احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / المؤتمر العام الـ27 للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب ينتخب سعيد الصقلاوي نائبا للأمين العام

المؤتمر العام الـ27 للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب ينتخب سعيد الصقلاوي نائبا للأمين العام

فيما قدمت السلطنة ورقة عمل حول الثقافة وبناء الهوية

أبوظبي ـ الوطن:
ضمن فعاليات المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب المقام في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أقر المؤتمر النظام الجديد للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب، كما تم انتخاب حبيب الصايغ أمينا عاما بالاجماع للاتحاد، وانتخب رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، الشاعر والمهندس سعيد بن محمد الصقلاوي نائبا للأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب إلى جانب الجزائري يوسف أبو شقرا والسوري نضال الصالح، وذلك بحضور 17 وفداً يمثلون 17 اتحاداً وجمعية ورابطة وأسرة ومجلس كُتّاب عرب.
وفي هذا الإطار قال المهندس سعيد بن محمد الصقلاوي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء: مناسبة طيبة والسلطنة تحتل هذا المكان في المرحلة الأولى في الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب والذي من شأنه يعزز حضورها في الحراك الثقافي العربي، وضمن مكان قيادي في هذا الجانب، وآملين في المستقبل القريب أن يكون لعمان مشاركة أوسع وأن تكون فاعلة بشكل أكبر وهذا ما نعمل عليه في الوقت الراهن، من خلال الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، ليكون الحضور العماني مؤثرا وملموسا بشكل كبير فيما يخدم الساحة الثقافية العربية ويكون هناك دور تنويري إداركا من الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بأهمية الحضارة الإنسانية وتقدم الشعوب.
وتختتم فعاليات المؤتمر العام السابع والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب بأبوظبي اليوم بعدد من الفعاليات والبرامج حيث أقيمت أمس ندوة حول الثقافة بعنوان “الثقافة وبناء الهوية بين الأنا والآخر “ شارك فيها من السلطنة الباحث محمد بن رضا اللواتي بورقة تحمل عنوان “العناصر الثقافية العُليا وصلتها بالهوية: البحث الانثروبولوجي والموقف الديني”، أن هذا العصر يشهد صراعا مريرا بين مفهوم “الهوية” وضرورة المحافظة عليه، ووضع الحدود الفاصلة لها عن غيرها من الهويات، وبين “العولمة الثقافية” التي تريد دمج كل الهويات خارج إطارها المحدد لتبدو بلا ملامح ثابتة، أو لنقل، لتبدو ملامحها شمولية تتسع لكل الثقافات وتسري في كل الهويات دون أن تمنعها عن ذلك حدودها الخاصة. هذا الصراع يستدعي التحقيق في صلة الهوية بالثقافة، وذهب في ورقته لأجل أن يبرهن على أن الهوية لا تتأسس إلا على ثقافة، وأن التنوع المعرفي، والصيرورة الفكرية المستمرة لا يضر بثبات الهوية، ذلك لأن ثمة عناصر لا تخلو منها ثقافة، تدب في المعارف بأنواعها دبيبا مذهلا، تعمل على تأصيل الهوية ثقافيا وفقها، وعليه فالسيلان في وديان الثقافة على تنوعها وتعددها لن يُخرج الهوية من ثوابتها. وذهب اللواتي ليعرف الهوية بأنها “جملة المعالم المميزة للشيء التي تجعله هو هو، بحيث لا تخطئ في تمييزه عن غيره من الأشياء، ولكل إنسان شخصيته المميزة له، فله نسقه القيمي ومعتقداته وعاداته السلوكية وميوله واتجاهاته وثقافته، وهكذا الشأن بالنسبة للأمم والشعوب. وأشار في بيان ورقته إلى أن الهوية تلك المعالم المحددة من العناصر الثقافية التي تحدد الشخصية، فردية كانت أم اجتماعية، بها، وأقواها الثقافة الدينية واللغوية والارث التاريخي، في حين أن الثقافة هي حزمة من المعارف المتنوعة والمختلفة التي يتعاطها المرء في مسيرة حياته، وتظهر في هويته. فلا هوية بلا ثقافة ولا ثقافة إلا في هوية، كما ان العلاقة بين الثقافة وبين الهوية علاقة أصيلة، إذ بالثقافة حياة الهوية وهي تدخل في صناعة قوامها بالاتحاد بها، وكلما تتثقف الهوية كلما يكون توسعها وتكاملها. فالتثقف الخيار الأوحد للهوية للبقاء عبر الصيرورة المعرفية المستمرة ، وبما أن الثقافة بروز في هوية، فالتثقف ظهور في الآخر عبر إدراكه والالتحام به.
وأشار اللواتي إلى أن للثقافات بأسرها بُعدا تتشابه فيه على تنوعها واختلافها، وذلك البُعد هو البُعد الديني كما يؤكده البحث الانثروبولوجي الثقافي، موضحا أن الدين يعمل على ربط الهوية بالآخر تحقيقا لمقاصد الخلقة وإبقاء لنظام العالم، ولا يمكن فرض وجود موانع في موقفه نحو الاتساع الثقافي والازدياد المعرفي،على أن الاتساع المعرفي ليس إضمحلال للهوية وزوال لحدودها وشخصيتها التي تتأثر بمجموعة من العناصر الثقافية والتي أقواها العناصر الدينية، وإنما فيه سيرورة وجودية علمية تكمالية لها.
وخرجت ورقة اللواتي بعدد من التوصيات تمثلت في إن بُعد الدين، واللغة، والتاريخ هي العناصر الأشد التي تصنع الهويات وتحدد ملامحها، وبتعمق الأجيال فيها، لا خوف على تشتت هويتهم الثقافية من جراء تلقي المزيد من المعارف. إن المواد الدراسية ينبغي أن تمنح لهذه العناصر مساحة كافية لصناعة الهوية على أساسها، باللغة التي يستأنس بها جيل العصر وبالأسلوب الذي يحب، كما دعا اللواتي إلى التنوع الثقافي والازدياد المعرفي كما وتنوعا ضرورة تطلبها الهوية بما هي هوية يتأسس قوامها بالمعرفة، فلا ينبغي بحال وضع حدود على الصيرورة المعرفية للجيل وانخراطه في تنوع ثقافي متعدد.
الجدير بالذكر أن الشاعر طلال الصلتي سيشارك اليوم إلى جانب الشاعر سعيد الصقلاوي وعدد من الشعراء العرب في الأمسية الشعرية المقامة ضمن الملتقي.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى