يومًا بعد يوم، تعظم نعمة الموقع الجغرافي الذي حبا الله به بلادنا الغالية، فهو بحق موقع استراتيجي عبر إطلالته المنفتحة على خطوط الملاحة الدولية، حيث أعطى هذا الانفتاح على العالم وطرقه التجارية، وكذلك الامتداد الطويل للسواحل العمانية أعطى قوة ومكانة كبيرتين.
وبعيدًا عن الكلام الإنشائي، فإن هناك ما تتأسس عليه تلك الحقيقة، سواء من حيث الاهتمام الكبير الذي أخذت تبديه دول العالم والدول الإقليمية، وخصوصًا الدول الكبرى والمتقدمة تجاه الموانئ العمانية المطلة على طرق الملاحة العالمية، والنظر إليها على أنها ذات أهمية استراتيجية، وقبلة للاستثمار فيها، أو لجهة الدور الذي تلعبه موانئ السلطنة في ظل جائحة كورونا «كوفيد 19» وما دفعت إليه من إغلاق الحدود وإيقاف حركة الطيران، ما أثر على عمليات الاستيراد والتصدير، فلا تزال تقدم موانئ السلطنة دورها وتؤكد حيويتها وأهميتها الاستراتيجية، وأنها نعمة من الله لتكون وسيلة وسببًا في جلب الخير والمنافع، وتحقيق المصالح لهذا الوطن العزيز وأبنائه الأوفياء، ولشعوب العالم، لا سيما شعوب الدول التي ارتبطت حركة تجارتها واقتصادها بموانئ السلطنة.
إن اتجاه السلطنة نحو إقامة مشروعات البنى الأساسية البحرية وإقامة الموانئ على سواحلها الممتدة من صلالة وحتى خصب، عكس الرؤية الحكيمة في صناعة الحاضر والمستقبل الاقتصادي والتنموي للسلطنة، ويعكس القراءة الواعية للمستقبل انطلاقًا من الحاضر وتطوراته وتحدياته، والعمل على مغالبة هذه التحديات من اليوم واللحظة، حيث من شأن هذه الموانئ، كما هو حال ميناء صحار وميناء الدقم وميناء صلالة وميناء خصب والموانئ الأخرى، أن تمثل البوابة التي تتحقق بها الأحلام والطموحات والآمال، وإحدى اللبنات القوية في تحقيق سياسات التنويع الاقتصادي، وتنويع مصادر الدخل، فهذه الموانئ إذا حظيت بالاهتمام والتقدير وحسن التخطيط والتفاني والإخلاص يمكن أن تصبح من أكبر موارد السلطنة في الأجيال القادمة، حيث تعد من المشروعات الاستراتيجية التي تنفذها السلطنة لدعم الاقتصاد الوطني، والتي تثبت اليوم أن لها حضورها ودورها في تنشيط الحركة الاقتصادية والصناعية.
السلطنة لم تخفِ طموحاتها وتوجهاتها الاقتصادية من إنشاء هذه الموانئ، وتبوؤ الريادة في القطاع اللوجستي على المستوى الإقليمي والعالمة مستغلة في ذلك موقعها الاستراتيجي وإطلالته على طرق التجارة العالمية، وخصوصًا ما بين الشرق والغرب، لذلك هذه الطموحات وهذه الميزات العظيمة تدفع اليوم نحو بذل مزيد من العمل لتنشيط حركة التجارة والترويج للسلطنة وجلب رؤوس أموال الاستثمار الأجنبي المباشر وغير المباشر، وتقديم السلطنة أمام العالم على خريطة الاستثمار على أنها المكان الملائم والواعد للاستثمار المستقر والمحقق للعوائد والأرباح.
وفي سبيل ذلك تمضي مجموعة «أسياد» عبر الشركة العمانية للنقل البحري ـ إحدى شركات المجموعة ـ وبدعم ومتابعة من وحدة دعم التنفيذ والمتابعة في مبادرة تعزيز خطوط الملاحة عبر الموانئ العمانية وتحقيق مؤشرات الأداء المطلوبة لهذه المبادرة ضمن مؤشرات أداء قطاع الخدمات اللوجستية، حيث نجحت المجموعة في تنشيط خطوط الملاحة والشحن بين موانئ السلطنة وعدد من موانئ الدول الأخرى، وتسعى لفتح خطوط جديدة، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على موانئ السلطنة والاقتصاد الوطني، وضمان حركة الاستيراد والتصدير، وكذلك التعريف أكثر بالمقومات والمزايا الاستثمارية التي تتمتع بها السلطنة.
المصدر: اخبار جريدة الوطن