احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / بطقس بارد شتاء ومعتدل صيفا الجبل الأخضر مقومات طبيعية وتنوع جغرافي وبيئي وزراعي

بطقس بارد شتاء ومعتدل صيفا الجبل الأخضر مقومات طبيعية وتنوع جغرافي وبيئي وزراعي

الجبل الأخضر – من سالم بن عبدالله السالمي وسليمان بن عثمان أولاد ثاني:
الجبل الأخضر إحدى نيابتي ولاية نـزوى بمحافظة الداخلية وقد حباه الله بالعديد من المقومات الطبيعية من خلال التنوع الجغرافي والبيئي والزراعي حيث يشتهر بمنتجات ذات مخزون غذائي تتمثل بمحاصيل الفاكهة والحمضيات كفاكهة الرمان والخوخ والمشمش والجوز والبوت والعنب والتفاح والكمثرى والسفرجل والبرقوق والتين الشوكي بجانب والزيتون الأشجار والنباتات العطرية مثل الورد والنمت والجلجلان والعلعلان والزعتر وغيرها.
المحاصيل التي تجود بها أرض هذه النيابة التي تبعد عن ولاية نـزوى بـ70كم ويرتفع عن سطح البحر 3000 متر (10 آلاف قدم) يتميز عن غيره من ربوع السلطنة برودة الطقس شتاء حيث تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر في بعض أيام فصل الشتاء وتكون معتدلة صيفا إذ تتراوح درجة الحرارة بين 25 إلى 30 درجة مئوية.
وتشكل أراضي ومدرجات الجبل بمزارعه وبساتينه بساطا أخضر يسر الناظر.
وتأتي ثمار الرمان وزهور الورد والخوخ والمشمش والبوت والجوز في مقدمة هذه المنتجات التي تشغل مساحات هي الأكثر في قرى النيابة الرمان وزهور الورد.
وخلال تجوالنا بين تلك الحقول الغناء توقفنا عند شجرة المشمش حيث يبدأ موسم الفاكهة ويوجد منه أصناف عديدة تتميز بمذاق رائع ونكهة خاصة حيث يتزامن تزهير المشمش مع تزهير اللوز وبعض أصناف الخوخ وشجرة المشمس متواجدة بكثرة في مزارع القرى والحدائق المنزلية للمواطنين كما تجد هناك تعددا لأصناف مختلفة لشجرة المشمش استحدث زراعتها المواطنون وكانت تجربة ناجحة لزراعتها في طقس معتدل صيفا وبارد شتاء.
وتعتبر فاكهة المشمش مثمرة ذات حجم متوسط يتراوح طولها بين 2 و3 مترا وتصل الأشجار المعمرة منها مايزيد عن ثمانية أمتار أوراقها ذات شكل قلبي مع أطراف مدببة طول الأوراق يصل لـ10 سم وعرضها بين الـ3 و44 سم تسقط أوراقها في الخريف وتزهر في الربيع وفي الصيف تنضج ثمار المشمش أزهارها ذات لون أبيض مائل إلى الوردي وتبدو ثمارها شبيهة بثمار الخوخ والنكتارين حيث لون المشمش يكون أصفرا أو برتقاليا عليه مسحة حمراء ولثمرة المشمش نواة واحدة وتختلف كمية طرحها وإنتاجها من شجرة لأخرى وتأتي في المرحلة الثانية من موسم حصاد الفاكهة شجرة الخوخ فقد تبدأ مبكرا في شهر فبراير وتنضج ثمارها في شهري يونيو ويوليو.
أما الرمان وهي الشجرة الأكثر انتشارا في قرى الجبل حيث يبدأ نمو زهورها في منتصف شهر أبريل ثم يبدأ حصاد ثمارها في الفترة من 20 أغسطس وحتى نهاية شهر أكتوبر وتشكل شجرة الرمان مناسبة اجتماعية ومردودا اقتصاديا لدى كثير من المزارعين في النيابة.
