ساو باولو ـ وكالات: تتجه أنظار العالم وعشاق الساحرة المستديرة مساء اليوم الخميس صوب ملعب كورنثيانز ارينا بمدينة ساو باولو البرازيلية لمتابعة افتتاح عرس الكرة العالمية بمباراة البرازيل وكرواتيا، وتعود بطولة كأس العالم إلى البرازيل ، حيث سيكون البلد المضيف هو المرشح الأقوى للفوز باللقب وسط تمنيات الجميع ببطولة سلسة خالية من المنغصات. وتنطلق منافسات بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل التي يتنافس فيها 32 فريقا وتختتم في 13 يوليو المقبل مساء اليوم الخميس بالتوقيت المحلي بلقاء البلد المضيف مع كرواتيا باستاد ساو باولو الجديد الذي لم يشهد أي مباريات تجريبية مناسبة قبل مباراة اليوم بسبب التأجيل المتكرر في انتهاء العمل به ووفاة العمال فيه نتيجة لانهيار جزء من سقف الاستاد. ولكن الفرق ال32 أصبحت موجودة في البرازيل والاستادات ال12 أصبحت جاهزة لاستضافة المباريات بعد العديد والعديد من التأخيرات في أعمال البناء والتسليم ، والتي تعتبر إحدى السقطات العديدة التي انتشرت عبر البلد الشاسع بداية من مدينة ماناوس التي تقع وسط غابات الأمازون ووصولا إلى مدينة ريو دي جانيرو. وكانت بطولة كأس القارات التي استضافتها البرازيل العام الماضي شهدت العديد من المظاهرات التي تعارض الإنفاق الحكومي الهائل على بطولة كأس العالم وتطالب بتحسين مستوى المعيشة ، كما صبت المظاهرات غضبها على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بسبب لوائحه المتشددة ذات الطابع الاستعماري. وكان 11 مليار دولار تقريبا تم إنفاقها على البنية التحتية لبطولة كأس العالم ، من بينها أربعة مليارات دولار على الاستادات وحدها. وذلك منذ أن أختيرت البرازيل في 2007 لتنظيم بطولة كأس العالم 2014 . ولم يترك جيروم فالكه السكرتير العام للفيفا لنفسه أي أصدقاء في البرازيل عندما قال في إحدى المرات أن البلد المضيف يحتاج “إلى ركلة قوية” لكي يعوض التأخير المستمر في جدول أعماله. ولكن الفيفا أبدى ثقته لاحقا في البلد المضيف لتحقيق المطلوب منه رغم اتخاذه بعض إجراءات الحيطة والحذر مثل إلغاء كلمتي رئيسة البرازيل ديلما روسيف ورئيس الفيفا جوزيف بلاتر في حفل افتتاح المونديال المقرر اليوم بعدما واجه الاثنان صافرات الاستهجان القوية خلال بطولة كأس القارات. وتسعى روسيف إلى إعادة انتخابها في أكتوبر المقبل بينما يسعى بلاتر لترشيح نفسه لفترة ولاية خامسة بالفيفا العام المقبل مما تسبب في نفور الجزء الأوروبي القوي في الفيفا ، خاصة مع تزايد اتهامات الفساد الموجهة إلى الفيفا فيما يتعلق بمنح قطر حق استضافة بطولة كأس العالم لعام 2022 . وسيأمل كل من روسيف وبلاتر في عدم ظهور المزيد من المظاهرات أو الإضرابات ، مثل إضراب العاملين في مترو انفاق ساو باولو ، التي يمكن أن تسرق الأضواء من النجم البرازيلي نيمار أو النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أو أفضل لاعب في العالم لهذا العام البرتغالي كريستيانو رونالدو بمجرد إطلاق صافرة بداية مباراة الافتتاح. وأعرب بلاتر عن ثقته في البرازيل خلال العد التنازلي الأخير على انطلاق المونديال قائلا : “لاشك في أن البرازيل قوة اقتصادية عظمى تستطيع تقديم الكثير للعالم .. كما أن كرة القدم تحظى بمكانة خاصة للغاية في هذا البلد”. وتعهدت روسيف بأن تترك بطولة كأس العالم 2014 إرثا عظيما للشعب البرازيلي رغم القلق المثار حول “الأفيلة البيضاء” ، المصطلح المستخدم لوصف الأبنية غير المستخدمة رغم تكلفة بنائها الباهظة بعد البطولة. وكما هو الحال مع باقي الشعب البرازيلي تأمل روسيف أن يتوج منتخب البرازيل بلقب البطولة في النهاية فيما سيكون لقبه السادس القياسي بكأس العالم. وقالت روسيف : “إننا مستعدون للفوز بكأس الكئوس .. فقد عملنا جاهدين من أجل بطولة كأس العالم ونتمنى أن نفوز بها”. ومن أجل تحقيق هذه الأمنية فقد عين لويس فيليبي سكولاري الذي قاد البرازيل للقبها الأخير حتى الآن في كأس العالم بمونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 من جديد كمدرب للمنتخب البرازيلي قبل عامين. وستكون الحالة البدنية والفنية لنيمار حاسمة بالنسبة لمنتخب السامبا وسط التوقعات الهائلة لجماهير البلد المضيف ، ولكن المهاجم الشاب سبق أن حقق انطلاقته العالمية بالفعل تحت الضغوط الشديدة في بطولة كأس القارات في العام الماضي. وتنتظر البرازيل مجموعة تبدو سهلة نسبيا حيث تلتقي بمنتخبات كرواتيا والمكسيك والكاميرون في الدور الأول للمونديال ، ولكنها قد تلتقي إما بحاملة اللقب أسبانيا أو وصيفتها هولندا الفريق الذي أطاح بالبرازيل نفسها من دور الثمانية لمونديال 2010 ، في الأدوار التالية. وتعتبر أسبانيا من أقوى الفرق المرشحة لإحراز اللقب من جديد إلى جانب بطلة العالم مرتين الأرجنتين وبطلة العالم ثلاث مرات ألمانيا. ويتوقع الكثيرون (نهائي حلم) لمونديال البرازيل الذي يشهد مواجهة قوية بين الزميلين بفريق برشلونة الأسباني نيمار وميسي ، خاصة وأنه لم يسبق لأي فريق أوروبي في تاريخ بطولات كأس العالم أن أحرز لقب البطولة على أرض أميركية. ولكن هذا النهائي الذي سيستضيفه استاد “ماراكانا” يجب أن يأتي بالنتيجة الصحيحة هذه المرة بالنسبة للشعب البرازيلي المجنون بكرة القدم ، بما أن أول نهائي لكأس العالم تستضيفه البرازيل في عام 1950 انتهى بهزيمة صاحبة الأرض 1 / 2 أمام منتخب أوروجواي بالاستاد الرمزي نفسه بمدينة ريو دي جانيرو مما أصاب البرازيل كلها بصدمة كبيرة. كما يتوقع أن يلفت منتخبا سويسرا وبلجيكا الأنظار خلال البطولة بعدما خاضا مشوارين مذهلين في رحلة التصفيات المؤهلة لنهائيات البرازيل ، بينما لا يمكن استبعاد بطلة العالم أربع مرات إيطاليا من الحسابات أبدا.