تمضي السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في مسيرتها التنموية الشاملة، حيث تتواصل مراحل النهضة المباركة بالعزم والإرادة والتصميم على متابعة مسيرة البناء والتنمية في جميع مجالاتها، وإرساء أسس راسخة للاقتصاد الوطني بحيث يقوم على التنوع والتطور ومواكبة حركة الاقتصاد العالمي القائم على التنافسية، وحسن استغلال الموارد والإمكانات والمقومات، والاستفادة من الطاقات البشرية، واستغلال عنصر الوقت وتعظيم الإنتاجية، وتوفير المناخ والبيئة المناسبين للاستثمار. فالسلطنة غنية عن التعريف بما تملكه من مقومات وإمكانات تجعل من اقتصادها الوطني اقتصادًا ناميًا ومتطورًا وقادرًا على الصمود في وجه عاتيات الزمن، والأزمات المالية والاقتصادية العالمية.
ويعد الموقع الجغرافي للسلطنة إحدى النعم العظيمة التي أنعم الله بها على عُمان، حيث امتداد السواحل أعطاها البُعد الاستراتيجي، ومنحها الفرص الكبيرة في مغالبة الأزمات وقهرها، وليس أدل على ذلك من الدور الكبير الذي يلعبه هذا الموقع اليوم في ظل جائحة كورونا المستجد (كوفيد 19) وما جرَّته هذه الجائحة من كوارث اقتصادية وأزمات مالية، وما استتبع ذلك من إغلاق الحدود والمنافذ وتعطيل حركة الطيران وغير ذلك من الإجراءات. فلا تزال موانئ السلطنة تؤدي دورها الوطني، وتقدم خدماتها، مؤكدة أنها رئة لا يتنفس بها الاقتصاد الوطني وحده، وإنما تتنفس منها السلطنة بأكملها.
وإذا كان الموقع الاستراتيجي للسلطنة قد أتاح لها في الماضي لعب دور حيوي في الملاحة الدولية بمقاييسها القديمة، فإنها اليوم ماضية في وضع الخطط التنموية لاستكمال تلك المسيرة التاريخية بمقاييس عصرية من أجل استثمار الموقع أفضل استثمار ويضع السلطنة على خريطة الاقتصاد العالمي المتطور.
وفي هذا السياق يأتي توقيع وزارة الزراعة والثروة السمكية يوم أمس على اتفاقية تنفيذ مشروع تطوير ميناء الصيد البحري بولاية دبا بمحافظة مسندم بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 40 مليون ريال عماني. ويشتمل المشروع على أربعة مكونات أساسية لخدمة قطاع الثروة السمكية وتسهيلات للقطاع السياحي والتجاري، وكذلك شرطة عُمان السلطانية، إلى جانب الكثير من المرافق الخدمية الأخرى لمرتادي الميناء، حيث سيتم إنشاء كاسرين للأمواج بطول (2000) متر، مع حوض للميناء بعمق يصل لـ(10) أمتار من أدنى مستوى للجزر، مع تزويد الكاسرين بإضاءات ملاحية عند المدخل.
ويعد المشروع لبنة جديدة تضاف إلى لبنات البنية الأساسية ومشروعات التطوير في محافظة مسندم بوجه عام، وفي ولاية دبا بوجه خاص، ذلك أن هذا المشروع سيخدم أهالي الولاية والمحافظة أيضًا، فهو يأتي ضمن خطة الحكومة للتنويع الاقتصادي، والعمل على تطوير موانئ الصيد بالسلطنة لتكون بيئة جاذبة للاستثمارات، كما أن هذا المشروع سيوفر الوقت والجهد والبيئة الآمنة للصيادين، وسيعزز نشاطهم المتمثل في الصيد الحرفي، وسيعزز حركة التجارة كعمليات البيع والتسويق، وسيفتح فرص عمل، وسينشط الجانب السياحي في الولاية خاصة والمحافظة عامة، ومن المؤكد أن هذه المحافظة العريقة والاستراتيجية وجميع محافظات السلطنة العريقة على موعد مع عطاءات وإنجازات للنهضة المباركة المتجددة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي يولي التنمية الشاملة والمستدامة في السلطنة اهتمامًا كبيرًا، سائلين المولى أن يحفظه لعُمان ذخرًا وعزًّا، وأن يتدفق على يديه الكريمتين مزيد من ينابيع الخير في هذه الأرض الطيبة.
المصدر: اخبار جريدة الوطن