– نيابة عن جلالة السلطان .. فهد بن محمود يترأس وفد السلطنة فـي قمة«التعاون»
– السلطنة: ما تشهده الساحتان الإقليمية والدولية من متغيرات ومستجدات يستوجب تنسيق المواقف وتحديدأفضل الوسائل للتعامل مع التحديات
– بيان العلا يؤكد على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي وتعزيز أواصر الود والتآخي بما يخدم آمال وتطلعات الشعوب
العُلا «السعودية» ـ «الوطن» ـ وكالات:
نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ترأس صاحب السُّمو السَّيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء وفد السلطنة في مؤتمر القمة الحادي والأربعين لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (قمة السلطان قابوس والشيخ صباح) التي عقدت أمس في مدينة العُلا بالمملكة العربية السعودية.
وقد أدلى صاحب السُّمو السَّيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء لدى وصوله ببيانٍ صحفي فيما يلي نصُّه:
بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة الحادي والأربعين لقادة دول مجلس التعاون الخليجي بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، فإنه ليشرِّفني رئاسة وفد السلطنة نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان المعظم، وأن أنقل تحيات جلالته إلى إخوانه القادة مقرونة بالتمنيات الطيبة للمؤتمر بالتوفيق في تحقيق الأهداف المرجوة.
إن ما تشهده الساحتان الإقليمية والدولية من متغيرات ومستجدات ليستوجب تنسيق المواقف، وتحديد أفضل الوسائل للتعامل مع التحديات، حفاظا على مصالح هذه المنطقة، وتحقيقا لتطلعات الشعوب الخليجية نحو مستقبل أفضل يسوده الاستقرار والأمان.
لقد حقق مجلس التعاون العديد من المنجزات على جميع الأصعدة مما يتطلب معه بذل المزيد من الجهود لتعزيز التطوير في كافة القطاعات، دعمًا للمكتسبات التي تحققت منذ تأسيس المجلس عام1981م.
إن سلطنة عُمان لتؤكِّد مواصلة دعمها لمسيرة مجلس التعاون، كما تُعرب عن تقديرها للمملكة العربية السعودية قيادةً وحكومةً وشعبًا، وتدعو المولى عزَّ وجلَّ أن ينعم على الشعب السعودي الشقيق وكافة شعوب المجلس باطراد الخير والتقدم والازدهار والله ولي التوفيق.
وناقشت القمة عددًا من الموضوعات المهمة لتعزيز مسيرة التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية إلى جانب استعراض التطورات السياسية الإقليمية والدولية وانعكاس الأوضاع الأمنية في المنطقة على دول المجلس.
وترأس الاجتماع نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حيث قال سموه في افتتاح القمة: نفتقد هذا العام قائدين كبيرين كان لهما دور كبير في دعم العمل الخليجي المشترك وهذه المسيرة المباركة جلالة السلطان قابوس بن سعيد وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد ـ رحمهما الله ـ وعرفانًا لما قدماه من أعمال جليلة عبر عقود من الزمن في دعم مسيرة المجلس المباركة؛ فقد وجَّه سيدي خادم الحرمين الشريفين بتسمية هذه القمة بمسمى (قمة السلطان قابوس والشيخ صباح) سائلين المولى ـ عزَّ وجلَّ ـ لهما الرحمة والمغفرة، ولصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، وصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الصباح التوفيق والسداد لمواصلة مسيرة الخير والنمو والازدهار في بلديهما الشقيقين، ودعم عملنا الخليجي المشترك.
كما قال: إننا لننظر ببالغ الشكر والتقدير لجهود رأب الصدع التي سبق أن قادها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد ـ رحمه الله ـ واستمر بمتابعتها صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد. كما نشيد في هذا الشأن بمساعي الولايات المتحدة الأميركية الصديقة، وجميع الأطراف التي أسهمت بهذا الشأن، حيث أدت هذه الجهود بحمد الله ثم بتعاون الجميع، للوصول إلى اتفاق بيان العلا والذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها.
كما ألقى صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، كلمة أشاد فيها بحرص الإخوة كافة على عقد هذا اللقاء “لنتمكن معا من دعم عملنا الخليجي والعربي المشترك والحفاظ على مكاسبنا، وتحقيق ما تتطلع إليه شعوبنا من آمال وطموحات.”
وأشاد سُموه بالإنجاز التاريخي بالتوقيع على (بيان العلا) مستذكرا الدور المخلص والبناء الذي بذله في هذا الصدد الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ـ رحمه الله ـ الذي أسهم بشكل كبير في نجاح هذا الاتفاق.
وعبَّر سُموه عن بالغ الثناء والتقدير للمملكة وقيادتها الحكيمة على مبادرتها الكريمة بإطلاق اسم قمة (السلطان قابوس والشيخ صباح) على القمة الحالية تقديرًا لمسيرة الراحلين العطرة وسنوات عطائهما في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والقضايا الدولية والإنسانية، وما تعكسه تلك المبادرة من لمسة وفاء اعتدنا عليها من لدن خادم الحرمين الشريفين.
وأعرب سُموه عن بالغ التقدير عن الجهود الخيرة التي بذلت لتحقيق الهدف السامي من جانب الإخوة الأشقاء كافة وفخامة رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب والمستشار جاريد كوشنر، مشيدا بجهودهم الداعمة لهذا الاتفاق، ومثمنا حرص الأشقاء قادة دول مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية على بذل المزيد من الجهود لتحقيق كل ما فيه الخير لشعوبنا.
وقدَّر سُمو أمير دولة الكويت الدور البارز لجمهورية مصر العربية ومواقفها الداعمة للقضايا التي تهم أمن المنطقة واستقرارها.
وقال سُموه: إن تسمية إعلاننا باتفاق التضامن إنما يجسد حرصنا عليه وقناعتنا بأهميته، كما أنه يعكس في جانب آخر يقيننا أن حفاظنا عليه يعد استكمالا واستمرارا لحرصنا على تماسك ووحدة أمتنا العربية.
وقد وقَّع قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي على البيان الختامي للقمة وبيان العُلا.
حضر أعمال اجتماع الدورة الـ41 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، كبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين والأمين العام لجامعة الدول العربية الأستاذ أحمد أبو الغيط.
كما شاركت جمهورية مصر العربية ممثلة بوزير الخارجية سامح شكري في أعمال الاجتماع.
وكان صاحب السُّمو السَّيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء قد وصل إلى مدينة العُلا بالمملكة العربية السعودية، حيث كان صاحب السُّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية في مقدَّمة مستقبلي سُموه لدى وصوله مطار الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز في محافظة العُلا.
كما كان في استقبال سُموه معالي الدكتور نايف فلاح الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ونائب رئيس بعثة السلطنة بالمملكة العربية السعودية.
هذا وقد عاد إلى البلاد مساء أمس صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بعد أن ترأس وفد السلطنة في اجتماعات القمة حيث بعث سموه بعد اختتام أعمال المؤتمر ببرقيات شكر للقيادة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، ضمنها سموه الشكر والتقدير لما لقيه والوفد المرافق من حُسن استقبال وضيافة.
وكان في استقبال سموه لدى عودته معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة ومعالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسقط ومعالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ومعالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار ومعالي الدكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل وسعادة السفير عيد بن محمد الثقفي سفير المملكة العربيّة السعوديّة المعتمد لدى السلطنة.
ورافق سُموه وفدٌ رسمي يضم كلًّا من: معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية ومعالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي وزير العدل والشؤون القانونية وعدد من المسؤولين في الحكومة.
وتزامن انعقاد القمة الخليجية مع مرور 40 عامًا على تأسيس مجلس التعاون الخليجي في 25 مايو 1981م بمشاركة الدول الست والهادف إلى تحقيق التعاون والتكامل بينها في جميع المجالات.
وكانت الكويت أعلنت مساء أمس الأول التوصل إلى اتفاق يتم بموجبه فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر اعتبارا من مساء يوم الاثنين.
المصدر: اخبار جريدة الوطن