احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / رأي الوطن: البحث العلمي طريق للتنمية والتقدم

رأي الوطن: البحث العلمي طريق للتنمية والتقدم

إذا كنا قد أكدنا أمس أن مؤسسات التعليم بالسلطنة يجب أن تأخذ بزمام دورها وتكون الشريك الحقيقي في عملية بناء الإنسان العماني وإعداده ليكون قادرًا على حمل المسؤولية الوطنية، والقيام بواجباته تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه، ولتكون بحق موطنًا لصناعة القرار الثقافي والعلمي، ومصدرًا لرسم التوجهات الاستراتيجية، وحاضنة لإنتاج العقول المؤهلة للنهوض بالبناء الحضاري والاقتصاد الوطني للبلاد، فإن عمليات الدعم والتمويل للبحوث العلمية وتبني ذوي المواهب والإبداعات والفكر تأتي في الإطار ذاته، ويتوقف عليها هي الأخرى تحقيق الأهداف المتوخاة من خطط التعليم واستراتيجيته، سواء لجهة تنمية الإنسان العماني ورعايته من حيث التعليم والتدريب والتأهيل أو لجهة إعداده للحاضر والمستقبل، وتوظيف طاقاته وقدراته وإبداعاته ومعارفه وعلومه في المجالات التي تناسبه بما يخدم جوانب الحياة المختلفة.
ويعد مجلس البحث العلمي واحدًا من المؤسسات التي حملت لواء التنوير العلمي، فالمجلس بات يقوم بدور مهم في دعم مسيرة التعليم في السلطنة، عبر تضافر الجهود مع بقية المؤسسات التعليمية والجهات المعنية بالتعليم في السلطنة وخارجها من أجل تربية أفضل وتعليم أجود يرتقي بأبنائنا الطلبة، ويمكنهم من تولي مسؤولياتهم بكل جدارة واستحقاق، ومضارعة الإنجازات العلمية على المستويات الدولية والإقليمية، وبما يؤهلهم لاستيعاب مخرجات العصر، وكذلك التأهب لمواجهة التحديات المتعددة التي تواجه الحياة اليومية، وإعدادهم ليكونوا قادرين على إيجاد الحلول والمعالجات المطلوبة لمختلف القضايا، سواء كانت اقتصادية أو زراعية أو بيئية أو اجتماعية وغير ذلك، من خلال تمكينهم من البحث العلمي وأدواته، ورفع جاهزيتهم وتوفير ما يحتاجون من وسائل وأدوات ودعم.
وفي هذا الصدد، يواصل مجلس البحث العلمي تقديم رسالته، وتنفيذ مهامه، مستلهمًا في ذلك الرؤية السامية والمستنيرة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ نحو إنشاء المجلس ليكون إحدى الدعامات الأساسية لمسيرة البحث العلمي التي أخذت السلطنة تشق طريقها، وليكون إحدى الحاضنات للعقول والأفكار المبدعة والمواهب التي عبرها تصقل المواهب وتنمَّى، وتطور الإبداعات. لذلك لم يألُ مجلس البحث العلمي جهدًا من أجل العمل على تنفيذ العديد من البرامج الداعمة للأنشطة البحث والابتكار بالسلطنة التي من شأنها تعمل على تهيئة البيئة المحفزة للبحث والابتكار، وتعزيز ثقافة البحث والابتكار لدى مختلف فئات المجتمع. وتعد الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي أعدها المجلس بالتعاون مع مختلف الشركاء إحدى العلامات البارزة على ما يبذله من جهود في هذا الاتجاه، بهدف تعزيز جهود إدارة موارد رأس المال البشري والملكية الفكرية، ونقل التكنولوجيا والتنويع الاقتصادي، والشراكة بين القطاعين العام والخاص والقطاع الأكاديمي كركائز أساسية لتطوير نظام ابتكار وطني والتي أقرت من مجلس الوزراء.
كما يعد برنامج دعم بحوث الطلاب إحدى العلامات البارزة لجهود المجلس، والذي يهدف إلى بناء القدرات البحثية لدى طلاب مؤسسات التعليم العالي وبناء السعة البحثة في هذه المؤسسات، حيث بلغ العدد الإجمالي للبحوث الطلابية التي موَّلها البرنامج خلال السنوات الخمس منذ إنشائه 309 مشروعات بحثية طلابية استفاد منها ما يزيد عن الألف طالب وطالبة من مختلف مؤسسات التعليم العالي. ولا ريب أن الطموح يدفع نحو مزيد من تبني مثل هذه المشروعات، وتشجيع طلابنا على البحث العلمي، واستغلال طاقاتهم وتنمية مواهبهم وتبني إبداعاتهم.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى