في نسخته السابعة ينطلق اليوم مهرجان المسرح العماني في مسيرة متواصلة لا تستهدف إيجاد حراك ثقافي فقط , بل تمتد أهداف هذه المسيرة لتلامس غاية أساسية من غايات التنمية وركنها الأساسي المتمثل في الإنسان العماني.
فمسيرة المسرح العماني لازمت الحركة التعليمية حيث أن بدايات العروض المسرحية كانت في أعرق الصروح التعليمية المتمثلة في المدارس السعيدية الثلاث والتي تأسست في مسقط عام 1940م و في مطرح عام 1959م وفي صلالة عام 1951م ؛ حيث عملت هذه المدارس الثلاث في ظل إمكانيات بسيطة جدا لتعرف الطلبة على صور عفوية وأولية للدراما المسرحية.
وباستمرار المسيرة تم إثراء الحراك الثقافي عبر ما نشهده اليوم من فرق مسرحية استدعت وجود كتاب ومخرجين وفنيي ديكور , ومهن أخرى يقوم عليها المسرح لتتجسد مقولة “المسرح أبو الفنون” ؛حيث من خلال المسرح نشطت حركة الدراما والتأليف وغيرها من الفنون التي حلقت بالجانب الثقافي في نهضتنا الشاملة إلى آفاق عالية.
وعلى ما أوجده من حراك ثقافي فإن المسرح العماني مؤهل للعب دور أكبر في مسيرة التنمية والإسهام في شموليتها لتكون أكثر من مجرد نمو اقتصادي تتحدث عنه المؤشرات أو تطور تكنولوجي ؛بل تمتد هذه الشمولية لتشمل تعزيز الذائقة الفنية والقدرة على تفهم واستيعاب كل ما هو جديد بالإضافة إلى تعزيز ثقافة الحوار كأحد العوامل الرئيسية لتطوير العقل خاصة وأن المسرح ما هو إلا فعل متعدد المستويات لاعتماده على ايصال الرسالة المعتمدة على التواصل الجماهيري.
وحينما تتنافس 8 فرق مسرحية على جوائز المهرجان فإنها تستمد ثراء هذه المنافسة من البعد التاريخي والحضاري لمدينة صحار التي تحتضن فعاليات المهرجان فيما لابد وأن تفتح هذه المنافسات المجال أمام المزيد من الأعمال المسرحية الهادفة التي تواكب متطلبات هذه المرحلة الهامة من مسيرة التنمية.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن