ندرك جميعًا بأن الجهود والمساعي التي تقوم بها الجهات المعنية المتمثلة في اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن تفشي فيروس كورونا (كوفيد ـ 19) واضحة ومقدرة، مع أهمية الوعي الذي يعول علينا في اتباع واتخاذ التدابير والاحترازات الوقائية من انتشار الفيروس، وأن نلتزم بما يتوافق مع الأساليب السليمة لكي لا يجد الفيروس الملاذ الآمن وأسباب سهولة انتقاله، وهذا ما أكده معالي وزير الصحة منذ أول حالة مصابة بالفيروس مشددا على أهمية اتباع الإرشادات والنصائح المقدمة لكي لا يعطى مجالا للانتقال.
فالجهود المبذولة تجاه الوقاية والحد من انتشار الفيروس تصب في مجملها في وضع كل الإمكانات والقدرات للتوعية والإرشاد بمختلف الأساليب ومختلف الأفكار من أجل أن تصل فكرتها للفرد لتوعيته وتعريفه بالأضرار التي يسببها الفيروس، إلا أن هناك فئة أبت أن تلامس الواقع، بل أصبحت سببًا كبيرًا في انتشاره، ما أدى إلى زيادة المصابين.
فالجهود لا يمكن نكرانها أو الحد منها، والمسألة أصبحت لزامًا علينا بأن نقف خلف الجهات المعنية في هذا الشأن؛ لأنه ما لوحظ من استهتار من قبل البعض وعدم التقيد بالضوابط الواجب القيام بها، كان سببًا في تفاقم المشكلة، ولم يدركوا ما يخلفه إهمالهم وعدم اهتمامهم بما آلت إليه الأمور من إصابات كثيرة.
إن المساعي التي تقوم بها الجهات المعنية لها كل التقدير، فعندما يعمل الطاقم الطبي والجهات الأمنية والعسكرية والفرق الأهلية من أجل سلامة المواطنين والمقيمين، ويضحّون بكل أوقاتهم وطاقاتهم ويسهرون من أجل راحتهم وطمأنينتهم.. فهنا يجب أن يقدر كل هذا العطاء والتضحية، والامتنان لكل الإمكانات المسخّرة.
إن الأمر لمؤسف حين نجد هناك من لا يقدر ما تقدمه الجهات المعنية من تضحيات كبيرة، وما تدعو إليه من تعليمات وإرشادات صحية، آخذين من السهول والجبال والوديان والزيارات العائلية مزارًا دون الالتزام بالقيود والاشتراطات الصحية، متسببين في نقل الفيروس وإفساد ما يقدمه الجانب الآخر من المتقيدين الذين يعملون وفق ما تقتضيه المصلحة العامة، وعلى حساب الكثير من مصالحهم الشخصية.
فحين يعلن وزير الصحة متأسفًا عما آل إليه الوضع من قبل البعض بعدم التقيد، وأنهم السبب الرئيسي في نشر الفيروس بين أهاليهم وزملائهم ومجتمعهم، وفوق ذلك يطالبون وزارة الصحة بتوفير العلاج وهم من تسببوا في ذلك الذي أصبحت المستشفيات والمراكز الصحية تعج بالمصابين..هنا يتضح بأن الوضع يحتاج إلى وقفة جادة.
فأعداد المصابين في تزايد مستمر وبصورة مطردة، وأصبح الأمر مقلقًا يجب التنبيه عليه والحكومة تعوِّل علينا الكثير، لأنه لا يمكن أن تعمل بنفسها ما لم يتعاون معها الجميع دون استثناء رحمة ورأفة بالجنود المجهولين (الطاقم الطبي) لنخفف الضغط عنها. إن المرحلة الحالية شهدت الكثير من الإصابات والوفيات وأصبح العقل لا يستوعبها بأن نصل إلى عشرات الوفيات في اليوم الواحد، فالدور الملقى على عاتقنا كبير، والمسؤولية ليست يسيرة كما يظنها البعض، والتغيير يتم من الشخص نفسه لكي لا نحمِّل الجهات المعنية فوق طاقاتها، فالوضع يستدعي منا أن نتحلى بالوعي والمسؤولية الوطنية والالتزام التام بالقرارات والإجراءات الاحترازية والتعليمات الصحية إذا ما أردنا سلامتنا واستمرار واستقرار الحياة الاقتصادية والاجتماعية، فهناك أسر وأطفال يطلبون من رب الأسرة توفير احتياجاتهم وبدون العمل لا يمكن توفير تلك المطالب والاحتياجات.
سليمان بن سعيد الهنائي
من أسرة تحرير «الوطن»
Suleiman2022@gmail.com
المصدر: اخبار جريدة الوطن