احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / إغلاق ملف الإرهاب في دمشق ومحيطها (قاب قوسين)

إغلاق ملف الإرهاب في دمشق ومحيطها (قاب قوسين)

بتحقيقها تقدما استراتيجيا على كافة المحاور ..

مصادر ميدانية لـ(الوطن) : السوريون يعيشون حياتهم بشكل طبيعي في أحياء جنوب العاصمة

دمشق ـ الوطن :
باتت الحكومة السورية قاب قوسين أو أدنى من إنهاء الإرهاب والإرهابيين في العاصمة ومحيطها، بعد تحقيقها تقدما استراتيجيا على كافة المحاور في المناطق التي يتنشر فيها تنظيم داعش الإرهابي في جنوب العاصمة ومحاصرته في جيوب صغيرة، وكذلك إثر اتفاقات تسوية في أرياف دمشق رضخت فيها التنظيمات الإرهابية لشروط الدولة.
وكان لافتا، استمرار الحياة الطبيعية في أحياء جنوب العاصمة المحيطة بمناطق سيطرة داعش رغم ضراوة المعركة بين الجيش السوري والتنظيم، في مؤشر على اعتياد الدمشقيين والسوريين عموما على أجواء الحرب التي تشن على سوريا منذ أكثر من سبع سنوات.
وفي السنة الثانية للحرب التي تشن على سوريا سيطرت تنظيمات إرهابية على مناطق وأحياء في جنوب العاصمة وهي منطقة الحجر الأسود وأجزاء واسعة من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والجزء الجنوبي من حي التضامن والجزء الشرقي من حي القدم، وانتهى المطاف بتلك المناطق بسيطرة تنظيم داعش على أغلبها ويصل عدد مسلحيه هناك إلى أكثر من 2000 مسلح، بينما سيطر تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي على بؤرة في المخيم. ويقدر متابعون ومهتمون بملف جنوب العاصمة أعداد الذين نزحوا إلى مناطق سيطرة الدولة بعد سيطرة الإرهابيين على تلك المناطق بأكثر من مليون نسمة، معظمهم يقيم حاليا في العاصمة ومحيطها.
ويشن الجيش السوري وقوات سورية رديفة وأخرى حليفة منذ الـ19 عشر من أبريل الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق ضد تنظيمي “داعش” و”النصرة” في الحجر الأسود ومخيم اليرموك والقسم الجنوبي من حي التضامن والشرقي من حي القدم، وذلك بعد أن حسم ملف التنظيمات الإرهابية في غوطة دمشق الشرقية واستعاد السيطرة عليها بالكامل عبر اتفاقات تسوية تم بموجبها ترحيل الإرهابيين الرافضين للتسوية إلى شمال سوريا، حيث مناطق سيطرة “النصرة” والتنظيمات الإرهابية المتحالفة مع تركيا. وتحت وطأة ضربات الجيش والقوات الرديفة والحليفة، رضخ مسلحو “النصرة” الذين كانوا ينشرون في منطقة غرب مخيم اليرموك الممتدة من ساحة الريجه شمالا وحتى مشروع الوسيم جنوبا لاتفاق تسوية مع الدولة تم بموجبه ترحيلهم إلى محافظة ادلب شمال سوريا حيث معقل التنظيم الرئيسي، ووصل عددهم الى نحو 200 مع عائلاتهم، بينما سيطر الجيش السوري على منطقة غرب اليرموك، الأمر الذي وسع من نطاق سيطرته في المنطقة، على حين تم تضييق الخناق على تنظيم داعش.
ووفق مصادر ميدانية تحدثت لـ”الوطن”، فإن قوات الجيش وبعد سيطرتها على مناطق “النصرة” تقدمت من منطقة مشروع الوسيم الواقعة على شارع اليرموك الرئيسي في منتصف المخيم باتجاه الجنوب ووصلت إلى مشارف مؤسسة الكهرباء لتحكم سيطرتها بذلك على نحو 70 من بالمئة من المنطقة الواقعة غرب المخيم.
وبالتزامن من تقدم قوات الجيش باتجاه عمق المخيم جنوبا، عملت وحدات أخرى من الجيش بحسب المصادر الميدانية على السيطرة ناريا على شارع لوبية الواقع على الجهة الشرقية من شارع اليرموك الرئيسي والمقابل لمنطقة مشروع الوسيم، لتعزل بذلك منطقة قاطع الشهداء الممتدة من شارع لوبية جنوبا وحتى مبنى بلدية اليرموك شمالا حيث تسيطر قوات الجيش السوري.
وبذلك تكون قوات الجيش أطبقت الخناق من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية على من يطلقون على أنفسهم كتيبة “القراعين” المتحصنين في قاطع الشهداء والمبايعين لتنظيم داعش، بينما تبقى الجهة الشرقية من القاطع المشرفة على شارع فلسطين مفتوحة على الجزء الجنوبي من حي التضامن حيث يسيطر التنظيم، ذلك أن الحي يحاذي مخيم اليرموك منن الجهة الشرقية.
وشهدت سوريا في اليومين الماضيين معارك عنيفة في تلك المنطقة، بالتوازي مع استهدافات جوية وصاروخية ومدفعية من قبل الجيش السوري لمقار ومواقع الإرهابيين في تلك المنطقة، والذين يصل عددهم إلى عشرات وأغلبهم من الجنسية الفلسطينية.
وعلى ذات الوتيرة والعزم تعمل قوات الجيش السوري والقوات الرديفة والحليفة على بقية المحاور في جنوب العاصمة، ذلك أن القوات المتقدمة من محور سبينة جنوب الحجر الأسود توغلت بشكل كبير في عمق المنطقة ووصلت إلى دوار العلم، في وقت تقدمت القوات من محور حي القدم غرب الحجر الأسود وبوتيرة متسارعة وسيطرة على حي الأعلاف وكازية الفلاحين وحارة الشراكس لتصل بعد ذلك إلى وسط الحجر الأسود ومن ثم إلى مقر الناحية الوقع شرق المنطقة. وبذلك تكون قوات الجيش شطرت الحجر الأسود إلى قسمين الأول جنوبي ويمتد من حي القدم غربا حتى مقر الناحية شرقا وباتجاه سبينة جنوبا، وباتت قوات الجيش تسيطر على هذا القسم، بينما الشطر الآخر يمتد من مقر الناحية جنوبا وحتى مؤسسة الكهرباء في شارع اليرموك شمالا وهذا القسم لا يزال تحت سيطرة تنظيم داعش.
وبعد رضوخ التنظيمات الإرهابية في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم الواقعة شرق الحجر الأسود ومخيم اليرموك وجنوب حي التضامن لاتفاق تسوية وتسليمها خطوط التماس مع تنظيم داعش للجيش السوري والقوات الرديفة والحليفة تقدمت الأخيرة من حي الزين شرقا باتجاه الحجر الأسود والتقت عند دوار العلم في الحجر الأسود مع القوات المتقدمة من محور حي القدم.
بدوره أكد عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة – بدر أحمد جبريل أن الفصائل الفلسطينية المشاركة اليوم في عملية تحرير مخيم اليرموك، كان لها دور بارز على مدى السنوات الماضية في محاربة التنظيمات الإرهابية التي احتلت المخيمات الفلسطينية” مشيراً أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة ـ قدمت إلى جانب الفصائل الفلسطينية الأخرى عشرات الشهداء في سبيل تحرير هذه الأرض من رجس المجموعات الإرهابية. ولفت بدر جبريل إلى أن الضربات المركزة التي وجهها الجيش السوري منذ بدء العملية العسكرية باتجاه المنطقة الجنوبية لدمشق على مواقع جبهة النصرة، كان لها الدور الأبرز في رضوخ العناصر الإرهابية لبنود التسوية، وقبولهم بالخروج مقابل إخراج الأهالي المحاصرين بالفوعة وكفريا.
وتقول المصادر الميدانية، ان سيطرة الجيش السوري والقوات الرديفة والحليفة على كامل المنطقة التي يتحصن بها تنظيم داعش الإرهابي هي مسألة “أيام معدودة ليس إلا”، لافتة إلى انهيارات كبيرة في صفوف التنظيم خصوصا في معقله الرئيس في الحجر الأسود.
وعلى الرغم من عنف المعارك الجارية في جنوب العاصمة بين الجيش السوري والقوات الرديفة والحليفة من جهة وتنظيم داعش من جهة ثانية، الذي يعمد إلى استهداف الأحياء الآمنة بالصواريخ والقذائف، إلا أن الحياة في المناطق والأحياء الواقعة تحت سيطرة الدولة والمحيطة بمناطق سيطرة داعش (الزاهرة، الزهور، الجزء الشمالي من حي التضامن) تواصلت بشكل طبيعي.
ولوحظ في تلك الأحياء مواصلة أصحاب المحال التجارية في الأسواق المواظبة على فتح محالهم بشكل يومي، بينما استمرت الحركة النشطة للمارة في الشوارع والأسواق، وذهاب الطلاب إلى مدارسهم والموظفين والعمال إلى مقار عملهم. ويقول أحد سكان تلك الأحياء وهو يسير في شارع لا يبعد أكثر من 200 متر عن منطقة الاشتباكات بينما كانت تسمع بوضوح أصوات الاشتباكات والانفجارات: “تعودنا، لن يحصل إلا ما كتب الله لنا”، بينما ترى امرأة أن توخي “الحذر مطلوب”، لافتة إلى أنه “وعند اشتداد المعارك والقصف تضطر وأولادها إلى النزول إلى الطوابق السفلية”. وبينما كانت المعارك على أشدها، كان الازدحام على أشده عند مخبز الزاهرة الاحتياطي الواقع إلى الشمال من مخيم اليرموك ولا يبعد سوى أقل من 150 مترا عنه، ويقول أحد المصطفين ضمن أرتال الدور: “لن نسمح للإرهابيين بتعطيل الحياة وتجويعنا”.
وبسيطرة الجيش السوري على مناطق جنوب العاصمة التي كانت خارجهة عن سيطرته كما هو متوقع ، تغلق الدولة السورية ملف الوجود الإرهابي في دمشق وجميع أريافها، الشمالي والجنوبي والشرقي والغربي، ويرجح أن يتوجه الجيش والقوات الرديفة والحليفة لتطهير مناطق أخرى في سوريا من الإرهاب.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى