مع التحدي الذي يمثله انتشار فيروس كورونا على مستوى العالم, جاءت الأمم المتحدة لتلفت الانتباه إلى تحدٍّ من نوع آخر، وهو كون الفيروس نفسه سلاحا في يد الجماعات الإرهابية بدءا من تكثيف الرسائل عبر شبكة الإنترنت، مستغلين اتساع نطاق استخدامه مع فترات المكوث بالمنازل، وصولا إلى استغلال ما شكله انتشار الفيروس من ضغط على الخدمات لإيجاد حالات احتقان يسهل بعدها تجنيد الإرهابيين.
وفي إفادة قدمتها ميشيل كونينكس مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المديرة التنفيذية للمديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للمنظمة الدولية, قالت إن الإرهابيين يسعون إلى استغلال حالة عدم اليقين التي أوجدتها المخاوف بكورونا وإدراج الجائحة وتأثيراتها ضمن حملاتهم الدعائية الإلكترونية وزرع بذور الانقسام وتعزيز الكراهية تجاه الآخرين عبر الإنترنت، كما أن الإرهابيين سعوا إلى زيادة أنشطة التطرف والتجنيد وجمع الأموال.
كذلك فإن رسائل الإرهابيين عبر الإنترنت سعت لاستغلال الصعوبات التي يواجهها عدد من الدول في التعامل مع الجائحة، مع التركيز على الضغط الذي شكلته الجائحة على آليات تقديم ووصول الخدمات الأساسية، مستغلين أيضا التراجعات الاقتصادية المتوقعة.
ويستدعي هذا الأمر من السلطات في كافة دول العالم التعاون على رصد ما يتم تداوله على شبكة الإنترنت والتصدي الحازم له وعدم التهاون مع أي تحريض أو تشجيع للأفكار الإرهابية, كما أن الكشف عن بعض الإجراءات التي اتبعتها الدول لمواجهة تحديات كورونا تسلط الضوء على أماكن استراتيجية معينة قد يسعى الإرهابيون لاستهدافها.
كذلك تلفت الأمم المتحدة أيضا إلى تخوف من نوع آخر مفاده أن التأثير الكبير الذي أوجده فيروس كورونا ربما يشجع الجماعات الإرهابية على التخطيط والبحث عن وسائل لاستخدام هجمات بيولوجية، أو الحصول على أسلحة كيميائية أو إشعاعية ونووية في المستقبل، وهو الأمر الذي يستدعي تشديد وسائل الحفاظ على مستودعات هذه المواد ومتابعة عمليات نقلها والتعامل معها.
كذلك فإن الدور الذي لعبته تقنيات التواصل عن بُعد، وكذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي يستدعي أيضا التنبه إلى سوء الاستخدام المحتمل للذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات الناشئة وتحويلها إلى أسلحة في يد الإرهابيين، حيث تقول المديرة التنفيذية للمديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب في إفادتها “يجب أن نولي اهتماما خاصا إلى استخدام الجهات الفاعلة من غير الدول للذكاء الاصطناعي والتهديدات التي تشكلها، لأن الذكاء الاصطناعي قادر على تمكين هذه الجماعات من تهديد الأمن بطرق كانت غير عملية أو مستحيلة سابقا”، مضيفة أنه “مع تزايد انتشار الذكاء الاصطناعي والتقنيات المبتكرة الأخرى، من المرجح أن تبحث الجماعات الإرهابية عن سبل لتكييف واستغلال التقنيات الجديدة والناشئة.” حيث يتنوع هذا الاستغلال للذكاء الاصطناعي بين استخدام تقنيات تزييف الفيديوهات لنشر المعلومات المضللة والتحريضية وصولا إلى استخدام أنظمة الطائرات بدون طيار.
المصدر: اخبار جريدة الوطن