القدس المحتلة ـ الوطن:
شيع آلاف الفلسطينيين امس شمال وجنوب قطاع غزة جثامين 3 شهداء جمعة “المقاومة خيارنا” ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى الذين ارتقوا أمس الاول برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي شرق قطاع غزة. وشاركت الجماهير في تشييع كل من الشهيد الطفل شادي عبد العال (14 عامًا) الذي استشهد إثر إصابته بعيارٍ ناري في الرأس شرق بلدة جباليا، والشهيد هاني رمزي عفانة (21 عامًا) الذي استشهد برصاص الاحتلال شرق خان يونس، والشهيد محمد شقورة (21 عامًا) الذي استشهد أيضًا إثر إصابته بطلق ناري في الصدر شرق البريج وسط قطاع غزة. وحملت الجماهير جثمان الشهداء للصلاة عليهم وموارتهم الثرى في مقابر الشهداء كل في محافظته. وبارتقاء الشهداء الثلاثة يرتفع عدد شهداء مسيرة العودة منذ انطلاقها في 30 مارس الماضي إلى 177 شهيدًا بينهم نحو 27 طفلًا وإصابة نحو 20 الفًا آخرين.
وشهدت الجمعة الـ25 من فعاليات مسيرة العودة الكبرى زخمًا شعبيًا وأحداثًا وصفت بالأكثر ضراوة منذ انطلاقها في 30 مارس المنصرم. وبحسب ما أفاد مراسل “الوطن” فإن هذه الجمعة والتي أطلق عليها اسم “المقاومة خيارنا” تميزت بمشاركة شعبية واسعة وجرأة على مواجهة جنود الاحتلال الإسرائيلي وجيباتهم العسكرية بعد اجتياز السلك الفاصل وإجبارهم على الهروب من أمامهم. وأشار إلى أن الشبان أشعلوا عددًا كبيرًا من الإطارات المطاطية في محاولة للتغطية على قناصة الاحتلال ومنعهم من استهداف المتظاهرين سلميًّا على حدود قطاع غزة الشرقية. وعمل الشبان على توسيع نقاط الاحتكاك لتمتد على طول السياج الأمني في محاولة لتشتيت جنود الاحتلال والتمكن من الوصول للسياج الأمني. واقترب آلاف الجماهير من السياج الأمني على الرغم من قمع الاحتلال لهم بالرصاص الحي والقنابل الغازية ما يعني كسر حاجز الخوف وفشل الاحتلال في ردعهم وإخافتهم. وتبع ذلك عبور مئات الشبان للسياج الشائك بعد قصه وإزالة أجزاء كبيرة منه وتخطي الجدار الالكتروني الذي يضعه الاحتلال لمنعهم من الاقتراب من هذه المنطقة. كما أظهرت مقاطع فيديو متداولة شجاعة منقطعة النظير لشبان في مواجهة الاحتلال عن قرب، ومحاولاتهم المتعددة قص السياج الأمني والدخول للأراضي المحتلة على وقع عبارات التحدي للجنود الإسرائيليين. وجاء في أحد المقاطع المتداولة هروب جنود إسرائيليين أمام الشبان اجتازوا السياج، وسط تكبيرات وفرحة عارمة منهم بدخول أراضيهم المحتلة.
وعمد الشبان في المواجهات التي وصفت بـ “الأشرس” منذ بداية مسيرة العودة الكبرى في 30 مارس الماضي، على تشتيت قناصة الاحتلال من خلال التوزع في أكثر من منطقة ومباغتة الاحتلال في أماكن بعيدة عن تجمع المتظاهرين. كما نجح عشرات الشبان في إحراق مساحات واسعة من أحراش الاحتلال المحاذية لمواقع عسكرية إسرائيلية شرق ووسط القطاع بفعل بالونات وطائرات ورقية. واستهدفت طائرات ومدفعية الاحتلال نقطتي رصد للمقاومة وأراضٍ زراعية شرق قطاع غزة. وأكدت مصادر فلسطينية أن مدفعية الاحتلال أطلقت ثلاث قذائف صوب أرض زراعية في منطقة خزاعة شرق خان يونس جنوبًا، وقذيفة صوب نقطة رصد للمقاومة شرق حي الزيتون جنوب غزة، وأخرى قرب تجمع للمواطنين شرق غزة.
من جهةٍ أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة أحد ضباطه بجراح طفيفة، قال إنها جراء تعرضه لشظايا عبوة أنبوبية ألقيت على قوة عسكرية على الحدود مع غزة. وزعم موقع “واللا” العبري أن هذا الجمعة شهدت إلقاء عبوات أنبوبية وقنابل يدوية باتجاه قوات الجيش، فيما رد بقصف موقعين لحماس على الحدود. وأسفر اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المشاركين السلميين في التظاهرة عن استشهاد 3 مواطنين أحدهم طفل وإصابة 248 بالرصاص الحي وقنابل الغاز التي تطلقها صوب المتظاهرين السلميين. وكانت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار دعت الجماهير الفلسطينية للمشاركة في فعاليات جمعة “المقاومة خيارنا” شرق قطاع غزة، تأكيدًا على “أحقية المقاومة بعد فشل اتفاق أوسلو المشؤوم في ذكراه الـ 25، وذكرى الاندحار الإسرائيلي عن غزة، ورفضًا للموقف الأميركي المنحاز للاحتلال”. وانطلقت مسيرة العودة الكبرى في30 مارس الماضي، وأسفر قمع الاحتلال الإسرائيلي للمتظاهرين عن استشهاد 177 مواطنا فلسطينيا بينهم نحو 27 طفلًا وإصابة نحو 20 الفًا آخرين.
المصدر: اخبار جريدة الوطن