في ظل توجهات السلطنة لتعظيم الاستفادة من الاقتصاد الأزرق عبر تسخير الإمكانات البحرية والمائية لرفد الاقتصاد الوطني، ودعم التنويع، يأتي الابتكار واستخدام التقنيات المتقدمة ليكون عنصرًا فعالًا في دعم هذه التوجهات.
وفي بادرة تجسد ما تبذله السلطنة من جهود في مضمار الابتكار، أجرى مجلس البحث العلمي ممثلًا بمعهد تكامل التقنيات المتقدمة ـ بالتعاون مع مركز هلم هولتز لأبحاث المحيطات ـ تجارب تشغيلية لمسبار مائي انطلاقًا من ولاية قريات بالسلطنة، في تجربة تعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة.
وتضمنت التجارب عملية إنزال بحري للمسبار، تبعتها عمليات تجريبية لأنظمة الاتصالات اللاسلكية وأجهزة الاستشعار التي تم نصبها على المسبار.
وقد تم تحديد مسار قيد التطوير لهذا المسبار بحيث يعكس النطاق الواسع للاستعمالات التي يمكن التعامل معها، ومن أهمها الدراسات البيئية، وجمع البيانات حول المعطيات البيئية البحرية والأرصاد وعلوم المحيطات، والمسوحات الهيدروغرافية، ودراسة الظواهر البحرية كالمد الأحمر، والدراسات المتعلقة بحركات الصفائح ورصد الزلازل، وتلك المتعلقة بالمسوحات الكمية للأسماك وعمليات التلوث البحري، كما أن للمسبار المائي تطبيقات واسعة تتعلق بعمليات الأمن والاتصالات، وأمن الممتلكات وسلامة الملاحة في مياه البحار.
وبملاحظة هذه الاستعمالات نجد أن النتائج المنتظرة من هذا المسبار تدعم كافة جوانب الاقتصاد الأزرق، سواء من ناحية تأمين حركة الملاحة البحرية أو التنقيب عن الثروات الطبيعية داخل البحر أو الاستفادة من الثروات السمكية وغيرها.
كما أن هذا المسبار سيكون له دور في عملية الأمن المائي بالسلطنة، حيث يعكف مجلس البحث العلمي حاليًّا على تنفيذ مشروع بحثي يعنى برصد وتتبع حركة المياه الجوفية وتصريفها تحت سطح البحر، وذلك من خلال تطوير طرق تكنولوجية مبتكرة، ووضع نماذج جديدة لتحديد مواقع وكميات المياه المتدفقة إلى البحر، الأمر الذي يعمل على إيجاد مصادر غير تقليدية للمياه في السلطنة، والسعي نحو دراستها وتقييم إمكانية استغلالها لسد الاحتياجات المائية المتزايدة في السلطنة، سواء للاستخدام المنزلي أو الزراعي أو غيرها من الاستخدامات الأخرى.
ويبقى التأكيد على أن هذه التقنية المتقدمة يعود الفضل في استخدامها إلى النهج الذي اتخذته السلطنة من أجل التأسيس لثقافة الابتكار وريادة الأعمال في الأنشطة البحثية والعلمية.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن