الرقابة الأسرية فـي ظل التعليم عن بُعد ..
الرستاق ـ من منى الخروصية:
■■ جاءت أزمة كورونا على العالم لتفرض وضعًا جديدًا ومختلفًا في كل تفاصيل حياتنا .. وهكذا أصبحت بعض الأنشطة الحيوية متعذرة في ظل وجود هذا الفيروس القاتل وسريع الانتشار.
ومع انطلاقة شهر نوفمبر بدأ التعليم الإلكتروني لأغلب الطلاب والطالبات في كل بقاع عمان الحبيبة، ومع بداية التعليم عن بُعد ظهرت تحديات متعددة وتطورت مهارات مختلفة، فكان التعليم عن بُعد نقلة حضارية في زمن التكنولوجيا رغم ما رافقه من تحديات، تم تذليل بعضها ولا يزال بعضها الآخر قائمًا ■■
فكانت المنصة التعليمية التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم هي الوسط المعرفي للربط بين الطالب والمتعلم وولي الأمر.
الفجوة التقنية بين الجيلين
(الوطن) رصدت بعض الردود من مسؤولين وأولياء أمور حول هذا الموضوع .. بداية يقول طلال بن سالم الخنبشي ـ أخصائي أمن معلومات: إن التحديات الأسرية في ظل التعليم عن بُعد تتمثل في جوانب رئيسية، منها التحديات الاجتماعية، والتحديات التقنية، والتحديات المالية والتحديات الأمنية السيبرانية، موضحًا بقوله: ولو عدنا إلى المحور الاجتماعي في الأسرة كنواة للمجتمع، فهنا نبدأ بولي أمر الطالب، فبعض أولياء الأمور لديهم عدم تقبل للتعليم الإلكتروني لأبنائهم وذلك بسبب تحدي الفجوة التقنية بين الجيلين، ويعود ذلك إلى التسارع التقني الذي لم يستطع الجيل الأبوي اللحاق به بسبب اختلاف الثقافات وطبيعة الحياة والفروق في التفكير .. وغيرها من الأسباب، فربما لا يعي الآباء والأمهات آلية وكيفية توظيف هذه النعمة في رفع كفاءة أبنائهم وذلك ليس بسبب عدم قدرتهم على تربية الأبناء، وإنما عدم قدرتهم على السيطرة على استخدام أبنائهم لتلك التقنية.
حوار بنَّاء مع الأبناء
سعود بن بدر الغافري ـ أخصائي اجتماعي يقول: أولًا على الطالب أن يعي الحدود التي يجب أن يتعامل معها من خلال وسائل التواصل والحدود، وهنا يحددها ولي الأمر ولا بد أن تكون صارمة، فَوَلي الأمر عليه أن يبين لابنه بعض النقاط ومنها: أن المنصة التعليمية من خلالها يتعامل الطالب مع مدير المدرسة ومعلمه وولي أمره، فعليه أن يحسن التفاعل والاستخدام معهم، وكذلك محتوى وسائل التواصل المليئة ببعض المحتويات والتي قد تكون غير مناسبة، مشيرًا إلى أنه على ولي الأمر عقد حوار بنَّاء وبشكل دوري مع الأبناء عما يقدم في وسائل التواصل الاجتماعي والأخذ بالمفيد منها.
التدرب على مهام جديدة
وتقول رقية بنت علي الهنائية ـ أخصائية توجيه مهني: إن تنمية مهارات الأبناء الخاصة بالتعامل مع التقنيات الحديثة والتواصل الفعال عبر الإنترنت وضرورة التدرب على مهام جديدة مثل البحث عن المعلومات باستخدام شبكة الإنترنت، وكتابة الأبحاث، والتعلم التشاركي الذي يساعد على مساهمة كل طالب بما لديه من معلومات ومعارف أثناء عملية التعلم مما يزيد من ثقته بنفسه وبمهاراته، حيث يساعد التعليم الإلكتروني في تنمية مهارات مهمة مثل التعلم المستقل، والتعلم مدى الحياة، وهي كلها مهارات تساعد على تنمية التفكير النقدي وتنمية الإبداع.
مخاطر التعليم الإلكتروني
رمزية بنت طالب المعمرية تقول: دراسة الأبناء عن بُعد يتطلب من أولياء الأمور أن ينصحوا أبناءهم ويخبروهم بالمخاطر التي قد تواجههم من خلال التعليم الإلكتروني، وذلك بعدم فتح أي برنامج غير مفيد بعد الانتهاء من حصته، وأنا كَوَلية أمر بإمكاني حجب بعض البرامج عن أبنائي التي ليس لها علاقة بدراستهم، وأيضا بإمكاني ربط برامج دراستهم بهاتفي؛ كوني غير موجودة دائما معهم وذلك لمتابعتهم، وبذلك أكون مطمئنة من حيث معرفة ما يقومون بدراسته، وبعدم فتحهم لبرامج أخرى قد تؤثر سلبًا عليهم.
سلبيات تواجه نظام الدراسة
شمسة بنت صالح المعمرية تقول: هناك الكثير من التحديات في الدراسة عن بُعد في ظل جائحة كورونا، ومما لا شك فيه أن هناك سلبيات تواجه نظام الدراسة عن بُعد ومنها عدم استيعاب الطالب لشرح المعلم نتيجة سرعة الشرح وعدم إعطاء الطالب حقه في الوقت من طرح الأسئلة والنقاش، وسرعة تمرير الدروس للطلاب، وعدم وجود ولي الأمر في الفترة الصباحية وعدم وجود مراقب، ولذلك يقوم بعض الطلاب بعد خروج المعلم بالفوضى والتنمر والتعارف والحديث عن الألعاب والموضة.
المصدر: اخبار جريدة الوطن