إعلان اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) بأن الوضع الوبائي لجائحة كورونا (كوفيد 19) في السلطنة يشير إلى انخفاض في معدلات الإصابة في معظم محافظات السلطنة، هو إعلان بقدر ما يبعث على الارتياح ويزيح كمًّا من الهواجس النفسية والقلق، بقدر ما يدعو إلى تعزيز جانب المسؤولية الوطنية، ويغلِّب جانب الوعي المجتمعي الذي كان له دوره وأثره الطيب في هذا الانخفاض، والتجاوب الطيب والتعاون الجيد من قبل المواطنين والمقيمين مع ما تقره اللجنة العليا من قرارات وإجراءات احترازية، ومع ما تدعو إليه وزارة الصحة من تعليمات وإرشادات صحية.
لا ريب أن الانخفاض في معدل الإصابات في معظم محافظات السلطنة له انعكاساته الإيجابية وذلك من حيث الحد من توسع دائرة تفشِّي الوباء بين الناس، وبالتالي انخفاض عدد المصابين، وكذلك من حيث إمكانية ممارسة الأنشطة التجارية والصناعية بحزمها الست التي سمحت اللجنة العليا بعودة عملها، وهو ما سيكون له أثره الإيجابي أيضًا على الجوانب الاقتصادية والتجارية والاجتماعية، مع الالتزام التام والتحلي بالوعي الكبير عند ممارسة هذه الأنشطة، وعند ارتياد الناس مواقعها.
وإذا كانت اللجنة العليا قد أعطت صورة مريحة عن الوضع الوبائي في السلطنة، فإنها في المقابل لم تخفِ الجانب الآخر الذي يتطلب تعزيزًا للثقة والوعي المجتمعي والمسؤولية الوطنية، وذلك حين بيَّنت أن نِسَب إشغال أسرَّة المستشفيات، وخصوصًا أسرَّة العناية المركَّزة، لا تزال مرتفعة. وكذلك تدارس اللجنة ما يشهده عدد من دول العالم من عودة لافتة لانتشار هذا المرض في أعقاب افتتاح تلك الدول للأنشطة المختلفة؛ لذا فإن الجميع (مواطنين ومقيمين) أمام مسؤوليات كبيرة تتطلب الوفاء بها والتمسك بأهدابها، وأن لا تنازل عنها وصولًا إلى الهدف المنشود وهو صفر حالة، وهو أيضًا الغاية التي يجب أن تدور حولها مظاهر الوعي والمسؤولية، وتتضافر معها كل الجهود وتتكاتف وذلك لعدم التوصل حتى اللحظة إلى العلاج أو اللقاح الناجع للقضاء على الفيروس، فما يعلن عن اكتشافات للقاحات وعلاجات من قبل شركات الأدوية وبعض الدول الكبرى لا يزال تحت دائرة التشكيك من قبل الخبراء والأطباء.
لذلك فإن أنجع طرق التعامل مع الجائحة ما شددت عليه اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) وللحدِّ من تفشِّيه يكمن في الالتزام بالإجراءات الوقائية كارتداء الكمامات، والتباعد الجسدي، والمحافظة على نظافة اليدين، وغيرها من الإجراءات التي يؤدي الالتزام بها إلى حماية الفرد وأفراد أسرته وزملائه في مواقع العمل وسائر أفراد المجتمع من مخاطر الإصابة بالمرض.
إن ما يجب أن يعيه الجميع أن فيروس كورونا “كوفيد 19″ لا يزال يواصل انتشاره بدليل ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بالمرض في العالم والتي تسجل يوميًّا، لذا التحلي بالمبادئ الأخلاقية والإنسانية والشرعية والقانونية، والتقيد بالإجراءات الاحترازية والتعليمات الصحية أمر لا بد منه، مع أهمية الانتباه إلى أن هناك ذوي أمراض مزمنة حالاتهم تستدعي المراجعة الدورية للمستشفيات وكذلك التنويم، لا سيما التنويم بالعناية المركَّزة لصعوبة حالاتهم الصحية ولأجل إنقاذ حياتهم. حفظ الله الجميع من كل سوء ومكروه.
المصدر: اخبار جريدة الوطن