تقام الأحد القادم الموافق 4 مايو الجاري، ندوة حول “الثقافة الشعبيّة في عمان”، بالاشتراك بين النادي الثقافي وجامعة السلطان قابوس ممثلة في كليّة الآداب والعلوم الاجتماعية، وبمشاركة عشرة باحثين من ذوي الاختصاص يقدمون عشر أوراق عمل تسلط الضوء على عدة جوانب هامة في مجال الثقافة الشعبية في السلطنة.
وتتوزع فعاليات الندوة على جلستين صباحية ومسائية، حيث تقام الجلسة الصباحية في تمام الساعة العاشرة صباحا بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، فيما تقام الجلسة المسائية في تمام الساعة السابعة مساء بالنادي الثقافي، وذلك تحت رعاية الدكتور عبدالله الكندي، عميد كليّة الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس. وتنطلق هذه الندوة من مفهوم أن الثقافة الشعبيّة المغروسة في حياة الناس، وفي سلوكهم وعاداتهم ومختلف مجالات حياتهم تحمل وعيَ الشعوب وقدرَتَها على التفاعل مع الكون من حولها، إذ تبتكر وسائطَ للتعبير والتواجُد، وتختلق حكايات وأصواتا وأشكالا وألوانا تُحقّق بها فرادتَها وتميّزَها.
ولا ريب أنّ عمان بثقلها التاريخي، وحضاراتها المتعاقبة، وثراء مخزونها المعرفي، قد أبدعت ثقافات شعبيّة ساهمت في تكوين الفرد وبناء وعي الجمع، عبر أشكال متنوّعة ظهرت في القصص الشفويّ المتوارث، الحامل قدرةَ الفرد على مواجهة الصعاب، وعلى فهم الظواهر الغريبة، العجيبة، المعبّر عن إبداع متراكم للتجربة البشريّة تتوسّط بالحكاية لاحتواء الرؤية والأسطورة والمعتقد، وتتوسّل بالموسيقى المحليّة في تفاعلها مع الكوني واستيعابها للخاصّ المميّز، وتُعمِلُ الأشكال والألوان في تصاويرَ ومهارات يدويّة معبّرة ودالّة على قدرة الفرد العماني على التأقلم الفنيّ مع الطبيعة، وعلى التفاعل مع حوادث التاريخ.
وعلى هذا، فإنّ حقائق الشعوب تمكن أن تُدرَك في عمقها من ثقافاتها الشفويّة. ومن هذا المنطلق كان التوجّه إلى إثارة مباحثَ يمكن أن تشكّل أرضيّة لدراسات لاحقة، وأن تخرج بعلمها وأكاديميتها ومناهجها إلى الفضاء الأساس، إلى الواقع في تراكمه ومختلف تشكّلاته، لعلّها بذلك تُساهم في فهم هذا الواقع وتأصيل مظاهره، والإمساك بثقافاته التي بدأ قسم هامّ منها بالاندثار.
الجلسة الأولى (كلية الآداب)
يشتمل برنامج الجلسة الأولى التي تقام في تمام العاشرة صباحا بكلية الآداب وتترأسها الدكتور جوخة الحارثية على كلمة الكليّة ويلقيها الدكتور عبدالله الكندي عميد الكلية. وتبدأ أوراق العمل بورقة الدكتور أحمد يوسف: (الثقافة الشعبية في ضوء الدراسات البنيوية والسيميائية)، فيما يقدم الدكتور بلقاسم مختار ورقة تتناول: (معارف ومهارات التأقلم في العمران العماني التقليدي)، أما الدكتور محمد العزيز نجاحي فيناقش في ورقته: (دور الحكاية الشعبيّة في تنمية قيمة المطالعة والقراءة لدى الطفل)، ويقدم الدكتور مسلم الكثيري ورقة حول: (الموسيقى العمانية)، فيما يقدم الدكتور غازي شقرون ورقة بعنوان: (الحكاية الموجّهة للطفل والشخصيّة القيمية).
الجلسة الثانية (النادي الثقافي)
وفي تمام السابعة مساء تنطلق في النادي الثقافي وقائع الجلسة الثانية التي يترأسها الدكتور محمد زروق، وتشتمل على خمس أوراق عمل، حيث يقدم الدكتور ماجد بن حمد الحارثي ورقة بعنوان: (العرض الموسيقي في عمان: صور من الماضي البعيد)، فيما تقدم الدكتورة عائشة الدرمكية ورقة تتناول: (البنية العاملية للأرواح في المعتقد الشعبي في عمان)، وتقدم الدكتورة جوخة الحارثية ورقة تناقش: (إشكاليّة تقديم الحكايات الشعبيّة للأطفال)، بينما يقدم الدكتور أحمد الحنشي: (قراءات مقارنة في السرد الشعبي العماني)، فيما تتناول ورقة الدكتور سعيد السيابي: (الأصوات التراثية في المسرح العماني).
يشار إلى أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة ندوات فكرية وثقافية تقام بالاشتراك بين النادي الثقافي وجامعة السلطان قابوس، حيث ستقام بتاريخ 13 مايو الجاري ندوة مشابهة تتناول التجربة الإبداعية لدى مبارك العامري، وسيتم جمع أوراق العمل وتحريرها علميا ثم يقوم النادي الثقافي بإصدارها في كتاب ضمن إصدارات البرنامج الوطني لدعم الكتاب، على غرار الكتاب الذي صدر مؤخرا بعنوان: (عالم علي المعمري السردي).