«كن أنت من يمنحهم الأمل» .. ليس شعارا بل دعوة إنسانية
مديرة دائرة خدمات بنوك الدم بالصحة : أكثر من (300) وحدة بلازما مجمعة من متبرعين بعضهم تبرع بأكثر من مرة والحاجة ما زالت مستمرة مع زياده الحالات وبالأخص لفصائل معينة كفصيلة (A) و(AB) ـ كل متعاف بامكانه التبرع بحوالي (600) مل والتي يمكن أن تخدم حالتين أو ثلاث حالات ـ لاحظنا مبادرة المتعافين على حجز موعد للتبرع وتسارع العديد من الشركات والمؤسسات الصحية على التنسيق معنا
كتبت ـ جميلة بنت علي الجهورية:
تواصل وزارة الصحة تذكير المواطنين بحاجتها الكبيرة لمساندتها في مواجهة آثار (كوفيد ـ 19) الصحية ودعمها بالمبادرة في التبرع بالدم وتزويد بنوك الدم بالبلازما المناعية، حيث ولا تزال توجه دعوتها للمتعافين من (كوفيد ـ 19) بالتوجه لإجراء الفحوصات والتبرع بالبلازما والمشاركة في تقديم هذه الخدمة الانسانية التي تستهدف مرضى (كوفيد ـ 19) ممن لا يزال يرقد في المستتشفيات.
في هذا الموضوع ننقل تجربتين نفتخر بهما لمبادرتهم في دعم بنوك الدم والتبرع بالبلازما لاكثر من مرة، حرصاً منهم على المشاركة في العمل الانساني ودعم الجهود الوطنية.
في البداية وقبل تفاصيل اجراءات التبرع واشتراطاته ومستجدات الارقام في بنوك الدم (الوطن) تنناول تجربة فاطمة فاضل يوسف البالغة من العمر 24 عاماً، وأحد المقيمين بالسلطنة والتي أكدت انها لم تتوانّ عن المبادرة بالتبرع بالبلازما المناعية حينما وصلتها رسالة من الصحة لتجربتها الدائمة مع التبرع بالدم الذي تجد فيه سعادة كبيرة، وقالت: لم يكن الامر بالمقلق لها كونها اعتادت على هذا العمل الانساني منذ أن كانت بعمر 19 سنة وبمعية أختها في سلوك تربوي وجماعي.
وأشارت الى أنها في بداية الامر استهجنت عند توجهها للتبرع بالدم عدم قبول النساء وانما فقط للرجال، إلا انه وبعد ذلك تم التواصل معها لتتبرع مرتين بعد اجرائها عدة فحوصات وتسجيل بعض البيانات حيث تراوحت الفترة بين كل تبرع حوالي أسبوعين.
وأوضحت فاطمة المتعافية من (كوفيد ـ 19) والتي اصيبت به خلال دراستها الماجستير خارج البلد وعادت في زيارة لاسرتها وتلتزم بالحجر المنزلي الذي خلال 10 أيام ظهرت عليها الاعراض المرضية لتكمل فترة حجر صحي لاكثر من شهر كانت متعبة صحياً ونفسياً.
وتستعرض فاطمة تجربتها وتوجه دعوتها للمتعافين من (كوفيد ـ 19) للاستجابة للتبرع دون تخوف أو قلق، حيث يخضع الشخص لعدة فحوصات للتأكد من سلامته وامكانية تبرعه، وقالت: يبقى هو عمل انساني كبير والله سبحانه وتعالى أعطانا فرصة حتى نعيش ونشفى من هذا المرض في الوقت الذي راح ضحيته آخرون، ولذلك من فضل الله ان جعل لنا فرص لاستثمارها في شكره وأن نكون سبباً لانقاذ حياة الاخرين فمن الجيد أن نستثمرها ونستغلها كواجب انساني ووطني، مؤكدة في ختام حديثها أنها على استعداد للتبرع مرة ثالثة ورابعة.
كذلك محمد بن أحمد الوهيبي البالغ من العمر (19) سنة والذي نفتخر به كشاب حرص على تلبية الدعوة رغم حداثة التجربة له، حيث انه سارع للتبرع لأكثر من مرة وما زال يعلن استعداده للمساهمة في رفد بنوك الدم وخدمة المحتاجين للبلازما المناعية.
وقال محمد ـ الذي كان أحد الطلبة المبتعثين والعائدين لأرض السلطنة ممن خضعوا للحجر المنزلي وظهرت عليهم أعراض (كوفيد ـ 19) بأعراض خفيفة وخلال 24 ساعة: إنّ مبادرته للتبرع بالبلازما لم تكن ينتابها الخوف والتردد بل ان اسرته كانت تدعمه وتشجعه للاقبال على هذا العمل الانساني.
ويجد محمد أنه من الجيد تسويق فكرة التبرع بالبلازما من الاشخاص المتعافين ليكونوا قدوات مؤثرة يمكنها اقناع افراد المجتمع بهذه الخطوة وكسر حاجز الرهاب من خلال تجسير التواصل بين المتعافين انفسهم والمتبرعين بالبلازما، مذكراً بقوله للمتعافين: مهما كان الخوف يسيطر عليك فقط (جرب) وستجد ان الامر طبيعي بل ستشعر بالراحة لتقديمك هذا العمل الانساني.
وحول الاشتراطات الصحية للتبرع ودرجة إقبال المتعافين على التبرع بالبلازما أوضحت الدكتورة زينب بنت سالم آل فنة العريمية ـ مديرة دائرة خدمات بنوك الدم بوزارة الصحة: ان هناك عده شروط للمتبرع بالبلازما من بينها الأشتراطات العامه للتبرع كالعمر ونسبه الهيموجلوبين والوزن وكذلك خلوه من الأمراض المزمنة والمعدية الاخرى التي قد تنتقل عن طريق الدم كإلتهاب الكبد الوبائي (ب، و، ج) ونقص المناعه المكتسب لضمان سلامه الدم ومأمونيته.
وتقول: كما يجب التأكد من بعض الاشتراطات الاخرى الخاصه بالبلازما المناعية والتأكد أن المتبرع لديه فحص مسبق يؤكد على إصابته بـ(كوفيد ـ 19) وخلوه من كل أعراض (كوفيد ـ 19) لمده لا تقل عن 14 يوماً.
وتشير حول التحديات التي واجهت الطاقم الطبي إلى أن هناك عده تحديات منها الحصول على عدد كاف من جميع الفصائل، حيث أن أعداد المتعافين المتبرعين حالياً من فصيلة دم (A) وفصيلة (AB) قليلة وهناك حاجة لهذه الفصائل، وقالت: كان هذا التحدي أكبر عند بدايه الأزمة، حيث أن عدد المتعافين كان قليلاً وكذلك أعداد الأشخاص الذين يمكنهم التبرع، والذي مع الوقت ومع زياده عدد المتعافين وزيادة الوعي لدى المتعافين لاحظنا مبادرة المتعافين على حجز موعد للتبرع وكذلك لاحظنا تسارع العديد من الشركات والمؤسسات الصحية على التنسيق معنا لحجز مواعيد للمتعافين من هذه المؤسسات.
وتؤكد مديرة دائرة خدمات بنوك الدم بوزارة الصحة بأن عدد الوحدات المجمعة حالياً تجاوزت (300) وحدة بلازما، وان بعض المتبرعين قد تبرعو بأكثر من مرة ألا ان هذه الأعداد غير كافيه مع زيادة أعداد المصابين وما زالت الحاجة مستمرة مع زيادة الحالات وبالأخص من فصائل معينة كفصيلة (A) وفصيلة (AB).
وعن من يمكنه التبرع بالبلازما المناعية تؤكد الاشتراطات الأساسية للتبرع بالبلازما المناعية هو أن يكون المتبرع قد تم تأكيد إصابته بـ(كوفيد ـ 19) سابقاً، حيث أن الاجسام المضادة ضد (كوفيد ـ 19) لا تتكون الا بعد التعرض للإصابة بفيروس (كوفيد ـ 19) في حين يمكن باقي أفراد المجتمع التبرع بالدم وأن هناك نقصاً بأعداد المتبرعين والحاجة للدم هي حاجة مستمرة وهناك نقص بعدد الوحدات الدموية من كريات الدم الحمراء والبلازما والصفائح.
وتقول الدكتورة العريمية: إن عمليه التبرع بالبلازما المناعية هي عملية آمنة والمضاعفات لا تكاد تذكر حيث أنه يتم التأكد من استيفاء المتبرع بكل الشروط الاساسية لضمان سلامة المتبرع والمتلقي للدم وكذلك يتم مراقبة المتبرع طول مده التبرع، كما أن كل متعافٍ بإمكانه التبرع بحوالي (600) مل من كل متبرع والتي تكفي لحالتين أو ثلاث حالاتت.
وختاماً تؤكد الدكتورة زينب أن التبرع بالدم أو الصفائح الدموية أو البلازما عمل تطوعي وغير اجباري وبلا مقابل مادي ولا يوجد هناك أي تمييز بين المتبرعين لأي سبب وكل بضع ثوانٍ هناك شخص ما يحتاج الى الامل بقطرة دم (فكن أنت من يمنحهم الامل) والأعمال الإنسانية لها أثر كبير في إنقاذ حياة الأشخاص لذلك نشكر كل من بادر وتبرع بجزء من دمه ونشكر جميع المؤسسات الداعمة لنا بهذا العمل الإنساني.
المصدر: اخبار جريدة الوطن