياه ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة التي ينبغي الاهتمام بها وإدارتها، واستحداث الطرق بشكل مستمر للحفاظ على ديمومة تلك الموارد وزيادتها للتناسب مع الزيادة السكانية التي تشهدها السلطنة، وتلبية الحاجات الزراعية الصناعية في السلطنة. وتأتي تجربة السلطنة في “الحصاد المائي ـ تجميع مياه الضباب”، كإحدى التجارب الناجعة التي استطاعت السلطنة من خلالها توفير مصدر جديد من مصادر المياه، وتجميع مياه الضباب هو إحدى الوسائل البديلة لتوفير المياه للاستخدامات البشرية، وتستند هذه التقنية المبتكرة إلى إمكانية تجمع المياه من الضباب عندما تتوفّر الظروف الملائمة لحدوث تكثيف.
وهي تجربة عمانية رائدة أسهمت في التخفيف من حالات التصحر في محافظة ظفار، عبر الاعتماد على المياه المتجمعة من الضباب لري الكثير من المزروعات، وأدى المشروع إلى إبطاء عملية التصحر والمساعدة في تغطية الجبال بالنباتات، والمساعدة في توفير إمدادات مياه عذبة، وهي تجربة لاقت إشادة كبيرة عربيًّا وخليجيًّا، جعلها تكون إحدى التجارب الناجحة التي استعرضها المجلس الوزاري العربي للمياه، حتى يتسنى تعميمها في كافة ربوع الوطن العربي، التي تتشابه تضاريسه، ويشكل الشح المائي أحد القواسم المشتركة بين البلدان العربية من المحيط إلى الخليج، لتؤكد السلطنة ريادتها الناتجة عن جهود جبارة في مجال استحداث موارد جديدة للمياه.
—


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى