قيام كل من الولايات المتحدة وتركيا بتسيير دوريات مشتركة في شمال سوريا تطبيقًا لما أعلنتاه سابقًا عن رغبتهما في إقامة ما يسمى بـ”المنطقة الآمنة” يعد تصرفًا خارجًا عن الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة وخارقًا للقانون الدولي، وانتهاكًا سافرًا بكل المقاييس لسيادة دولة عربية عضو في منظمة الأمم المتحدة.
كل المبررات والحجج التي سيقت من أجل إقامة هذه المنطقة المسماة بـ”الآمنة” لا تستقيم مع جميع الوقائع والشواهد والحقائق والأدلة التي تراكمت وتضافرت منذ تفجير المخطط الإرهابي ضد الدولة السورية وحتى الآن، فالمعطيات والحقائق والأدلة والشواهد كافة تؤكد أن كل ما حدث من خلخلة داخل سوريا وتدمير للبنية الأساسية وتمزيق لنسيجها الاجتماعي، وتهجير قسري لمواطنيها إنما كان بتواطؤ وتدبير وتخطيط مفضوح ومكشوف للقاصي والداني من قبل القوى الاستعمارية والطامعة، فهي التي جندت الإرهابيين التكفيريين ودربتهم وسلحتهم، وهي التي أثارت نعرات الانفصال، وأتت بخونة الوطن السوري وزرعت في مخيلتهم أوهام صور الاستقلال والانفصال وما يسمى بـ”الحكم الذاتي”، وشجعت الخونة على التمرد والإرهاب والعنف ليكونوا خنجرًا مسمومًا موجهًا إلى صدر وطنهم سوريا، وإلى صدور أبنائها ورموزها، وغررت بهم وأوهمتهم بأنهم سيكونون القادة الجدد الذين ستتحقق على أيديهم التطلعات الشعبية إلى العدالة والمساواة والقضاء على الفساد والدولة المدنية وغير من العناوين الخادعة والكاذبة.
لذلك ما يجري من انتهاكات سافرة وغير مقبولة لسيادة الدولة السورية عبر الشعارات التي يرفعها قادة القوى الاستعمارية والمحملين بالإرث الاستعماري مرفوض جملةً وتفصيلًا، ويتعارض تمامًا مع القانون الدولي، الذي يعتبر القوات الأجنبية المنتهكة لسيادة الدولة السورية والتي دخلت عنوة ودون موافقة الحكومة السورية هي قوات احتلال، مع ما يستتبع ذلك من تشريع وتخويل للدولة السورية المنتهكة سيادتها التعامل مع هذه القوات. كما أنه وبناء على الحقائق الثابتة والبراهين والأدلة المتوافرة والمتضافرة والمعروفة للقاصي والداني فإن جميع الحجج والمبررات التي يسوغ بها انتهاك السيادة السورية مردودة عليهم، وتعكس دوافع هذا التجاوز القانوني والمتمثلة في نيات استعمارية وتدميرية وتقسيمية للدولة السورية، وتبتعد تمامًا عن العنوان الكاذب وهو “دعم الشعب السوري ومساندته”، ذلك أنه كيف يتأتى هذا الأمر (أي دعم أبناء الشعب السوري) مِن قبل مَن جلب الإرهابيين التكفيريين وجندهم وسلحهم ودربهم على قتل أبناء الشعب السوري مع مزاعم دعمهم ومساندتهم.
الحكومة السورية أدانت بأشد العبارات هذا الانتهاك السافر لسيادة سوريا، وحسب مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين قال في تصريح لوكالة الأنباء السورية: “تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات قيام الإدارة الأميركية والنظام التركي بتسيير دوريات مشتركة في منطقة الجزيرة السورية في انتهاك سافر للقانون الدولي ولسيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية”، مضيفًا المصدر: “تؤكد سوريا أن هذه الخطوة تمثل عدوانًا موصوفًا بكل معنى الكلمة وتهدف إلى تعقيد وإطالة أمد الأزمة في سوريا بعد الإنجازات الميدانية التي حققها الجيش العربي السوري في مطاردة فلول المجموعات الإرهابية”، مؤكدًا تصميم سوريا وعزمها على إسقاط كافة المشاريع التي تستهدف وحدة وسلامة أراضيها.
المصدر: اخبار جريدة الوطن