موسكو : واشنطن تستخدم منطقة التنف كغطاء للإرهابيين
دمشق ـ الوطن ـ وكالات:
ألقت مروحيات الجيش السوري أمس، منشورات جديدة على قرى وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق، لإعلام المدنيين الراغبين بالخروج بطرق الوصول إلى الممر الآمن عبر مخيم الوافدين. فيما يواصل الارهابيين استهداف الممر الأمن بالقذائف والرصاص.
وأفاد مصدر عسكري سوري بأن المنشورات تضمنت الإجراءات، التي يجب على المدنيين اتباعها للوصول بشكل آمن إلى الممر المحدد لخروج المدنيين باتجاه مخيم الوافدين، تمهيدا لنقلهم إلى مقر الإقامة المؤقتة في الدوير بريف دمشق. وأضاف المصدر أن مروحيات الجيش ترمي المنشورات بشكل يومي فوق جميع قرى وبلدات الغوطة لضمان وصولها إلى جميع المواطنين السوريين. ولا تزال التنظيمات الإرهابية المنتشرة في بعض مناطق الغوطة تمنع لليوم الخامس على التوالي خروج المدنيين أثناء فترة التهدئة المحددة بين الساعة 9 صباحا و2 ظهرا، من خلال استهداف الممر بالقصف، حيث أفاد المركز الروسي للمصالحة في سوريا، بأن المسلحين في الغوطة الشرقية يصادرون منشورات وزعها المركز بين سكان المنطقة ليستخدمها المدنيون تصاريح خروج عبر معبر الوافدين الإنساني. وأشار فلاديمير زولوتوخين المتحدث باسم المركز، إلى وجود معلومات عن شن المسلحين عمليات تفتيش جماعية في منازل المواطنين لمصادرة المنشورات. وذكر زولوتوخين أنه تم إلقاء نحو 100 ألف نسخة من هذه المنشورات فوق مناطق الغوطة الشرقية. وحسب التوجيهات التي تتضمنها المنشورات والتي تهدف إلى منع تسرّب المسلحين من المنطقة المحاصرة، يتوجب على من يريد المرور عبر المعبر الإنساني، أن يمسك بيده منشورا يرفعه فوق رأسه، على أن يضع اليد الأخرى على رأسه أو يمسك بها طفله إن كان يرافقه. وأضاف أن المسلحين يصادرون مواد غذائية من سكان الغوطة، ما يزيد من خطورة الوضع الإنساني هناك.
وتشهد الغوطة الشرقية في هذه الأثناء، هدنة إنسانية لمدة 5 ساعات لليوم الخامس على التوالي، هدفها تمكين المدنيين من مغادرة مناطق القتال. وفشلت الهدن السابقة في تحقيق هذا الهدف بسبب أعمال المسلحين، الذين يمنعون المدنيين من الخروج ويستخدمونهم دروعا بشرية، لعرقلة جهود الجيش السوري وحلفائه الرامية إلى تطهير الغوطة من الجماعات المسلحة.
في سياق متصل، اعتدت التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الغوطة بـ 13 قذيفة على مشفى البيروني وضاحية الأسد السكنية بحرستا في ريف دمشق. وأفاد مصدر عسكري سوري في قيادة الشرطة في تصريح لوكالة الانباء السورية “سانا” بأن ارهابيين ينتشرون في الغوطة استهدفوا مشفى البيروني في ريف دمشق بـ 8 قذائف سقطت في محيط المشفى وتسببت بوقوع أضرار مادية. ولفت المصدر إلى أن الإرهابيين أطلقوا 5 قذائف على محيط ضاحية الأسد ما أدى إلى وقوع أضرار مادية وأضرار في الممتلكات.
على صعيد اخر، اعتبر ألكسندر فومين نائب وزير الدفاع الروسي، أن الولايات المتحدة تستخدم منطقة التنف التي تسيطر عليها جنوب شرقي سوريا، غطاء للجماعات الإرهابية هناك. وقال فومين في حديث لقناة “روسيا ـ 24″ الاخبارية: “لا يمكن ألا يقلقنا وجود “المنطقة الآمنة” بقطر 55 كيلومترا قرب بلدة التنف الواقعة على الحدود السورية العراقية، حيث سيّجت عمليا هناك محمية للإرهابيين”. وأضاف: “يجري في المنطقة المذكورة تسليح هؤلاء الإرهابيين، والتخطيط لهجمات ينطلقون لتنفيذها من هذه المحمية، وكل ذلك تحت إشراف القوات الخاصة وغيرها من التشكيلات العسكرية الأميركية”. وأشار فومين أيضا إلى أن الأميركيين يمنعون قوافل المساعدات الإنسانية من دخول مخيم الركبان للنازحين بمحاذاة التنف، ما أدى إلى تدهور كارثي في الأوضاع الإنسانية هناك. وكان المركز الروسي للمصالحة في سوريا قد أفاد في نوفمبر الماضي، بأن الجيش الأميركي أغلق منطقة الـ55 كيلومترا حول قاعدة له في التنف، متسببا بذلك في عزل نحو 50 ألف نازح عن مصادر المعونات الإنسانية. وعرضت موسكو على واشنطن التعاون في تأمين إيصال المساعدات الإنسانية للنازحين، ووافق التحالف الدولي بقيادة واشنطن على هذا العرض، لكنه زعم عدم تأكيد السلطات السورية استعدادها لتمرير القوافل الإنسانية.
المصدر: اخبار جريدة الوطن