هيثم بن طارق في كلمته بمناسبة افتتاح أعمال المؤتمر الوطني للرؤية المستقبلية (عمان 2040):
المؤتمر المفصل الرئيس في مشروع إعداد الرؤية والمتمم لمسيرة جهود حثيثة استمرت على مدى الأعوام الماضية لإعداد الرؤية وفق ما أراد لها جلالة السلطان
ـ أولويات الرؤية تتسق مع التوجه الاستراتيجي نحو مجتمع معتز بهويته وثقافته وملتزم بمواطنته لتكون انعكاساً حقيقياً لتطلعات ورؤى أبناء عمان
رئيس اللجنة الفنية للرؤية المستقبلية(عمان 2040)
ـ أكثر من 22 ألفا إجمالي عدد المشاركين بشكل مباشر في إعداد الرؤية 500 ألف منهم في المختبرات الافتراضية و3400 مشارك في استطلاعات الرأي
ـ الرؤية اعتمدت على 64 مؤشرا ما بين كمية ونوعية قابلة للقياس مع مستهدفات واضحة لكل من عام 2030 وعام 2040
ـ المؤتمر يستعرض في 9 جلسات حوارية أدوار القطاعين العام والخاص والمجتمع في تحقيق الرؤية
كتب ـ سامح أمين:
بدأت أمس أعمال المؤتمر الوطني للرؤية المستقبلية (عمان 2040) والذي يأتي مكملا لمسار إعداد وثيقة الرؤية المستقبلية للسلطنة والتي يتم إعدادها بناء على الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مع ضمان المشاركة المجتمعية الواسعة لكافة فئات المجتمع.
ويستعرض المؤتمر الوطني الملامح الرئيسية للرؤية على مدار يومين بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض أدوار القطاعين العام والخاص والمجتمع في تحقيق الرؤية، وذلك من خلال 9 جلسات حوارية بمشاركة أكثر من 50 متحدثا من داخل السلطنة وخارجها.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز المشاركة المجتمعية في إعداد وبلورة الرؤية المستقبلية عمان 2040 واستعراض أفضل الممارسات الدولية في تحقيق الرؤى، ويعتبر المؤتمر منصة وطنية لمناقشة توظيف الآليات والممكنات المناسبة لتحقيق الرؤى وفرصة لتبادل الأفكار، ومناقشة أفضل الممارسات في جوانب التنمية المستدامة، كما يعمل المؤتمر كمنصة لتسليط الضوء على الجهود المبذولة في إعداد الرؤية المستقبلية عمان 2040.
في بداية حفل افتتاح المؤتمر ألقى صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة رئيس اللجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية (عمان 2040) الكلمة الافتتاحية وقال فيها: إن هذا المؤتمر يعد المفصل الرئيس في مشروع إعداد الرؤية والمتمم لمسيرة جهود حثيثة استمرت على مدى الأعوام الماضية، وبمشاركة وتوافق مجتمعي شامل لإعداد الرؤية وفق ما أراد لها قائد البلاد المفدى ـ حفظه الله ورعاه ـ أن تكون.
مشاركة مجتمعية
وأضاف: لقد حرصنا على أن يكون المجتمع بمختلف شرائحه، وفي كافة محافظات السلطنة، حاضراً ومساهما في إعداد مشروع الرؤية، وشريكا أساسيا وأصيلا في صياغة أولوياته وتطلعاته، ومن هذا المنطلق باشرت لجان وفرق العمل المختصة بتحديد محاور وركائز للرؤية كإطار ينظم العمل، وبدأت بتشخيص الوضع الراهن، ثم انتقلت إلى مرحلة استشراف المستقبل وإعداد السيناريوهات المستقبلية، بالاستناد إلى فهم واستيعاب ترابط المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في السلطنة مع محركات التغيير العالمية.