ومن أهم الأشجار التي يشتهر بها الجبل الأخضر شجرة الجوز وتكثر زراعتها في قرى وادي بني حبيب والمناخر والسوجرة والعيينة حيث يبدأ تزهيرها في منتصف شهر مارس وتنضج ثمارها مع نهاية شهر أغسطس ويصل إنتاج الشجرة الواحدة في بعض الأحيان إلى أكثر من ثلاثة آلاف حبة جوز.
كذلك هي شجرة اللوز التي تنمو أزهارها في بداية شهر مارس ويبدأ نضج ثمارها في نهاية شهر أغسطس وتتشابه أزهارها مع أزهار المشمش والكمثرى.
ومن الأشجار التي نجحت زراعتها بالجبل الأخضر شجرة الكمثرى بأصنافها حيث لقيت اهتماما ملحوظا سواء من قبل المزارعين أو تنتشر في معظم قرى النيابة ويبدأ نمو أزهار شجرة الكمثرى في الثلث الأخير من مارس وتنضج معظم أصنافها في شهر أغسطس .
ومن الأشجار التي أدخلت إلى نيابة الجبل الأخضر حديثا كذلك شجرة البرقوق بأنواعها المختلفة والتي تزيد على (10) أنواع وأغلبها يتميز بمذاقه الخاص حيث تبدأ بالتزهير في الفترة من منتصف مارس وحتى بداية أبريل أما فترة نضج ثمارها من بداية مايو إلى أغسطس حسب كل نوع.
أما شجرة البوت البري بنيابة الجبل الأخضر يبدأ موسم جنيه في شهر أبريل من كل عام وتستمر فترة جنيه لمدة شهرين وتنمو هذه الشجرة في مختلف قرى الجبل الأخضر وعلى مساحات واسعة في الهضاب والأودية.
كما تعد شجرة التفاح من الأشجار التي أثبتت نجاحها في الجبل الأخضر بأنواعها المختلفة وتبدأ التزهير في بداية فصل الربيع وتنضج ثمارها في أغسطس.
أما شجرة التين الشوكي فهي دائمة التزهير وتستمر في الإنتاج وجني ثمارها طيلة العام.
وتشتهر نيابة الجبل الأخضر منذ القدم بزراعة شجرة الزعفران لكن قلة المساحات الزراعية وشح المياه حدا بالمزارعين التوقف عن زراعتها لفترة طويلة وندر وجودها غير إنه حديثا تم إعادة زراعتها في مزرعتي رياض الجبل والمزرعة التابعة لوزارة الزراعة والثروة السمكية.
وقد عرف أهالي الجبل الأخضر صناعة ماء الورد منذ القدم والذي يعتبر من المحاصيل الهامة في مدى مساهمته لدخل الاهالي اذ يلي الرمان والجوز وغيرها من المنتجات الزراعية بالنيابة ولقد ارتبطت أزهار الورد بالصناعة والتي تعرف بصناعة تقطير ماء الورد التي يمارسها اهالي الجبل الأخضر حيث مرت هذه الصناعة بعدة مراحل وتجارب إلى أن استقرت على الطريقة الحالية وهي الطريقة التقليدية المعتمدة على الحرق باستخدام (الديهجان) ومع بداية شهر ابريل تبدأ البراعم الزهرية بالتفتح والتي يقوم المزارعون بجمعها طوال فترة الموسم والتي تستمر حتى منتصف شهر مايو حيث يتم قطف الازهار في الصباح الباكر أو المساء فور تفتحها وتوضع في قطعة ثوب أو وعاء مصنوع من البلاستيك أو السعف (القفير) وتحمل إلى المصنع حيث يكون عادة لدى المزارع مبنى من الطين والحجارة والذي يعرف محليًّا بالديهجان تتفاوت مساحته وفق عدد الخزانات الطينية التي تدعى (البرمة) حيث يضع الورد بداخلها وفي الأسفل تشعل النار وفي الأعلى توضع أواني التقطير يوضع فوق ازهار الورد وعاء نحاسي لاستقبال الماء المتبخر من الوعاء يجمع الناتج من ماء الورد ويترك لمدة اربعين يوما حتى تترسب الشوائب ثم يتم تسويقها بعد التنقية بالأسواق المحلية وكذلك يتم تسويقه في الدول المجاورة ويستخدم ماء الورد كمسكن للصداع وخافض لدرجة الحرارة ويساعد على التخلص من المغص.
جدير ذكره أنه يوجد أكثر من 4200 شجرة ورد موزعة على مساحة 6 أفدنة تقريبا بالجبل الأخضر وتقدر كمية الإنتاج 3675 لترا للفدان ويصل سعر الزجاجة التي سعتها 750 مللترا إلى ( 8) ريالات عمانية في الأسواق المحلية وحاليا يوجد بالنيابة مركزا لتقطير النباتات العطرية والذي يتبع الهيئة العامة لصناعات الحرفية حيث يقوم هذا المركز بشراء النباتات العطرية ومحاصيل الورد لتقطيرها بالطريقة الحديثة.
وبعد النجاح الكبير الذي حققه مشروع استزراع شجرة الزيتون بالجبل الأخضر والذي دشنته وزارة الزراعة منذ عام 2010 واستفاد منه الكثير من المزارعين بالنيابة يتوقع ان يشهد هذا العام وفرة كبيرة في الانتاج نتيجة لاتساع الرقعة الزراعية لمحصول زيت الزيتون والاهتمام والدعم الجيد الذي تجده شجرة زيت الزيتون حيث المزارعون منذ الصباح الباكر بتسليم حصاد أشجار الزيتون فقد قامت وزارة الزراعة والثروة السمكية بتوفير جهاز خاص بعملية استخلاص الزيت وتنقيته من الشوائب كما قامت الدائرة بتوفير قنينات خاصة بتخزين الزيت عليها مجانا كدعم للمزارعين بالنيابة لاستزراع أكثر عدد من تلك الاشجار وتم استيراد أشجار زيتون من دول عربية بغرض إنتاج الزيت والمخلل، وهي أصناف تتحمل الجفاف، وتتناسب مع أجواء الجبل الأخضر، فمن سوريا تم استيراد ثلاثة أصناف وهي “الصوراني” و”الجلط” و”الدان”، كما تم استيراد صنف “الكاروتينا” من إيطاليا، بجانب أصناف أخرى قام المواطنون بشرائها من المشاتل ولحفظ الزيت في عبوات أنيقة، تم استجلاب عشرة آلاف عبوة خاصة لهذا المنتج.
وتعتبر شجرة الزيتون مصدر غذاء طيبا ومقاومة لأمراض النباتات، وعصير أوراق الزيتون أو خلاصتها أو مسحوقها يعتبران مضادا للفيروسات كما أنه مقوي لجهاز المناعة الذي يحمي الجسم من الأمراض والعدوى وتقلل من أعراض فيروسات البرد والجدري والهربس.
وعرفت شجرة الزيتون في الجبل الأخضر منذ عام 1963م من خلال وجود ثلاث شجرات في سيق ولكن في عام 2008م بدأ التحضير لتطوير المشروع، حيث قامت وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة بدائرة التنمية الزراعية بالجبل الأخضر توزيع الشتلات على المواطنين والتي وصل عددها حوالي خمسة آلاف شتلة بعد أن وجدت رغبة واهتمام المزارعين بتكاثر هذه الشجرة نظرا لمرودها الاجتماعي والاقتصادي .
من أشجار الحمضيات التي ايضا تجود بها أراضي الجبل الأخضر الليمون والسفرجل والبرتقال وقد اشتهر خاصة بزراعة الليمون وهي من الأشجار الرئيسية في الجبل ويتميز باستمرار إنتاجه طيلة العام أما البرتقال والسفرجل فيبدأ التزهير مع بداية الربيع ويكتمل نضج ثمار أشجارها في أغسطس.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى