على الرغم من تداعيات جائحة انتشار فيروس كورونا، وتزايد عدد الإصابات، خصوصًا الإصابات الخطيرة وما سبَّبته من إنهاك للنِّظام الصحِّي في السلطنة, إلا أن استمرار قدرة المنظومة الصحِّية أمر يُدلِّل على جهودٍ مُضْنية يبذلها القائمون على النِّظام الصحِّي، ويمكن استنباط حجمها من خلال استقراء حجم التحدِّي.
وما يُشهد على هذه الجهود المُضْنية هو أنَّه منذ بداية جائحة كورونا كان لدى المؤسسات الصحِّية الحكومية في السلطنة أقلُّ من 148 سريرًا في العناية المركَّزة فقط، وتضاعف عدد الأسرَّة بها حاليًّا إلى عشرات الأضعاف.
كما أن تضاعف أعداد المنوَّمين، وخصوصًا في وحدات العناية المركَّزة، دفع إلى استقطاب أعداد من الأطباء بلغ عددهم منذ بدء الجائحة ألفين و64 طبيبًا رغم الشُّح العالمي للمهنيين في هذا القطاع.. لكنَّ جهود القطاع الصحِّي جعلت السعة الاستيعابية للمؤسسات الصحِّية في السلطنة أعلى مقارنة بالدول الأخرى المتقدِّمة.
كذلك فإن هذه الجهود تتضاعف مع التركيز على المتحوِّرات المثيرة لِلْقَلَق وهي ٤ أنواع (ألفا، بيتا، جاما، دلتا) لأنَّها تتسبَّب في زيادة قدرة الفيروس على الانتقال، والتغيير في المظاهر السريرية للمرض، ما جعل نسبة انتشار الفيروس الآن أسرع بكثير عن العام الماضي لتبلغ أكثر من 80 بالمئة.
كما أن الملاحظة الجديدة بزيادة نسبة المصابين على مستوى جميع الفئات، خصوصًا الفئة العمرية من٣٠ إلى ٥٠ سنة، والإصابات لدى الأطفال من ١٢ سنة فما دُون.. يدفعنا إلى أن نكون أكثر حذرًا، فالتَّقَصي الوبائي يُظهر أن السبب الأكبر يعود إلى التجمُّعات العائلية، وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن