الأربعاء ، 25 ديسمبر 2024
احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / ناهد عبدالكريم : ما كُشِف عنه مرحلة أولى وتاريخ عمان من خلال الوثائق الأجنبية يجب تكثيفه وإتاحة هذه الوثائق للباحثين

ناهد عبدالكريم : ما كُشِف عنه مرحلة أولى وتاريخ عمان من خلال الوثائق الأجنبية يجب تكثيفه وإتاحة هذه الوثائق للباحثين

تستعد لكتابها الجديد الذي سيقدم أوضاع عمان في أوائل القرن العشرين كما أوردتها التقارير الإيطالية

أهمية هذه الوثائق الإيطالية تأتي من كونها تكشف للمرة الأولى و هي إضافة جديدة لمصادر التاريخ العماني

حوار ـ فيصل بن سعيد العلوي :
نبشت الدكتورة ناهد عبدالكريم الأستاذ المشارك بقسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس (في محاضرة ضمن فعاليات النادي الثقافي) مؤخرا الوثائق الدبلوماسية الإيطالية المتعلقة بعمان ؛ حيث يعد هذا النبش الأول من نوعه الذي تطرق إلى عُمان في تلك الوثائق التي لم يسبق نشرها أو التعامل معها ، وقد ألقت الباحثة الضوء على تلك الوثائق في الأرشيف الخاص بوزارة الخارجية الإيطالية في روما حيث ركزت “الوثائق” على المرحلة التي اشتد فيها التنافس البريطاني الفرنسي في عمان وخاصة في أعقاب توقيع بريطانيا اتفاقية عام 1891 مع السلطان فيصل بن تركي حاكم عمان، وكان من نتائج هذا التنافس نشاط تجارة السلاح في عمان خاصة بعد صدور قرارات مؤتمر بروكسل عام 1890 والتي حظرت مناطق محددة من تجارة السلاح فيها وأبرزها شرق افريقيا لكن عمان لم تكن من تلك المناطق.
والدكتورة ناهد عبدالكريم حاصلة على الدكتوراة في التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة دمشق عام 1994 وهي عضوة في جمعيات مهنية عدة منها جمعية اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة، والجمعية التاريخية العمانية، وجمعية الصداقة السورية البريطانية ، ولها العديد من الأبحاث والمقالات المنشورة في المجلات العلمية المحكمة منها وثائق الدبلوماسية الايطالية المتعلقة بعمان والخليج العربي وشرق أفريقيا (دراسة وتلخيص لنماذج من الوثائق)، سليمان باشا الباروني في الخليج ومحاولاته العودة إلى ليبيا سنة 1932، دراسة في الوثائق الدبلوماسية الإيطالية.
في حوارها مع “الوطن” تقدم الدكتورة ناهد عبدالكريم رؤيتها حول أهمية الوثائق واهمية هذه الدراسات التي تفضي إلى الافتراضات والحقائق الهامة المؤثرة ودور عُمان في التاريخ عبر الوثائق الإيطالية التي لم يتعرض لها الباحثون في دراساتهم وبحوثهم ..

* بداية نتحدث عن أهمية الوثائق التي تحدثت عن عُمان في الوثائق الإيطالية التي قلما نسمع او نقرأ عنها ؟
** في الحقيقة ان أهمية هذه الوثائق الايطالية تأتي من كونها تكشف للمرة الأولى بحيث تصبح إضافة جديدة لمصادر التاريخ العماني يمكن أن تجعل معلوماتنا أوضح ويعتبر الكشف عنها في إطار تجميع الوثائق المتعلقة بعمان من مختلف الدول التي كانت لها علاقة معها بشكل أو بآخر.

* وماذا عن تحديد الفترة الزمنية التي غطتها أو شملتها هذه الوثائق؟
** الوثائق التي اطلعت عليها تكشف عن فترات مختلفة من تاريخ عمان، ولا زال لدينا المزيد من الوثائق الإيطالية التي لم يكشف عنها وفي أماكن مختلفة من إيطاليا بالإضافة إلى كم كبير من الوثائق المتعلقة بزنجبار التي لا زالت بحاجة لتصويرها واحضارها لعمان للبحث والتحقيق فيها لما لها من أهمية خاصة كونها إضافة على المصادر المعتادة لتاريخ عمان.

* .. و في رأيك ما أهم ما تميّز به الأرشيف الايطالي أو الوثائق الايطالية عن غيرها من الوثائق .. البريطانية والفرنسية مثلا؟
** ما يميزها أنها لم تبحث من قبل وهي تمثل وجهة نظر جديدة غير البريطانية والفرنسية التي تم التعامل معها إضافة إلى كونها تشكل إضافة جديدة حقيقية في مصادر هذه المنطقة .

* نتحدث عن محتويات هذه الوثائق؟ وعلى ماذا ركزت تحديدا؟
** على الرغم أنني لم أطلع على كل الوثائق الا ان هناك موضوعات متنوعة تتناولها الوثائق وتتراوح بين السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما تناولت موضوعات هامة مثل تجارة السلاح وحركة الملاحة والتنافس الاستعماري في المنطقة وغيرها .

* وهل ثمة ما يشير في هذه الوثائق إلى بداية العلاقات العمانية الايطالية؟
** كلا فكما ذكرت أن لدينا وثائق تنتمي لفترات مختلفة.

* أين تركزت تلك الوثائق ـ مثلا ـ في أرشيف معين يرتبط بمدينة واحدة في ايطاليا؟ أم توزع على عدة ارشيفات؟
** حاليا توجد في الأرشيف الدبلوماسي في روما ولكن أغلب الظن أن هناك المزيد في أرشيفات مختلفة مثل أرشيف البندقية وفلورنسا وغيرها.

* حسب اطلاعك على الأرشيف الخاص بوزارة الخارجية الإيطالية في روما او الأرشيفات التي تتبعتها دراستك هل الوثائق متاحة كليا أمام الباحثين للاطلاع عليها ام ان هناك مجموعات من الوثائق تندرج تحت بند السرية ؟
** هناك وثائق متنوعة ومنها السرية التي باتت متاحة بحكم التقادم ولكل أرشيف طريقة للوصول إليه.

* من خلال الاطلاع على هذه الوثائق، كيف كانت نظرة الايطاليين لعمان تحديدا ؟
** من الواضح لدي أن إيطاليا كانت حريصة على متابعة ما يجري في عمان وخاصة ما تعلق بالنقل البحري في عمان وفي علاقات الدول الأخرى معها، وكانت حريصة على التعرف على الأوضاع العمانية وخاصة في أواخر القرن التاسع عشر حيث لم تكن إيطاليا بعيدة عن أبرز القضايا المتصارع عليها في منطقة المحيط الهندي والخليج العربي وشرق إفريقيا لذلك كان اهتمامها بما يحدث في عمان جزءا من اهتمامها بهذه المنطقة لكنه لم يكن بالإمكان تحويله إلى علاقات سياسية وإنشاء بعثة دبلوماسية فيها بسبب الحظر البريطاني. ولذلك اقتصرت معلومات إيطاليا عن عمان في تلك المرحلة على ما كانت تحصل عليه من عميل سري فيها أو عن طريق قنصلها في عدن.

* .. و كيف يمكن لنا أن نستشف وضع عمان السياسي وكذلك الاقتصادي وأيضا العسكري من خلال هذه الوثائق؟
** بالنسبة لما يمكن استقراؤه من تلك الوثائق حول الأوضاع السياسية فمما تشير إليه أن عمان كانت مسقلة بموجب القانون الدولي وأن بريطانيا فشلت في تحويلها إلى محمية. أما الوضع الاقتصادي فإذا استثنينا هيمنة الهنود على كثير من الجوانب فإننا نلحظ نشاطا عمانيا أكان على صعيد الحرف اليدوية أو بعض أوجه التجارة والزراعة، وكذلك نشاط حركة النقل البحري وغيرها، وبالنسبة للجانب العسكري فإن ما أوردته بعض الوثائق يؤكد أن تنظيما مهما كان قائما للقوة العسكرية العمانية وخاصة حوالي عام 1910، حيث يرد وصف لأعداد الجنود وأسلحتهم وتوزعهم جغرافيا . .. هذا مما اطلعت عليه من بعض الوثائق ولا زال هناك المزيد.

