احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / المكفوفون .. فئة بحاجة إلى المساندة وتمكينهم مجتمعيا

المكفوفون .. فئة بحاجة إلى المساندة وتمكينهم مجتمعيا

– رئيسة قسم التدريب وتوعية المجتمع بوزارة الصحة : الدراسة شملت «38» حالة من فئات المكفوفين من الجنسين بين 18 ـ 40 عاما

– لغة «برايل» لها دور مهم فـي إرشاد الكفيف لمعرفة الدواء الذي يتناوله

كتب ـ سليمان بن سعيد الهنائي:
المكفوفون هم فئة من المجتمع علينا أن نساهم في تذليل كل ما يلزمهم ونعزز من قدراتهم النفسية والمعنوية ونحرص على إيجاد السُبل التي (تخفف) من معاناتهم وتحدياتهم لقد أصبح أمرًا يحتاج الى تكاتف ووقفة جادة وتسخير كل المقومات ليكونوا على قدرٍ عالٍ من اعتمادهم على أنفسهم دون الحاجة الى مساندة الاهل أو غيرهم، وهذا طبعًا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا قمنا بتوفير الحلول الكفيلة لهم، فهناك منصات في وسائل التواصل الاجتماعي تمكّن فئة المكفوفين القدرة على أستخدامها وتخفف عليهم العديد من التحديات.. هذا أبرز ما خرجت بها الدراسة الإ ستطلاعية التي أعدتها الدكتور حوراء بنت علي رمضان اللواتية رئيسة قسم التدريب وتوعية المجتمع بدائرة الاستخدام الرشيد للدواء بوزارة الصحة، حيث قالت: قمنا بدراسة استطلاعية العام الماضي 2022م لمعرفة معاناة المكفوفين في أخذ أدويتهم في المنزل دون الحاجة لوقفة من قريب لديهم أو غيرهم والحلول التي يقترحونها ويفضلونها والتي تحتاج الى بلورتها على أرض الواقع يستفيد منها المكفوف، موضحة أن الدراسة شملت أعضاء وطلبة جمعية النور للمكفوفين ومعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين وصل عددهم الى (38) حالة في أعمار تراوحت بين 18 وحتى 40 عامًا تضمنت طرح عدد من النقاط تمت مناقشتهم حول أفضل الوسائل المتاحة لتمكينهم من أخذ تناول الدواء والمناسبة للمكفوفين سواء أكانت بلغة (برايل) أو باستخدام التقنيات الحديثة.
وذكرت الباحثة بأن الدراسة شملت الجنسين بلغ نسبة الذكور فيها (68) بالمائة، فيما بلغ نسبة الاناث (32) بالمائة ركزنا فيها عن الحالة الصحية من ناحية إصابتهم بالأمراض المزمنة، حيث بلغت النسبة (18) بالمائة، وغير المصابين (82) بالمائة، وأظهرت النتائج بأنه وصل نسبة الإصابة في بعض الأمراض المزمنة الى (43) بالمائة جاء ضغط الدم الأكثر ارتفاعًا، والسكري (14) بالمائة، والصرع (14) بالمائة.
وقالت الدكتورة حوراء: إن نسبة الأفراد الذين يقومون بمساعدة الكفيف في أخذ دوائه وصلت نسبة الذين يأخذون الدواء بأنفسهم الى (55) بالمائة، بينما من يقومون بمساعدة الأهل الى (35) بالمائة، موضحة بأن الأساليب التي يستخدمها المكفوفون لتحديد ومعرفة اسم الدواء وصلت نسبته الى (42) بالمائة وذلك من خلال لمس الدواء أو شمه، أما عن الصعوبات التي يواجهها المكفوفون عند استعمال الدواء فجاءت نسبة (38) بالمائة منها عدم معرفة اسم الدواء والغرض من استخدامه والجرعة المناسبة وكيفية تخزينه والمعلومات الخاصة بالإرشادات.
مشيرة إلى أن الحلول المقترحة من قبل المكفوفين حيال تحسين استخدام الادوية تضمنت (45) بالمائة من المرضى يفضلون طباعة اسم الدواء وتاريخ الصلاحية على علب الدواء بلغة (برايل) واستخدام تقنيات حديثة أيضًا مثل: استخدام التطبيقات في الموبايل التي تقوم بترجمة المادة المكتوبة على علب الأدوية بصوت مسموع، بينما آخرون يفضلون استخدام تطبيقات الهاتف النقّال فقط، حيث وصلت نسبتهم الى (23) بالمائة، وأيضًا (5) بالمائة يرجحون استخدام لغة (برايل) فقط يكتب بها تاريخ الصلاحية والانتهاء من العلبة مع النشرات الدوائية.
لغة برايل
وبينت الدكتور بأن من خلال المناقشات والملاحظات تضمنت معه تحليل الاستبانات أو المناقشة المباشرة مع المعنيين ندرك من خلاله بأن لغة (برايل) لها دور هام في ارشاد الكفيف لمعرفة الدواء الذي يتناوله، حيث قامت بعض الدول اعتماده رسميًا وسنّت القوانين من أجل إخضاع شركات الأدوية لاستخدامها في علب الادوية ولكن الملاحظ أنها غير كافية في اعطاء المعلومات الدوائية للمريض، حيث تبيّن من خلال الشرح المقدم لنا بأن لغة (برايل) لها حجم معين ثابت يصعب كتابة معلومات كثيرة على علبة الدواء ويكتفى غالبًا بكتابة اسم الدواء التجاري وقوة الدواء وذلك بسبب المساحة المحدودة في علبة الدواء وعدم القدرة من استيعاب كل التفاصيل الذي يحتويه الدواء.
وأكدت الدكتورة أن المعلومات المقدمة بلغة (برايل) من اسم الدواء وقوته رغم محدوديتها قد تكون كافية لتجنيب الكفيف من أخذ دواء مختلف، وبالتالي تفادي حدوث أي مضاعفات أو تسمم، وأيضًا نسبة كبيرة منهم يقومون من تناول أدويتهم بأنفسهم بسبب ما حظوا به من تعليم ولديهم القدرة في استخدام التقنيات الحديثة المتوفرة في الهواتف النقالة، وغيرها.
توظيف الوسائل
وناشدت الدكتورة الإسراع في توظيف وسائل التواصل وتطويرها لما له من فائدة مرجوة منه ولإتاحة الفرصة لهم في خدمة أنفسهم بصورة مباشرة ومعرفة أدق التفاصيل المصحوبة بالإرشادات والمعلومات الصحية والدوائية.
موضحة أن الدارسة خلصت على عدد من التوصيات لتعزيز مدى الاستفادة من التطبيقات المتوفرة والمجانية لتوعية فئة المكفوفين سواء أكانت توعية دوائية أو صحية وذلك عن طريق تفعيل تطبيقات وصف الصورة على سبيل المثال في (تويتر).
وأضافت: نأمل بأن تقوم شركات الأدوية المحلية بطباعة اسم الدواء التجاري على أغلفة العلبة بلغة (برايل)، وأيضًا أن يتم توريد الأدوية من الشركات الدوائية التي تقوم بطباعة المعلومات الدوائية بذات اللغة.
وفيما يتعلق باستخدام التقنيات الحديثة فأكدت بأن العملية يجب أن تكون تكاملية تستقطب تقنينًا سواء في جمعية النور أو معهد عمر بن الخطاب أو حتى من المديرية العامة لتقنية المعلومات بوزارة الصحة لعمل تصور في آلية معينة تُسهم في تحديث تطبيق خاص في الهواتف النقالة تمكن الكفيف من خلاله تصوير الدواء مع وجود الباركود (رمز الاستجابة السريعة) مثلًا لنبني عليه توضيح سمعي بعدها يتم رفع المقترح للدائرة والتي سوف تسعى بقدر الامكان لإيجاد المساعدة في ذلك.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى