احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / مكتبة حصن الشموخ نموذج بحثي رائد لخدمة الباحثين

مكتبة حصن الشموخ نموذج بحثي رائد لخدمة الباحثين

عبر وسائل تقنية حديثة ومتنوعة

مسقط ـ الوطن :
تعد مكتبة حصن الشموخ التي أفتتحت في السابع والعشرين من أغسطس من عام 2012م بموجب التوجيه السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ نموذجاً بحثيا رائداً لخدمة الباحثين في مختلف المجالات حيث وضعت هدفها الثاني بعد توفير مصادر معلومات ثرية تغطي جميع المجالات العلوم والمعرفة الإنسانية، تقديم خدمات مرجعية من خلال موظفين ذوي كفاءة عالية. والخدمة المرجعية هي ترجمة لما يتوافر بالمكتبة من إمكانات مادية وبشرية توظفها في خدمة الباحث والمستفيد بما يحقق رضاه ويلبي غاياته ومتطلباته وهي المرآه التي تقيس من خلالها المكتبة نجاح أدائها وقدرتها على توفير المعلومات في الوقت المناسب.
وعلى الرغم من أن سياسة المكتبة حددت الدخول للباحثين والدارسين من مستوى البكالوريوس فأعلى وقبول مجموعات الزائرين من طلاب الصفين الحادي عشر والثاني عشر وذلك في نطاق زمني هو ساعات فتح المكتبة من الأحد حتى الخميس من 9 صباحاً وحتى الرابعة مساء، ويوم السبت من العاشرة صباحاً وحتى الثالثة مساء، إلا أن التقنية الحديثة مكنت توسيع نطاق تقديم الخدمات المعلوماتية إلى أبعاد عالية جداً فأصبح بإمكان أي شخص مرتبط بالإنترنت التواصل مع المكتبة عبر الوسائل المتاحة وطرح أسئلته واستفساراته والمناقشة مع أمين المكتبة بغية الحصول على المعلومات الصحيحة والدقيقة التي تخدم بحثه وتحقق رضاه عن المكتبة وهذا ما يسمى في علم المكتبات والمعلومات بالخدمة المرجعية الرقمية ، و بحسب التقنية المستخدمة واختيار المستفيد لأداة التواصل فيتوفر بالمكتبة النمطين معا اولا “الخدمة المرجعية الرقمية غير التزامنية وتشمل” : البريد الإلكتروني حيث تستقبل المكتبة العديد من الرسائل عبر بريدها الإلكتروني hsl@rca.gov.om والتي يتم تلقيها من قبل مختصين بقسم خدمات القراء وبعد قراءة محتواها يتم العمل على الرد عليها بحسب السؤال، فمنها ما يتم الرد عليها مباشرة ومنا ما يتم إحالتها إلى مختص في قواعد البيانات ليحلل سؤال الباحث ومن ثم البحث في المصادر الإلكترونية، وأيضاً بحسب تساؤل الباحث وباللغة التي يريدها، فمن الأسئلة ما يتطلب البحث في جميع المصادر ومنها يتطلب البحث في نوعية دون أخرى كالكتب الإلكترونية أو الدوريات الإلكترونية أو الرسائل الجامعية الإلكترونية إما بالعربية أو الإنجليزية أو اللغتين معا. وبعض التساؤلات يتم إحالتها لفهرس المكتبة ويطلب من الباحث الحضور الشخصي للاستفادة من المصادر المطبوعة وزيارة المكتبة وبالتالي استخدام التسهيلات الأخرى المتاحة.
و”الاستمارة” : وهي نموذج يتوفر في صفحة المكتبة الإلكترونية بأيقونة سميت “اسال أمين المكتبة” وتتوفر كذلك في تطبيق المكتبة للهواتف الذكية العاملة بنظامي الأبل والأندرويد، وبإمكان الباحث إرسال استفسار أو مقترح أو طلب تدريب أو طلب مساعدة في بحث، وجميعها تذهب مباشرة إلى بريد المكتبة الإلكتروني ويتم التعامل معها بنفس الطريقة المذكورة آنفاً. وتحرص المكتبة على تحقيق السرعة في الاستجابة والدقة في المعلومة عند تقديم هذه الخدمة حيث يتم الإشراف عليها من اكثر من شخص وبمستويات مختلفة.
و”قوائم الأسئلة المرجعية : وهي أسئلة وإجابات وضعت بما يتم تحسبه وتخمينه بأن هناك مستفيدا سيسأله وقد وضعت تحت أيقونة “أسئلة شائعة” في الصفحة الرئيسية، وأغلبها تلخص سياسات المكتبة في الدخول والاستخدام للمكتبة وخدماتها وتسهيلاتها.
و “جولة المكتبة الافتراضية” : التي تحوي في طياتها خارطة ثنائية الأبعاد لأقسام المكتبة وتوزيع مجموعاتها وأماكن تقديم الخدمات والتسهيلات، وكذلك التجول الثلاثي الأبعاد والذي يسمح بالتجول في مبنى المكتبة بأقسامها وغرفها بشكل افتراضي تخيلي قريب من الواقع وكأن الرائي فعلاً يمشي داخل المكتبة وإلى جانبه مجموعة من الشخصيات الافتراضية التي تتحرك داخل المبنى وبين الأرفف وعلى طاولات القراءة.
و”وسائل التواصل الاجتماعي” : يوجد للمكتبة صفحات في ثلاث وسائل التواصل الاجتماعي تم اختيارها كونها الأكثر استخداما وشهرة لدى المجتمع المعلوماتي بالسلطنة وهي فيس بوك وتويتر وجوجل بلس، وعلى الرغم من الاستخدام الرئيسي لها هو التسويق وتقديم العروض والإعلانات، إلا أنه وبحسب تفضيل بعض المستفيدين في طرح أسئلته من خلالها يقوم أخصائي المعلومات بالمكتبة بتلقيها وتصنيفها بحسب الأهمية ووضعها ضمن جدول العمل اليومي لديهم ويتم الرد على المستفيدين مباشرة أو بعد البحث في قواعد البيانات بحسب نوعية السؤال ومستوى الخدمة المطلوبة.
و “تطبيق المكتبة في الهواتف الذكية” : وسيلة سهلة وفي المتناول بعد انتشار استخدام الهواتف الذكية ويتوفر تطبيق المكتبة في متجري الأبل والأندرويد ويحوي في طياته ـ إلى جانب بيانات عن المكتبة وطرق التواصل معها أيضاً ـ فهرس المكتبة الإلكتروني واستمارة طلب الخدمات المرجعية (المذكورة في ب) والتي من خلالها تحال أسئلة المستفيد واستفساراته إلى بريد المكتبة الإلكتروني.
ثانيا “الخدمة المرجعية الرقمية التزامنية” : وهي خدمة يتحقق منها تواجد المستفيد وأخصائي المعلومات معاً في نفس الزمن على الإنترنت، وتتوفر بالمكتبة في الصفحة الرئيسية بمسمى المحادثة الفورية، ويتمكن من خلالها الباحث من المحادثة (الدردشة) والمناقشة مع أمين المكتبة ويتلقى إجابات على استفساراته في التو واللحظة وهي أيضاً تمكّن أمين المكتبة من تقصي حاجة الباحث بمزيد من الاستفسارات وطلب التوضيحات ليتمكن من خدمته كما يجب وبما يحقق رضاه عن الخدمات المقدمة. ويعمل على تقديم هذه الخدمة مجموعة من الموظفين بعد تدريب حصلوا عليه في كيفية تلقي الأسئلة والإجابة عليها وطلب المزيد من الإيضاحات من المستفيد ان تطلب الأمر. كما يشرف على هذه الخدمة مجموعة من أمناء المكتبات الأعلى رتبة وذلك لضمان الجودة في تقديم الخدمة المرجعية، كما تتم الافادة من هذه الخدمة داخلياً بين الموظفين فيما يشبه الاجتماعات الإلكترونية وطرح موضوعات للمناقشة فيما بينهم بما يهم التنمية المهنية ونقل المعرفة. ويتم تسويق الخدمات المرجعية الرقمية من خلال وسائل شتى منها موقع المكتبة الإلكتروني والمحاضرات التعريفية ومطويات المكتبة وكذلك من خلال صفحات المكتبة في وسائل التواصل الاجتماعي.
ولإكمال دور المكتبة في تقديم خدمات مرجعية متميزة وبما يحقق رضى المستفيدين فالعمل جارٍ على مواصلة تقديم الخدمات المرجعية التقليدية وتجويدها أيضا. والخدمات المرجعية التقليدية هي المقدمة للزائر الذي يَقدم للمكتبة بصفته الشخصية ليحظى بعناية أخصائي المعلومات واهتمامه، وبما يمكنه من استخدام المصادر المطبوعة والإلكترونية معا وكذلك الإفادة من التسهيلات المتاحة كالنسخ والطباعة والمسح الضوئي واستخدامات الإنترنت والشبكة اللاسلكية إلى جانب قاعات المكتبة الهادئة والمريحة ليقضي ساعات من الدراسة والبحث في جو لن يجده في أي مكان آخر خارج المكتبة.
ومن الخدمات المرجعية التقليدية مقابلة أمين المكتبة وجهاً لوجه والمناقشة وطرح الاستفسارات والحصول على الإرشادات عن البحث في المصادر الإلكترونية والتعريف بطرق استخدام المكتبة والوصول لرفوف المكتبة بحسب نوعية المادة وتقسيماتها الموضوعية. كذلك هناك الأدلة واللافتات ولوحة إعلانات المكتبة. وإلى جانب ما سبق ذكره فهناك الوسيلة الحاضرة الغائبة في تقديم الخدمة المرجعية التقليدية وهي الهاتف 25413731 الموجود على طاولة خدمات القراء ويتناوب بالرد عليه مجموعة من أمناء المكتبة، ويتم تصنيف الأسئلة المرجعية المتلقاة بحسب متطلبات ومقتضيات السؤال، فمنها السريعة وبالتالي تكون إجابتها سريعة حاضرة ومنها ما يتطلب كتابته في ورقة لتحليله أو إحالته لمختص والإجابة عليه بعد حين.
وبهذا تتنوع الخدمات المرجعية التي تقدمها مكتبة حصن الشموخ بتنوع رغبات الباحثين واختياراتهم لوسيلة التواصل والاتصال بالمكتبة وفي النهاية كأي مكتبه أخرى تعمل على تحقيق أهدافها وأداء رسالتها بما يخدم الوطن في جوانب البحث العلمي والتدريس والتدريب واقتصاد المعرفة.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى