في ختام مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي
إشادة بدور السلطنة في حل الخلافات اعتماداً على الحوار السلمي
عمان ـ الوطن ـ وكالات:
اختتمت في العاصمة الأردنية عمان أعمال المؤتمر الـ29 للاتحاد البرلماني العربي وترأس وفد السلطنة المشارك سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى الذي ألقى أمام المؤتمر كلمة تقدم في بدايتها إلى المملكة الأردنية الهاشمية بخالص الشكر والتقدير على طيب الملتقى، وبشاشة المحيّا، وحسن الوفادة ، مشيداً بالدور الذي تقوم به المملكة في حماية المقدسات ، ومؤكداً على الأهمية الكبيرة لانعقاد المؤتمر في الأردن قائلاً : يأتي انعقاد مؤتمرنا هذا تحت شعار (القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين)، ليضعنا جميعا أمام مسؤولية كبيرة، وهدف نبيل؛ ومما لا شك فيه إن انعقاد مؤتمرنا هنا على أرض الأردن الشقيق يجعلنا أمام مسؤولية تاريخية تحتم علينا بذل كل ما نستطيع، من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل القائم على ثوابت أمتنا العربية بأن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، دولة مكتملة السيادة، لشعبها كافة الحقوق التي تجعله يعيش في أمن وأمان ويعمل بكل جد واجتهاد لتنمية دولته وبناء مؤسساته، ورعاية حقوق مواطنيه، وضمان حرياتهم وعيشهم بكرامة ورفاهية، لذلك فإن الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى إلى وحدة البيت الفلسطيني وتعاضد أبنائه وتكاتف ساسته واجتماع كلمتهم جميعا على تحقيق الأهداف وبلوغ الغايات بقيام دولة فلسطينية مستقلة وحل كل القضايا العالقة في هذا الشأن، ولعلنا نسعد جميعا بالصلاة في أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى سيد الثقلين في القريب العاجل المنظور. وعن التحديات الجسام التي تواجه الأمة العربية قال سعادته : إن أمتنا العربية أمام تحديات جسام، ومطامع لا تنتهي، وقد أثبتت الأيام أن العنف والصراعات والتدخلات العسكرية واختلاف الإخوة والأشقاء داخل البيت العربي لها أثرها الواضح وخطبها الجلي وضررها العظيم على شعوبنا وأمتنا؛ فهي معاول فرقة وشتات، وأدوات هدم وخراب، دمرت البنى التحتية، واعترضت الطموحات والآمال، وقد أكدنا في الكثير من اللقاءات ولا زلنا نؤكد وسنبقى دائما ثابتون مؤمنون أن الحوار والتفاهم وحل الخلافات والجلوس على طاولة المباحثات أسس كفيلة برأب الصدع وتقريب وجهات النظر ووحدة الصف ولم الشمل، وأنتم جميعا في هذا المؤتمر أمام مسؤولية وطنية تجاه شعوبكم وأمتكم، وسلطنة عمان داعمة ومساندة لكل جهد عربي يهدف إلى عودة أمتنا إلى سابق عهدها أمة متماسكة متعاضدة متعاونة يهابها عدوها ويفرح بها صديقها ويسعد بها بنوها وأهلها،مشيراً في ختام كلمته إلى أهمية العمل والبناء لتحقيق الرفاه الاقتصادي قائلاً : العمل والبناء، ورفع مستوى الدخل وتحقيق الرفاه الاقتصادي وتعزيز التنمية المستدامة كلها أهداف سامية وغايات نبيلة تتطلب منا الاهتمام بالتعليم القائم على الابتكار والتجديد وتشجيع المبادرات ورعاية الشباب ودعمهم ومساندتهم وتوفير بيئة مناسبة لحفز هممهم وتشجيع مواهبهم ورعاية أهدافهم والعمل على توفير متطلبات تحقيقها، فهم أمل الأمة ودعائم بقائها وأسباب تقدمها، وتعلمون جميعا أن عدم رعاية الشباب وعدم الاهتمام بهم أثره كارثي ونتائجه وخيمة، لذلك من المهم تبني استراتيجيات واضحة وخطط تنفيذية محددة نعمل من خلالها لتحقيق هذه الأهداف والاهتمام بالشباب ورعاية المواهب وتشجيع الابتكار ودعم المبادرات وتنويع الاقتصاد ورفع معدلات الدخل والنمو والتطور والازدهار . ونعلم أن المهام عظيمة والغايات جليلة والواقع صعب والقضايا عديدة، ولكن ندرك كذلك أن العزائم ماضية والطاقات متجددة والرغبات متقدة، لذلك فإن الإقدام مطلب والمضي نحو الغايات مسعى، وتحقيق الطموحات مبتغى، وبفضل الله جل وعلا وعونه ومن خلال تعاونكم وبذلكم سنصل إلى ما نرجوه ونأمله. وفي نهاية أعمال المؤتمر أشاد الاتحاد البرلماني العربي بالدور الذي تقوم به السلطنة في حل الخلافات اعتماداً على الحوار بشكل سلمي. ضم الوفد في عضويته كل من سعادة الشيخ علي بن ناصر بن حمد المحروقي الأمين العام لمجلس الشورى والمكرم الشيخ ثابت بن حمد بن سلطان المجعلي عضو مجلــس الدولة وسعادة خالد بن أحمد بن سعيد السعدي عضو مجلــس الشورى وسعادة سعيد بن جمعة بن سالم الغزيلي عضو مجلـس الشورى وسعادة شماس بن خالد بن أحمد الريسي عضو مجلــس الشورى وسعادة عبدالله بن مسلم بن حمد الراسبي عضو مجلــس الشورى. وأكد البيان الختامي للاتحاد البرلماني العربي على أهمية بحث التحديات التي تواجه الأمة العربية، والتمسك بتوحيد جهود دعم القضية الفلسطينية على الصعد كافة، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة أي مخططات تستهدف تصفية القضية على حساب حلول مجتزأة، الأمر الذي ننظر إليه كبرلمانيين بأنه يهدد مستقبل المنطقة واستقرارها وسلامة أراضيها”. ولأن شعار مؤتمرنا “القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين”، فإن القول لابد أن يتطابق مع سلة من الأفعال عبر إجراءات ومبادرات، لابد من أن تتبلور عبر توافق لتشكيل خلايا عمل برلمانية عربية والسعي بكل المحافل والمنابر من أجل دعم صمود الفلسطينيين على أرضهم، وانتصار عدالة قضيتهم.
كما أكد البيان على مركزية القضية الفلسطينية، بصفتها أولوية تتقدم قضايانا، وأن أي حل يتجاوز الحقوق الفلسطينية المنصوص عليها في قرارات الشرعية الدولية، والمتوافق عليها في المبادرة العربية للسلام، هو حل غير قابل للحياة. وأشار البيان إلى أن دعم صمود الأشقاء الفلسطينيين في نضالهم التاريخي، والدفاع عن حقوقهم، هو ثابت عربي، وعلى البرلمانات العربية مواصلة العمل في تقديم الدعم السياسي المطلوب لحشد التأييد الدولي لمناصرة الأشقاء الفلسطينيين، وعدالة قضيتهم وصون مستقبل الأجيال.
وشدد رؤساء البرلمانات العربية على أن إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وإعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، لن يتأتى إلا عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، والمضي قدما في عملية سياسية أساسها التسوية العدالة لقضايا الوضع النهائي، و توصلنا في نهاية المطاف لإعلان قيام دولة فلسطين العربية وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من يونيو من العام 1967، وضمان حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين.
وأكد البيان على أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ومحاولات الاحتلال المستمرة لطمس معالم المدينة المقدسة، من خلال المساس بالوضع التاريخي القائم، هو استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين، وينذر بمرحلة أكثر تعقيدا. وإن المطلوب العمل قدما لحماية القدس من أي محاولات تستهدف العبث بهويتها التاريخية بصفتها مهبطا الرسالات السماوية، ولحملها هوية إسلامية تمثل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وأعلن الاتحاد البرلماني العربي دعمه لجهود المملكة الأردنية الهاشمية في الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، والجهود الذي يبذلها جلالة الملك عبد الله الثاني في دعم صمود المقدسيين، وثمن الخطوات والاستجابات السريعة التي يقوم بها جلالة الملك عبد الله الثاني، في وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في القدس الشريف، والتي كان آخرها إعادة فتح باب الرحمة أمام المصلين المقدسيين. والتي تمثل سدا منيعا في وجه غطرسة الاحتلال الإسرائيلي. ما يخدم فرص التمسك بالقدس كعاصمة أبدية لفلسطين لتجسد المدينة قيم العيش المشترك بين الأديان، وقيم تعاليم الدين الإسلامي السمحة والتي تلتزم بالاعتدال والتسامح كمبادئ وثوابت.
كما أعلن تمسكه بالمبادرة العربية للسلام كإطار مرجعي لأي تسوية نهائية للقضية الفلسطينية، هو الطريق الوحيد لمواجهة غياب الإرادة الدولية في ضمان الحل العادل لحقوق الشعب الفلسطيني. وهنا يؤكد المجتمعون موقفهم الثابت الذي سبق وأن اتخذه الاتحاد في المؤتمر الطارئ في الرباط باعتبار الولايات المتحدة الأميركية دولة منحازة، ولم تعد وسيطاً نزيهاً في عملية السلام ما دامت تنتهج سياسة أحادية في قراراتها، وغير محايدة تصب في الانحياز لصالح المحتل الإسرائيلي، وآخرها القرار غير الشرعي والأرعن المتعلق بنقل السفارة الأميركية إلى القدس والذي سيجعل عملية السلام في الشرق الأوسط في مهب الريح، ويفتح المنطقة على مستقبل مظلم يتهدده العنف والتطرف الفكري والعقائدي والنزعات الدموية العمياء، مؤكدا إن الإجراءات الإسرائيلية الأحادية المتمثلة بالتوسع بمشروعها الاستيطاني عبر مصادرة الأراضي الفلسطينية ومحاولات فرض مبدأ يهودية الدولة، هو مخطط يرمي لفرض سياسة الأمر الواقع، ما يتطلب جهدا عربيا في وضع حد لهذا الانتهاك الخطير، والتأكيد على أن الحق الإسلامي والمسيحي في القدس وسواها هو حق أبديّ وتاريخيٌ وخالد، ولن نقبل المساس به.
المصدر: اخبار جريدة الوطن