التكامل في الجهود الذي بدأته السلطنة وتواصله منذ بدء تسجيل وزارة الصحة حالات إصابة بفيروس كورونا “كوفيد 19″، والقرارات والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها اللجنة العليا المكلفة ببحث آليات التعامل مع فيروس كورونا للحد من انتشار المرض، لا يزال يمثل الدعامة الأساسية للعمل القائم على كسب المواجهة غير المتكافئة مع الوباء بالنظر إلى عدم التوصل حتى كتابة هذه السطور إلى لقاح أو علاج له، كما يمثل الأرضية المشتركة التي تقف عليها جميع المؤسسات الحكومية، ومؤسسات وشركات القطاع الخاص والمجتمع المدني بجميع شرائحه.
لقد أثبتت عُمان على مر التاريخ أنها قادرة على تجاوز الأزمات والنجاح فيها، ورص الإنجازات ومراكمتها، مكوِّنةً رصيدًا تاريخيًّا مشهودًا له، وقد ساعدها في ذلك عدة عوامل من بينها الموقع الفريد والاستراتيجي، والمقومات والإمكانات التي حبا الله بها عُمان، وكذلك طبيعة الشخصية العمانية في الرخاء والشدة التي دائمًا ما تكون وثابة نحو صناعة المنجزات وتحقيق المكتسبات، وقبل ذلك حكمة القيادة وذكاؤها الوقاد في رسم خطط النجاح وتحقيق التكامل المنشود، وجعل الجميع كخلية نحل تعمل من أجل عُمان.
وفي ظل قرار الإغلاق الذي اتخذته اللجنة العليا للحد من انتشار فيروس كورونا “كوفيد 19″ والذي يشمل غلق الحدود وحركة النقل من وإلى السلطنة، أثبت هذا التكامل بسماته المتميزة، وبنكهته العمانية المتفردة، أنه قادر على صناعة الفارق، واختراق المستحيل، أو ما كان يُرى من قبل البعض أنه مستحيل، الأمر الذي أعطى الأدوات اللازمة والمعدات المطلوبة، ووفر الأسباب الموجبة للتحرك السريع نحو توفير الظروف الملائمة والأجواء المناسبة لكسب المواجهة.
فعلى صعيد أهمية توافر السلع والبضائع والمواد الاستهلاكية حرصت حكومة السلطنة على عدم وجود أي نقص في الأسواق المحلية، وكذلك حرصت على عدم المغالاة وأساليب الاحتكار واستغلال حاجات المواطنين والمقيمين على السواء، وتكثيف الرقابة المستمرة من قبل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، ووزارة التجارة والصناعة، ووزارة الزراعة والثروة السمكية والهيئة العامة لحماية المستهلك وغيرها من المؤسسات. فقد سجلت عملية الاستيراد المباشر للسلع والبضائح نجاحًا لافتًا، وأضحى محل إعجاب من قبل جميع أبناء هذا الوطن العزيز مواطنين ومسؤولين، وعكس انطباعات عديدة تثلج الصدر وتعزز الثقة الكاملة بالقيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي لم يألُ جهدًا في سبيل تجاوز السلطنة هذه الجائحة، والحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين، وقد أكد جلالته ـ أيده الله ـ دعمه الكامل للجهود كافة القائمة للحد من انتشار فيروس كورونا، وقد كان ـ أعزه الله ـ قدوة للجميع في هذا الأمر.
اليوم ومما يفخر به أبناء عمان الأوفياء هو أن الموانئ العمانية هي صمام الأمان، وقد أعاد إليها جلالة السلطان المعظم ـ أبقاه الله ـ الروح لتدب الحياة في اقتصاد السلطنة، وأسهمت هذه الموانئ في تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية في البلاد، والتنوع في المعروض والمنافسة في الأسعار، كما أنه أتاح للمستهلك خيارات متعددة، وبات هذا النجاح على لسان الجميع مع الثناء وتجديد الولاء والانتماء وتسجيل كلمات الشكر والعرفان، وتأكيد الثقة لجلالة قائد البلاد المفدى ـ حفظه الله ورعاه ـ واليقين بأن عُمان بقيادته الحكيمة ستتجاوز الجائحة وكل الأزمات التي تعاني منها جميع دول العالم، وأن هذا النجاح لا رجوع عنه، وهو قطرة من قطرات الغيث القادم بإذن الله تعالى.
المصدر: اخبار جريدة الوطن