تواصل السلطنة ممثلة بوزارة الصحة والجمعيات الأهلية الصحية السعي الحثيث لإدخال المزيد من التطوير على المنظومة الصحية في البلاد وخصوصا فيما يتعلق بتسخير افضل السبل لعلاج المرضى الذين يعانون من امراض خطيرة ومن بينها الأمراض السرطانية التي تعد واحدة من اخطر الأمراض على مستوى العالم.
ومن المشاريع الكبيرة التي تحققت على المستوى الصحي بالسلطنة والتي تعد واحدة من بين اهم الجهود التي تبذل بالشراكة بين القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة لمرضى السرطان، حيث احتفلت الجمعية العمانية للسرطان بتخريج 360 ممرضًا عُمانيًّا ضمن برنامج الرعاية التلطيفية لمرضى السرطان في مختلف محافظات السلطنة وذلك بالتعاون بين القطاعين العام والخاص، حيث يأتي المشروع لخدمة مرضى السرطان والذين تعافوا منه وعائلاتهم والمجتمع بشكل عام.
ان اوجه الرعاية الصحية متعددة الجوانب والعناية بالمرضى بعد تعافيهم وخصوصا المتعافين من السرطان يعد واحدًا من ابرز التحديات التي تواجه المريض أو المصاب، لكن الحصول على الرعاية التي يستحقها وعلى ايادي اشخاص متخصصين في هذا المجال يعطي هذا الجانب الكثير من الأهمية حتى يتماثل المصاب أو المريض إلى الشفاء التام وفق المراحل التي يتطلبها الشفاء ويحددها الأطباء، حيث يأتي دور التمريض في الأهمية بعد الأطباء مباشرة ويعتبرون عناصر مهمة جدا في منظومة العلاج ومن دونهم لا تكتمل منظومة الرعاية الصحية.
وتخريج 360 ممرضًا وممرضة تم تدريبهم لمدة ثلاث سنوات في مشروع صحي استراتيجي مولته شركة تنمية نفط عمان يعكس المدى الكبير الذي تتبناه السلطنة في ايجاد الشراكة الحقيقية لخدمة المجتمع ورعايتهم صحيا من خلال حث القطاع الخاص على المساهمة في مثل هذه المشاريع ودعمها خدمة للمصلحة العامة.
كما ان برنامج الرعاية التلطيفية التابع للجمعية العمانية للسرطان قد حصل على جائزة السلطان قابوس للخدمة الاجتماعية عام 2017م حيث يعتبر واحدًا من المشاريع الرائدة في تمكين المتدربين، فبعد ان تم تأهيل وتدريب الخريجين على يد خبراء دوليين من مؤسسات مرموقة عالميًّا وتحت مظلة مؤسسات مرموقة في هذا المجال، فإن هذا المشروع الذي احتفل بتخريج طلبته امس يعتبر واحدًا من المشاريع المهمة التي تفتح افاقًا أرحب من الأمل لمرضى السرطان وذويهم ومجتمعهم من خلال ما سينفذه الخريجون على مستوى السلطنة من رعاية لمرضى السرطان.
كما ان تخريج مثل هذه الفئات التمريضية يأتي مكملًا لعملية التطوير المستمرة لرعاية مرضى السرطان وعلاجهم والعناية بهم فعلى مستوى مركز الأورام بالمستشفى السلطاني فقد احتفل في شهر يناير من العام الجاري بتدشين جهازي إشعاع جديدين بالمركز وهما جهازي تروبيوم واللذان يتميزان بقدرتهما على إعطاء جرعة الإشعاع بسرعة كبيرة ودقة عالية وتكمن دقة هذا الجهاز في خاصية دمج عدة تقنيات فريدة ومنها ثلاث تقنيات وهي التصوير ثنائي الأبعاد والتصوير ثلاثي الأبعاد والأشعة السينية التقاطعية بالإضافة إلى تقنية رصد الأورام أثناء العلاج ومما يزيد من فاعلية هذه التقنيات وجود سرير روبوتي سداسي المحور، كما بمقدور الجهازين التقاط أشعة مقطعية رباعية الأبعاد والتي تستخدم في تحديد مواقع الأورام ورصدها مع حركة التنفس.
كذلك ان هذه الكوكبة التي تم الاحتفال بتخريجها امس ستكون رافدًا جديدًا من روافد البلاد لخدمة المجتمع والذي يتطلع من خلالهم بأن يكونوا هم الأساس لتقديم هذه الرعاية وبذل جهودهم ليكونوا في المستقبل مدربين لزملائهم الذين سيتم ادخالهم ضمن هذا البرنامج الطموح.
لذلك فإن هذا السعي المتواصل لتوفير افضل السبل في مجال الرعاية الطبية للمرضى ومن بينهم مرضى السرطان ومواصلة التطوير من الجوانب البشرية والأجهزة والمعدات هو دليل على الحرص الدائم الذي توليه السلطنة لتوفير افضل السبل العلاجية للمرضى وتسعى بشكل دائم على تسخير كافة الامكانيات اللازمة للرعاية الصحية.
المصدر: اخبار جريدة الوطن