ما المستقبل الذي ينتظر العاملين في المؤسسات الصحفية؟ وكيف يمكن أن نضمن لهم الحياة الكريمة في الواقع الذي تمر به الصحافة العمانية، والأحوال غير المطمئنة التي تعصف بها، حد التهديد بالتوقف، في الوقت الذي لا تلقي الجهات المعنية بالًا بالذي يحدث، ولا نجد اهتمامًا بها، والتحديات التي تمر عليها؟
ذلك أنه في الوقت الذي نطالب فيه ـ كمؤسسات صحفية ـ بدعم استمرارية هذه الصحافة، واعتبار أنها تمثل مرآة ناصعة للمشاريع والإنجازات التي تتحقق هنا وهناك، وتضع القارئ في صورة الحدث، دون تهويل أو تضخيم أو مبالغة، يقطع الشائعات، ويصد الأكاذيب التي تحاك هنا وهناك، كانت مؤسسات القطاع العام والخاص تتراجع عن دعمها للصحافة، وتُقلص إن لم تكن تلغي اشتراكاتها في أعداد النسخ المحدودة التي تصلها، يحدث ذلك في ظل انصراف هذه المؤسسات عن دعم الصحافة أيضًا بالإعلان الذي يعتبر العصب الأول والمحرك الأساسي لاستمرارية الصحف وتطورها.
لقد أسهمت الصحافة العمانية عبر مسيرتها الحديثة بدور كبير، وقدمت تضحيات جسيمة في سبيل نقل الكلمة والصورة بأمانة وشفافية، ويكفي أن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أشاد في العديد من المناسبات بدور الإعلام، وما يقوم به من دور في نقل “قصة شعب آمن بوطنه واتخذ مساره بوعي وتفهم ولم يرض عن حياة غير حياة العزة والكرامة بديلًا”، وأشاد جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ بالأجهزة الإعلامية “التي تلقي الضوء على كافة ظواهر العمل والنشاط في سبيل بناء المجتمع المتطور، وتحقيق المزيد من آمال الرخاء والرفاهية لأبنائه”.
ولذلك لم يكن غريبًا، إزاء الإشادات السامية لجلالة السلطان المعظم بالإعلام العماني، وإيمانه بالدور الذي يقوم به، أن يؤكد ـ حفظه الله ورعاه ـ في خطابه السامي بمناسبة العيد الوطني العشرين المجيد على ضرورة “العمل على تطوير الإعلام العماني ليؤدي رسالته في تنمية قدرات المواطن وتوعيته بدوره الأساسي في بناء وطنه، وليسهم كذلك في توطيد علاقات الصداقة والتعاون مع الأسرة الدولية”، غير أن ما حدث من قبل بعض الجهات ذات العلاقة والتماس مع الإعلام العماني، وحتى المؤسسات التي يفترض بها أن تكون داعمة له، أنها وأدت هذا الإعلام، وصرفت النظر عن دعم المؤسسات الصحفية، ومتابعة أحوال المشتغلين فيها، وهو ما يجعلنا نطرح تساؤلًا عن المصير الذي ينتظر عشرات الصحفيين العمانيين في المؤسسات الصحفية، في ظل الواقع المرير الذي تمر به المؤسسات الصحفية، وعدم قدرتها على الإيفاء بالتزاماتها تجاههم.. فكيف يكون مستقبلهم، وهل على الجهات المعنية أن تقف مكتوفة الأيدي في موقع المتفرج لكل ما يحدث؟
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن