الثلاثاء ، 24 ديسمبر 2024
احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن: توجيهات سامية بتكامل الأدوار بين الحكومة والمواطنين

رأي الوطن: توجيهات سامية بتكامل الأدوار بين الحكومة والمواطنين

تفتح اللقاءات السَّامية التي يتفضَّل بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ويعقدها مع شيوخ الولايات مرحلة متقدِّمة من العمل التنموي تقتضيه مسيرة البناء والتنمية للنهضة المباركة المتجدِّدة، حيث يحرص جلالته خلال هذه اللقاءات على الاستماع المباشر للمواطنين، ورصد تطلعاتهم نَحْوَ المستقبَل، والتعرُّف عن كثب على احتياجاتهم التنموية في محافظات الوطن كافَّة والتي بدأت في محافظة ظفار ثم محافظتَيْ الداخلية والوسطى، ووصلت في مرحلتها الحالية إلى محافظة جنوب الشرقية، التي التقى عاهل البلاد المفدى بشيوخ ولاياتها بحصن الشموخ العامر بولاية منح أمس، حيث جاء اللقاء ليرسِّخ النَّهج السَّامي المتجدِّد لجلالته ـ أبقاه الله ـ السَّاعي إلى الالتقاء بالمواطنين في كُلِّ شِبرٍ من أرجاء الوطن العزيز، وذلك إيمانًا من جلالته بأهميَّة الاستماع المباشر لِمَا يطرحونه من رُؤى ومقترحات بنَّاءة تصبُّ في مصلحة الوطن والمواطن، وهو نهجٌ سامٍ يعكس دَوْرًا جديدًا للمواطن في بناء وطنه، ويُعطي نموذجًا فريدًا في تحقيق المشاركة الشعبية في وضع خطط ورُؤى المستقبَل، ما يُعزِّز المساعي نَحْوَ مستقبَلٍ أفضل يحمل الخير للأجيال القادمة.
ولم يكن الاستماع إلى احتياجات وأفكار ومقترحات المواطنين ممثلًا في شيوخ الولايات فقط، وإنَّما شهد اللقاء تفضُّل جلالته ـ أعزَّه الله ـ باستعراض جملة من الموضوعات التي تهمُّ الشَّأن المحلِّي، حتَّى يتسنَّى للمواطنين التعرُّف على أهمِّ الخطوات التي تُتَّخذ لقيادة الوطن نَحْوَ إشرقات المستقبَل، ممَّا يُكوِّن الوعْيَ لدى المواطنين، ويُطْلعهم على خطوات بناء الوطن، والدَّور المنوط بالحكومة والمواطن القيام به من أجْل تحقيق تلك الأهداف الطموحة. لذلك فقد أكَّد جلالته ـ أيَّده الله ـ في حديثه السَّامي أنَّ السَّلطنة ماضية بعون الله في تنفيذ خططها وبرامجها بمختلف المجالات رغم التحدِّيات؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المنشودة، وبناء حاضر زاهر، ومستقبَلٍ مُشرق لكُلِّ أبناء الوطن أينما كانوا على هذه الأرض الطيِّبة، وأنَّ على المحافظات والمجالس البلدية القيام بأدوارها التنموية الوطنية اللازمة في هذه المرحلة كما أُريد لها أنْ تكون، ومضاعفة الجهود للنُّهوض بالمجتمع في كُلِّ ولاية.
وفي لَفْتةٍ تعكس الحرص السَّامي على تنمية المؤسَّسات الصَّغيرة والمتوسِّطة، التي تُعدُّ إحدى أهمِّ قواطر التنمية في الاقتصادات الحديثة، فقد تفضَّل جلالته ـ أبقاه الله ـ وأسدى توجيهاته السَّامية الكريمة للجهات المعنيَّة، وهي: (وزارة المالية، وهيئة تنمية المؤسَّسات الصَّغيرة والمتوسِّطة، وبنْك التَّنمية العُماني) بتمويل البرامج الخاصَّة التي تُعنى بهذا الجانب، وسوف توفر الحكومة الحوافز اللازمة لضمان نجاحها، وهو ما يعكس الاهتمام السَّامي بريادة الأعمال والمؤسَّسات الصَّغيرة والمتوسِّطة، ودَوْرها في تنشيط الحركة الاقتصادية، وتوفير فُرص عمل في المحافظات، وذلك بالاستفادة من الميزة النسبية لكُلِّ محافظة، كما يُعدُّ ذلك تشجيعًا من لدُن جلالته لأبنائه روَّاد ورائدات الأعمال لتأسيس مشاريعهم الخاصَّة، التي سيكون لها دَوْر ملموس في تحقيق قيمة اقتصادية مضافة، وتسهم في تحقيق التنويع الاقتصادي الذي يُعد الهدف الرئيسي لرؤية عُمان 2040، والذي سيكون له دَوْر في بناء مستقبَل زاهر يشمل أبناء الوطن كافَّة في ظلِّ الرُّؤى السَّديدة لجلالته ـ حفظه الله ـ.
وتأتي أهميَّة تلك اللقاءات في تواصل الحوارات المفتوحة بَيْن القائد المفدى وأبناء شعبه، والنظر بعناية لِمَا طرحه مشايخ المحافظة؛ حيث طرحوا العديد من احتياجات متعلِّقة بولاياتهم كالمشاريع والخدمات ذات الصلة بالجوانب التنموية، ممَّا يجعل الخطط والبرامج نابعة من الاحتياجات الحقيقية لتلك الأماكن في جميع ربوع الوطن، كما جاءت توجيهات جلالته القاضية بضرورة العمل بمبدأ التكاملية بَيْن الحكومة والمواطنين لتنفيذ المشاريع الهادفة التي تخدم الصالح العام، وتذليل الصعوبات كافَّة التي من شأنها أنْ تعوق مسيرة التنمية الشاملة، لتُبين لأبناء الوطن جميعًا الدَّور المنوط بهم في هذه المسيرة المباركة، لتلتقي القدرات الشعبية مع الحكومية وتتضافر في ملحمة البناء المستمرِّ والمتواصل من أجْل رفعة عُمان محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا. فليحفظ الله عُمان وقائدها المفدى، ويعجِّل بالخير لأبنائها في الولايات والمحافظات كافَّة.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى