الدوحة ـ من فيصل بن سعيد العلوي :
بدأت مساء أمس فعاليات الدورة الثانية للملتقى العربي للفن التشكيلي والذي تقيمه الجمعية القطرية للفنون التشكيلية في الدوحة بمشاركة نخبة من التشكيليين الخليجيين والعرب ، حيث يمثل السلطنة في هذه التظاهرة كل من الفنانين أنور سونيا ومريم الزدجالية ويوسف النحوي وريا المنجية إضافة إلى مشاركة 37 فنانا تشكيليا من بلدان عربية مختلفة، فضلا عن نقاد وإعلاميين من السلطنة والكويت مصر ، ويأتي هذا الملتقى لتحفيز الحركة التشكيلية في العالم العربي وتكريم الفنانين الذين سخروا قدراتهم الفنية وإبداعاتهم الفكرية، للارتقاء بهذا الفن الراقي، فعكسوا الحالة الاجتماعية والفكرية لوطننا العربي من خلال لوحاتهم التي تقارع كبار الفنانين العالميين على المستويين الفني والفكري؛ حيث سيقدم الفنانون المشاركون على مدار أسبوع وهو عمر هذا الملتقى، آخر إبداعاتهم المبتكرة التي تعكس مدارس تشكيلية متنوعة، وتجسد مواضيع إنسانية واجتماعية.وكان قد الحفل بدأ مساء امس في قاعة فندق دبليو بالدوحة حيث شهد حفل الافتتاح كلمة ترحيبية قدمتها المذيعة غنيمة محمد علي حيث عرّفت بالمشاركين من مختلف الدول كما عرّفت بالضيوف من الإعلاميين والنقاد المشاركين في فعاليات الملتقى .
محطة تشكيلية مهمة
وبهذه المناسبة قال عادل علي بن علي الرئيس الفخري للجمعية القطرية للفنون التشكيلية رئيس مجموعة علي بن علي الراعي الرئيسي للملتقى : ” ان الملتقى التشكيلي يشكل محطة تاريخية تشكيلية تتباهى بها الدوحة.. وفرصة للقاء والحوار، وتحقيق التفاعل، ومد الجسور الثقافية بين المؤسسات الفنية والمبدعين من الفنانين.. ليواصلوا نجاحات الملتقى التشكيلي الأول.. وليكملوا حواراتهم باللون والفكرة.. بالكلمة والرؤية.. نأمل أن يحقق هذا الملتقى غايته، ليظل هذا الملتقى التشكيلي حدثا متفردا يدخل في سياق الجهود المبذولة للنهوض بالتنمية التشكيلية -ان جاز التعبير- وهي جزء أساسي من التنمية الثقافية، والتي من شأنها تشجيع المبادرات التنموية الفنية، لتصير لغة خاصة للتعبير عن أنفسنا، وعن قضايانا، وعن قضايا مجتمعاتنا الملحة. إذ أصبح من المعروف أن الفن ضرورة، وصناعة تنهض بالإنسان والمكان.. وتسهم في إيجاد أجواء جمالية وإنسانية مريحة، وتفاعل ثقافي اجتماعي يسمو بالإنسان” .
وأضاف عادل علي بن علي “ستتواصل فعاليات دورة هذا العام، بتنظيم أنشطة ثقافية وفنية، وندوة استذكارية تكريمية للمرحوم الفنان القطري يوسف الشريف (1958 ـ 1987)، رحمة الله عليه، والذي يعد رائد الواقعية التسجيلية في قطر، حرص على استحضار المكان في أعماله، ووثق عمارة البيوت التقليدية الخارجية والداخلية، والمقاهي الشعبية، وعكس حياة الناس في لوحاته” .
كما ثمن الرئيس الفخري للجمعية القطرية للفنون التشكيلية مشاركة الفنانات والفنانين والنقاد والإعلاميين في هذا الملتقى وقال : الملتقى ولد بمحبتكم، ويستمر بحضوركم، تحفيزا للحركة التشكيلية في العالم العربي وتكريما للفنانين الذين تضاهي لوحاتهم أعمال كبار الفنانين العالميين على المستويين الفني والفكري، وبهذا تتحقق أهداف الملتقى في إيجاد بيئة مناسبة للفنانين التشكيليين والاحتفاء بهم، وفتح المجال أمام الفنان القطري للاستفادة من التجارب الفنية الرائدة، وتوثيق ذهنية التشكيلي العربي، الفكرية والاجتماعية، وبالطبع الفنية.
احتفاء بالفكر التشكيلي
من جهته قال الفنان يوسف السادة رئيس الجمعية القطرية للفنون التشكيلية (رئيس اتحاد جمعيات الفنون التشكيلية الخليجية) : هذه الدورة تشهد مشاركة عربية وخليجية واسعة، ثمانية وثلاثين فناناً عربياً وخمسة عشر فنانا قطريا، من أجيال متفاوتة ومن الجنسين ,اضحى كنوع من الاحتفال بالفكر التشكيلي، الذي أصبح غاية لكل المنتمين لهذا الفن الجميل من فنانين ونقاد ومقتنين.
ونؤكد نحن مجلس إدارة الجمعية أننا قادرون علي الاستمرار والتطوير، ليأتي هذا الملتقى بخامات شابة نفتخر بها باستضافة فنان شاب كضيف شرف للملتقى وتكريم الفنان الراحل يوسف الشريف وفاءً منا لإنجازاته ,وبالندوة فكرية المصاحبة لفعاليات الملتقي، لتسلط الضوء علي ارهاصات المشهد التشكيلي، وبجلسات حوارية تكتنف الملتقى لمناقشة قضايا متنوعة ثقافية وفنية.
وأضاف “السادة” : في هذا الملتقى نكشف عن شعار الجمعية الجديد، المستوحى من شموخ الصقر الحر ،الذي يعتبر من أهم الرموز الثقافية بالفلكلورية بالقطري والخليج العربي.
إبداعات مبتكرة
من جهتها، أبرزت الفنانة بدرية آل شريم، أمين السر في الجمعية القطرية للفنون التشكيلية ونائب رئيس اللجنة المنظمة للملتقى، أن الفنانين سيقدمون على مدار تسعة أيام، آخر إبداعاتهم المبتكرة التي تعكس مدارس تشكيلية متنوعة، وتجسد لمواضيع إنسانية واجتماعية، بواقع عمل فني واحد لكل مشارك، فضلا عن إيجاد بيئة مناسبة للفنانين التشكيليين والاحتفاء بهم، وفتح المجال أمام الفنان القطري للاستفادة من التجارب الفنية الرائدة، والعمل على توثيق المرحلة الحالية، التي تعرفها الساحة التشكيلية العربية.
وأشارت ال شريم إلى أن الملتقى سيتخلله عدة فعاليات، منها حلقة العمل الفنية والندوة الفكرية على جزأين، يخصص الأول منها للفنان الراحل يوسف الشريف ودوره في إثراء الساحة التشكيلية القطرية والعربية، فيما سيثير الجزء الثاني مسألة عزوف المؤسسات والأفراد عن عدم اقتناء اللوحة التشكيلية، على أن يتم تتويج أيام الملتقى بمعرض فني يضم نتاج حلقة العمل الفنية.
المصدر: اخبار جريدة الوطن