وأوضح أنه وبناء على مخرجات تلك المراحل العملية، تم تحديد التوجهات الاستراتيجية وفق أهداف أولية تضمنت التعليم، والبحث العلمي، وتمكين القدرات الوطنية، وتحقيق رفاه مستدام عماده الرعاية الصحية الرائدة، وإدارة اقتصادية تدعم التنويع الاقتصادي، وتطور بيئة سوق العمل والتشغيل، وتتيح للقطاع الخاص أخذ زمام المبادرة لقيادة اقتصاد وطني تنافسي مندمج مع الاقتصاد العالمي، والمحافظة على استدامة البيئة، وتنمية جغرافية شاملة قائمة على مبدأ اللامركزية، والشراكة وتكامل الأدوار بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع.
وأشار سموه إلى أنه لا ريب أن جميع هذه الأولويات تتسق مع التوجه الاستراتيجي نحو مجتمع معتز بهويته وثقافته، وملتزم بمواطنته، لتكون وثيقة الرؤية بمشيئة الله تعالى انعكاساً حقيقياً لتطلعات ورؤى أبناء عمان، نحو آفاق المستقبل الذي ننشد إليه.
واختتم كلمته قائلا: إن ملامح الرؤية الأولية التي يطرحها المؤتمر الوطني للرؤية المستقبلية 2040 هي رؤيتكم ونتاج تطلعاتكم الجادة، وإننا نطمح وبمشاركتكم جميعاً إلى تحقيق فهم أعمق لتكامل الأدوار بين مختلف مكونات المجتمع العماني، من حكومة وقطاع خاص ومجتمع مدني وأفراد، مواطنين ومقيمين، متطلعين لمشاركة الحضور والمتابعين عبر وسائل الإعلام المختلفة بتزويدنا عبر قنوات التواصل المتاحة بما لديهم من مرئيات وتطلعات تخدم توجهات وأهداف الرؤية المنشودة، والتي ستكون محط اهتمام الخبراء ولجان العمل المختصة بإعداد الرؤية في صياغتها النهائية.
عرض مرئي
بعد ذلك قدم سعادة طلال بن سليمان الرحبي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط رئيس اللجنة الفنية للرؤية المستقبلية (عمان 2040) عرضا حول الملامح الرئيسية الأولية لرؤية عمان 2040 أوضح من خلاله أهم الملامح الأولية لرؤية عمان 2040 حيث أشار إلى المنطلقات الأساسية لإعداد الرؤية والمتمثلة في الأولويات الوطنية للسلطنة، وتقرير الموجهات الرئيسية، والبرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي (تنفيذ) ومخرجات لجان وفرق عمل الرؤية 2040 والدراسات والتقارير المتوفرة ودروس ومنجزات رؤية عمان 2020 وأهداف التنمية المستدامة 2030 من قبل الأمم المتحدة والاستراتيجيات القطاعية والاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية والخطة التنموية التاسعة والتقارير والمؤشرات الدولية والمتعلقة بركائز الرؤية ومخرجات مكتب الرؤية 2040.
محطات رئيسية
واستعرض سعادته من خلال عرضه المحطات الرئيسية لإعداد وثيقة الرؤية الأولية والتي مرت بعدة مراحل بدأت منذ العام 2013 عقب التوجيهات السامية ومن ثم تشكيل اللجنة الرئيسية وفي يناير 2017 اعتماد محاور وركائز الرؤية وفي مارس 2017 تشكيل اللجان وفرق العمل وفي أكتوبر2017 تشخيص الوضع الراهن أما في ديسمبر 2017 تم عمل استشراف المستقبل والسيناريوهات المستقبلية، وفي مارس 2018 تم تحديد التوجهات والأهداف الاستراتيجية وفي يوليو 2018 المبادرات الاتصالية، أما في ديسمبر 2018 تم تحديد المؤشرات والمستهدفات، وفي يناير الحالي إعداد وثيقة الرؤية الأولية وخلال العام الجاري 2019 يتم إعداد الوثيقة النهائية للرؤية.
صياغة الرؤية
وأوضح سعادته من خلال العرض المرئي أن صياغة الرؤية تم من خلال مشاركة مجتمعية واسعة، حيث كانت الفئات المستهدفة القطاع الخاص والمستثمرين والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومؤسسات المجتمع المدني والمحافظات والمجالس البلدية والقطاع الحكومي ومجلس عمان والإعلاميين والمؤسسات الاكاديمية والمرأة والشباب والجاليات، موضحا أن أكثر من 22 ألفا إجمالي عدد المشاركين بشكل مباشر في إعداد الرؤية تم تقسيمهم على 5000 مشارك في المختبرات الافتراضية و3400 مشارك في استطلاعات الرأي و850 مشاركا في الملتقيات وحلقات العمل و250 مشاركا في أعمال اللجان و900 مشارك في المبادرات الاتصالية و3000 مشارك في جولة المحافظات و63000 في التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن المؤتمر الوطني للرؤية المستقبلية عمان 2040 سجل عبر النظام الالكتروني أكثر من 2500 شخص.
ثلاثة محاور
وأشار سعادته إلى أن توجه رؤية عمان 2040 يتمثل فيه جعل السلطنة في مصاف الدول المتقدمة، موضحا أن الرؤية ترتكز على ثلاثة محاور أساسية المحور الأول (مجتمع إنسانه مبدع) للوصول إلى نظام صحي رائد بمعايير عالمية وتعليم شامل ومستدام ومجتمع يعتز بهويته وثقافته وحياة كريمة مستدامة للجميع، والمحور الثاني (اقتصاد بنيته تنافسية) للوصول إلى قيادة اقتصادية ديناميكية واقتصاد متنوع ومستدام وسوق عمل جاذب للكفاءات وتنمية شاملة جغرافيا ونظم ايكولوجية ومتزنة ومرنة وقطاع خاص ممكن يقود اقتصادا تنافسيا، أما المحور الثالث (دولة أجهزتها مسؤولة) للوصول إلى منظومة تشريعية تشاركية وشراكة متوازنة ودور تنظيمي فاعل للحكومة وجهاز حكومي مرن مبتكر وصانع للمستقبل.
وعن أبرز مؤشرات الأداء لرؤية عمان 2040 أوضح سعادته أن الرؤية اعتمدت على 64 مؤشرا ما بين كمية ونوعية قابلة للقياس مع مستهدفات واضحة لكل من عام 2030 وعام 2040، موضحا أنه من المستهدف الوصول إلى أن تكون السلطنة من أفضل 20 دولة في مؤشر الابتكار العالمي ومؤشر التنافسية العالمي ومؤشر الأداء البيني وأن تكون من أفضل 10دول في مؤشر ركيزة المهارات مؤشر التنافسية العالمية والكفاءات الحكومية مؤشرات الحوكمة العالمية، مع مضاعفة النصيب الحالي للفرد من الناتج الإجمالي الحقيقي و6% معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، و93% مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي و10% نسبة مساهمة الاستثمار الأجنبي إلى الناتج المحلي الاجمالي و42% حصة القوى العاملة الوطنية من إجمالي الوظائف المستحدثة في القطاع الخاص، مشيرا إلى أن من أبرز ممكنات تحقيق رؤية عمان 2040 هي جهة معنية بمتابعة تحقيق الرؤية وتشريعات وقوانين وسياسات متوائمة مع الرؤية وجهة معنية بمتابعة تحقيق الرؤية وقدرات وطنية ممكنة ومؤهلة بمهارات المستقبل وأهمية تطوير برامج تحول وطني لتحقيق الرؤية مثل برنامج إدارة التغيير وبرنامج التحول الحكومي وبرنامج تحقيق الاستدامة المالية وبرنامج التحول الالكتروني، إضافة إلى الخطة الخمسية العاشرة باعتبارها الخطة التنفيذية الأولى لانطلاق الرؤية.
تضافر الجهود لتحقيق الرؤية
والقى ريكاردو هوسمان كبير خبراء الاقتصاد لدى البنك الأميركي للتنمية سابقا، وأستاذ ممارسات التنمية الاقتصادية في جامعة هارفارد، ومدير مركز التنمية الدولية والذي يشارك كمتحدث رئيس بالمؤتمر كلمة شدد فيها على أهمية تضافر الجهود لتحقيق الرؤية، موضحا أن وجود رؤية طموحة ومشتركة سيساعد على تحفيز التقدم الذي تطمح له السلطنة، مشيرا الى انه تعقب الارقام المتحققة منذ عصر النهضة المباركة وقد أدهشه ارتفاع مستوى التعليم الى 100 بالمائة ومستوى المعيشة والاقتصاد وغيرها من المؤشرات التي حين ننظر اليها اليوم نشعر بقيمة ما تحقق من انجازات، مبينا ان رؤية عمان 2040 هي أحد الممكنات الاجتماعية القيمة للسلطنة.
ملتقى الشباب
ويصاحب المؤتمر عدد من الأنشطة كالمعرض الذي يسلط الضوء على عدد من المشروعات التنموية التي يجري تنفيذها بما يتوافق مع توجهات الرؤية المستقبلية نحو تعزيز الاستثمار وإيجاد مناخ مُمكّن للقطاع الخاص حيث ينقسم المعرض إلى قسمين يحتوي الجزء الرئيسي منه على 15 مشروعا اقتصاديا وطنيا واعدا في السلطنة، فيما يضم القسم الفرعي منه 25 مبادرة وفكرة شبابية طموحة.
ويقام على هامش المؤتمر مُلتقى للشباب يهدف إلى إشراك الشباب في اقتراح أفكار ومُبادرات وحلول يمكن أن تُسهم في تحقيق أهداف وتطلعات الرؤية المُستقبلية عُمان 2040 ويستهدف جذب 350 شابا وشابة من مختلف محافظات السلطنة و50 شابا من الشباب العربي المُقيم في السلطنة.
الجلسات الحوارية
عقب ذلك بدأت الجلسات الحوارية لمناقشة الملامح التفصيلية الأولية لرؤية عمان 2040، حيث عقدت جلسة حوارية حول محور الإنسان والمجتمع لمناقشة التوجهات والأهداف الاستراتيجية والمؤشرات للمحور، وجلسة حوارية حول محور الاقتصاد والتنمية لمناقشة التوجهات والأهداف الاستراتيجية والمؤشرات للمحور، وجلسة حوارية حول محور الحوكمة والأداء المؤسسي لمناقشة التوجهات والأهداف الاستراتيجية والمؤشرات للمحور.
كما عقدت جلسة حوارية حول دور المجتمع والشباب في تحقيق الرؤية، حيث تمت مناقشة دور الأفراد والمجتمع في تحقيق الرؤية من خلال تمكين الفرد وقيامه بمسؤولياته وواجباته، وتمكين مؤسسات المجتمع المدني للقيام بدورها في تمكين المجتمعات المحلية والفئات المختلفة (الأفراد، المستفيدين والمستهدفين من مؤسسات المجتمع المدني، وخاصة فئتي المرأة والشباب) بما يساهم في دفع عجلة التنمية المستدامة.
وعقدت جلسة حوارية حول دور الحكومة في تحقيق الرؤية وتم في هذه الجلسة مناقشة دور القطاع الحكومي في تحقيق الرؤية من خلال التحول إلى قطاع حكومي رشيق يسعى لتمكين القطاع الخاص والمجتمع المدني والأفراد، تكون أهم مسؤولياته التنظيم والرقابة وإدارة عملية التحول الاقتصادي الاجتماعي ضمن إطار حوكمة فعّال.
الجدير بالذكر أن برنامج المؤتمر الوطني في يومه الثاني يتضمن أربع جلسات حوارية الأولى حول دور القطاع الخاص في تحقيق الرؤية والثانية حول إدارة التغيير والتوجيه الإيجابي للسلوك الإنساني أما الجلسة الثالثة فستكون حول التعاون والتكامل الاقتصادي وأهميته لتحقيق الرؤية، والجلسة الرابعة والأخيرة ستكون حول الممارسات الدولية لتحقيق الرؤى والأولويات الوطنية ومواءمة الاستراتيجيات والخطط الوطنية وفي نهاية اليوم الثاني سيتم استعراض ملخص ليومي المؤتمر الوطني والخطوات القادمة.
المصدر: اخبار جريدة الوطن