* ومع استقراء ذلك الاهتمام .. لماذا نلاحظ بأن علاقة عمان بايطاليا لم تكن بنفس مستوى وحجم علاقتها بكلا من بريطانيا وفرنسا؟
** ببساطة لأن إيطاليا لم تكن موحدة حتى عام 1870، في حين أن بريطانيا وفرنسا سبقتاها في الخروج إلى عالم الاستعمار.

* يلاحظ بأن هذه الوثائق ركزت على الدولة العمانية في شرق أفريقيا أكثر منه في الجانب الآسيوي، ما أسباب ذلك؟ وهل كان للنشاط الاستعماري الايطالي وتركزه في أفريقيا بالقرب من الحكم العماني عاملا في ذلك؟
** بالتأكيد لأن إيطاليا تركز اهتمامها على القارة الافريقية وعلى شرقها على وجه التحديد فأقامت مستعمرة ارتيريا عام 1890 ثم راحت تتوسع وهذا جعلها على تماس مع مناطق النفوذ العماني في زنجبار والصومال وغيرها.

* من خلال استعراضك لهذه الوثائق، أظهرت وجود شخصيات كان لها دور مؤثر في العلاقات بين الدولتين، فما أبرز هذه الشخصيات؟
** من الواضح مما عملت عليه أن بريطانيا حالت دون تمثيل دبلوماسي لإيطاليا في عمان في نهاية القرن التاسع عشر وهذا ما دفعها للحصول على المعلومات بطرق غير مباشرة و بشكل سري، وتاريخيا هناك شخصيات متعددة إيطالية كان لها دور في عمان.

* نلاحظ وجود الكثير من الدراسات المبنية على الوثائق خاصة البريطانية منها والفرنسية والآن الايطالية، في رأيك ماهي الأرشيفات الأخرى التي بحاجة للبحث فيها عما يتعلق بعمان تحديدا؟
** عمان دولة لها موقعها الهام وكذلك تاريخها وقد عرفت علاقات نشطة مع العديد من دول العالم لذلك أظن أنه يجب استمرار البحث في أرشيفات الدول المختلفة وجمع الوثائق العمانية وأعلم أن هيئة الوثائق والمحفوظات العمانية لم تقصر في هذا الأمر ولا زالت تقوم بتجميع مثل هذه الوثائق.

* في رأيك ماهي الجوانب أو الأمور التي يفترض أن تكون مهمة ولكن لم تغطها هذه الوثائق؟
** مجددا لا أستطيع الحديث بهذا الشأن حتى نعرف ماذا يوجد في باقي الوثائق التي لم نطلع عليها.

* كيف يمكن للباحثين في التاريخ العماني أو في العلاقات الدولية الاستفادة من هذه الوثائق؟
** بالتأكيد لابد من العمل على هذه الوثائق وجلبها لعمان وإتاحتها للباحثين

* هل لديك كباحثة نية لتقديم كل هذا البحث ومتعلقاته وتفاصيله في كتاب ، وأهم ما سيتضمنه ؟
** أعمل حاليا على نشر كتاب يعتمد بشكل كلي على وثائق إيطالية عن عمان وأتوقع أن يقدم أوضاع عمان في أوائل القرن العشرين كما أوردتها التقارير الإيطالية.

* ما هي الكلمة الأخيرة التي توجهها الدكتورة ناهد عبدالكريم كباحثة في هذا الشأن للمعنيين في عالم البحث ؟
** لابد من القول إن البحث في تاريخ عمان وخاصة من خلال الوثائق الأجنبية يجب أن يتم تكثيفه وأن تترك هذه الوثائق بيد الباحثين لتتم الاستفادة منها ، و متابعة هذا الكشف عن تلك الوثائق ضرورة لأن ما تم الكشف عنه هو مجرد مرحلة أولى من العمل.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى