واشنطن تدرس زيادة تبادل معلومات المخابرات مع الرياض
ـ موسكو تحذر من الاستنتاجات المتسرعة
ـ السعودية تغلق خط أنابيب ينقل النفط للبحرين
ـ بكين تدعو لإجراء تحقيق شامل
ـ الاتحاد الأوروبي يطالب الجميع بضبط النفس ـ برلين : إمداداتنا النفطية لم تتأثر ـ وطوكيو قلقة
لندن ـ عواصم ـ وكالات: هزت الهجمات بطائرات مسيرة على منشأتي نفط في السعودية السبت الماضي، أسواق النفط العالمية، حيث صعدت الأسعار نحو 20 بالمئة خلال جلسة أمس، إذ سجل خام برنت أكبر مكسب خلال الجلسة منذ حرب الخليج في عام 1991.
ونزلت الأسعار من ذروتها بعد أن سمح الرئيس الاميركي دونالد ترامب باستخدام المخزون الاستراتيجي لبلاده لضمان استقرار الإمدادات. وقفزت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت ما يصل إلى 19.5 في المئة إلى 71.95 دولار للبرميل مسجلا أكبر مكسب خلال التعاملات اليومية منذ 14 يناير 1991. وبحلول الساعة 0940 بتوقيت جرينتش، بلغ العقد 65.77 دولار للبرميل بزيادة 5.55 دولار أو 8.4 في المئة. وقفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بما يصل إلى 15.5 في المئة إلى 63.34 دولار للبرميل وهو أكبر مكسب بالنسبة المئوية خلال يوم منذ 22 يونيو 1998. ولاحقا، زاد العقد إلى 59.54 دولار للبرميل بزيادة 4.69 دولار أو 7.88 في المئة. يأتي ذلك في وقت قفز فيه الذهب واحدا بالمئة، وعززت الطلب على المعدن الأصفر الذي يُعد ملاذا آمنا، بينما ينتظر مستثمرون دلائل بشأن التيسير النقدي من اجتماعات لبنوك مركزي رئيسية هذا الأسبوع. وارتفع الذهب واحدا بالمئة في المعاملات الفورية إلى 1503.60 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0601 بتوقيت غرينتش، ونزلت الأسعار 1.2 بالمئة في الأسبوع السابق نتيجة آمال بنهاية قريبة للخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة. وزاد الذهب في العقود الآجلة الأميركية 0.8 بالمئة إلى 1511.40 دولار للأوقية، وذلك بعد ارتفاع أسعار النفط بنحو 20 بالمئة. وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، قفزت الفضة 3 بالمئة إلى 18 دولارا للأوقية، وزاد البلاتين 0.5 بالمئة إلى 953.31 دولار. في غضون ذلك ربح البلاديوم 0.5 بالمئة الي 1614 دولارا. في السياق، هبطت الأسهم الأوروبية أمس بعد أربع جلسات متتالية من المكاسب، إذ تراجع إقبال المستثمرين على المخاطرة بسبب هجمات على منشآت سعودية للنفط الخام وبيانات ضعيفة من الصين. وانخفضت أسهم قطاع الطيران، إذ نزلت أسهم رايان إير القابضة وإير فرانس وإيزي جت بأكثر من أربعة بالمئة. وأظهرت بيانات تعمق التباطؤ الاقتصادي للصين في أغسطس ، إذ نما الإنتاج الصناعي بأضعف وتيرة في 17 عاما ونصف العام في ظل تزايد الضغط التجاري من الولايات المتحدة وتراجع الطلب المحلي. ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.5 بالمئة بحلول الساعة 0710 بتوقيت جرينتش مع تراجع الأسهم الألمانية الحساسة لقضايا التجارة 0.6 بالمئة. وسجل المؤشر فايننشال تايمز 100البريطاني أقل الخسائر، إذ تراجع 0.07 بالمئة، مدعوما بارتفاع في أسهم شركتي النفط الكبيرتين بي.بي وشل.
من جانبه، علق الأمين العام لمنظمة “أوبك” على الهجوم الذي استهدف منشآت النفط السعودية، وقال الأمين العام: “الأمر لا يستوجب الذعر ولا اجتماع عاجل والسعودية تتعامل بشفافية”. وأضاف، بحسب ما نقلت عنه قناة “العربية”، “السعودية على تواصل معنا والوضع تحت السيطرة”.
وصرح مصدران مطلعان على عمليات أرامكو السعودية أن عودة الشركة بالكامل إلى إنتاج النفط بكميات طبيعية “ربما تستغرق شهورا”. وقال مصدر بقطاع النفط مطلع على التطورات لرويترز إن صادرات السعودية من النفط ستستمر كالمعتاد هذا الأسبوع إذ تستخدم المملكة المخزونات من منشآتها الكبرى.
الى ذلك، قال مصدران تجاريان لرويترز إن السعودية أغلقت خط أنابيب لنقل النفط الخام إلى البحرين بعد هجمات على منشأتي نفط سعوديتين. وقال أحد المصدرين إن الخط الذي ينقل بين 220 و230 ألف برميل يوميا من الخام العربي الخفيف من شركة أرامكو السعودية إلى بابكو البحرين أُغلق عقب هجوم يوم السبت الذي خفض إنتاج الخامات الخفيفة بصفة أساسية. وصرح المصدران أن بابكو تعمل على إتاحة سفن لجلب نحو مليوني برميل من الخام السعودي نتيجة إغلاق خط الأنابيب. في السياق، أبلغ مسؤولون أميركيون رويترز بأن الولايات المتحدة تدرس زيادة تبادل معلومات المخابرات مع السعودية عقب هجمات استهدفت منشآتها النفطية يوم السبت، مما قلص إنتاج المملكة من الخام إلى النصف. ولم يكشف المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، عن نطاق الزيادة في تبادل معلومات المخابرات.
من جهتها، حثت روسيا دول منطقة الشرق الأوسط وخارجها على عدم استقاء “استنتاجات متسرعة” بشأن من نفذ الهجمات على منشأتين نفطيتين في السعودية. وكان مسؤول أميركي كبير قد أبلغ الصحفيين أمس الاول بأن الأدلة الواردة بشأن الهجمات، التي استهدفت أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم يوم السبت، أشارت إلى ضلوع إيران فيها على حسب أقواله.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة “مستعدة” لرد محتمل على الهجمات على منشأتي النفط السعوديتين. وردا على سؤال عن البيان الأمريكي، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين “موقفنا رافض لتصاعد التوتر في المنطقة وندعو كل الدول في المنطقة وخارجها إلى تجنب أي خطوات أو استنتاجات متسرعة قد تسهم في زيادة عدم الاستقرار”.
وفي الرياض، دعا مجلس الشورى السعودي إلى محاسبة من يقف خلف الهجومين على منشآت أرامكو في بقيق وخريص شرق المملكة. وقال المجلس، خلال جلسة عادية عقدها امس برئاسة الدكتور عبدالله آل الشيخ” إن ” الهجمات التخريبية لا تستهدف الاقتصاد السعودي فقط، وإنما الاقتصاد العالمي المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالطاقة وإنتاجها” ، مؤكدا “دعمه الكامل للإجراءات التي تتخذها المملكة؛ للحفاظ على أمنها وأمن مواطنيها والمقيمين على أرضها من تلك الأعمال العابثة”. وطالب بـ ” تضافر جهود الدول الشقيقة والصديقة لمحاسبة من يقف خلف هذه الهجمات من منظمات أو دول والمؤيدين لها”. ودعا المجلس ، مجالس الشورى والبرلمانات والاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية إلى إدانة تلك الأعمال التخريبية؛ نظراً لخطرها على المدنيين والاقتصاد العالمي، وتأثيرها على التنمية المستدامة في جميع الدول.
وفي الصين، أعلنت الناطقة باسم الخارجية هوا تشون مين، أن بلادها تعتبر إلقاء اللوم على أي شخص في الهجمات على مصفاة النفط في المملكة العربية السعودية بدون إجراء تحقيق، أمراً غير مسؤول، داعية إلى ضبط النفس. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، في تعليقها على اتهام الولايات المتحدة لإيران: “لقد سمعنا تلك التصريحات، ونرى أنه بدون إجراء تحقيق شامل وحتى ظهور النتائج، فمن غير المسؤول إلقاء اللوم على أحد”.
هذا،ودعا الاتحاد الأوروبي، جميع الأطراف بضبط النفس، وعدم تصعيد التوتر في المنطقة، وقالت المتحدثة الرسمية للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي مايا كوتشيانتيتش، في إفادة صحافية: “لدينا رد فعل حول الهجمات التي طالت محطتين للنفط في السعودية، وشددنا أنه من الأهمية إيضاح مسؤولية هذا الهجوم”.
الحكومة الألمانية قالت إن إمداداتها النفطية لم تتأثر بالهجمات على مصاف سعودية في مطلع الأسبوع وإن أي قرار بالسحب من الاحتياطيات الاستراتيجية يجب أن يكون بالاشتراك مع أعضاء وكالة الطاقة الدولية. وقالت متحدثة باسم الوزارة “نراقب الوضع عن كثب وإمدادات النفط في ألمانيا غير متأثرة في الوقت الحالي. “بناء على ما لدينا من معلومات وما تلقيناه من السعوديين، المصافي ستُغلق لعدة أيام أو ما يصل إلى أسبوعين ونفترض أنه لن يكون لهذا أثر مستمر على إمدادات النفط العالمية”. وأضافت “قرار السحب من احتياطيات النفط الاستراتيجية لتعويض اضطرابات الإمدادات العالمية يجب أن يتم اتخاذه على نحو مشترك مع أعضاء وكالة الطاقة الدولية وفي الوقت الراهن لا يخضع هذا الأمر للدراسة”.
بدوره قال وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي إنه اتفق مع نظيره الأميركي مايك بومبيو على أن الاقتصاد العالمي سيتأثر إذا زعزعت الهجمات على منشآت نفطية سعودية الوضع في الشرق الوسط. وأضاف موتيجي للصحفيين بعد أول اتصال هاتفي له منذ تعيينه الأسبوع الماضي مع بومبيو “اتفقنا على أنه إذا أصبح الوضع في الشرق الأوسط غير مستقر فإن ذلك سيؤثر على الاقتصاد العالمي”.
المصدر: اخبار جريدة الوطن