تتعاون مع تركيا لإنهاء النزاعات ومستعدة لتوثيق علاقاتها مع مصر
جنيف ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
شهدت الدبلوماسية الإيرانية حراكا قويًّا أمس، حيث أجرت طهران مباحثات ثنائية وصفت بـ(البناءة) مع الولايات المتحدة، فيما من المنتظر أن تجري مباحثات أخرى غدا مع روسيا وذلك في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره التركي عبدالله جول تعاونهما لإنهاء النزاعات وخاصة النزاع السوري، كذلك أبدت طهران استعدادها لتوثيق علاقاتها مع مصر.
وأعلن عباس عراقجي كبير المفاوضين الإيرانيين أن الحوار بين الوفدين الإيراني والأميركي الذي جرى أمس لدفع المفاوضات حول الملف النووي الإيراني كان “بناء”.
ونقلت وكالة اسنا الطلابية الإيرانية عن عراقجي قوله إثر محادثات بين الوفدين استغرقت ساعات عدة في جنيف “ان الحوار مع الولايات المتحدة جرى في اجواء ايجابية وكان بناء”.
من جانبها أعلنت الخارجية الاميركية ان محادثات جنيف حول برنامج ايران النووي ضرورية بسبب “عدم احراز تقدم كاف” خلال اللقاءات الماضية.
وقالت ماري هارف المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ان واشنطن ترغب في “القليل من الواقعية” في هذه المفاوضات.
ويرأس الوفد الأميركي في محادثات جنيف نائب وزير الخارجية وليام بيرنز ووكيلة وزير الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان.
ويتوقع ان تعقد ايران اجتماعا مماثلا مع المفاوضين الروس في روما يومي غد الاربعاء وبعد غد الخميس قبل جلسة مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) التي ستعقد في فيينا في الفترة من 16 إلى 20 يونيو.
وفي تزامن مع محادثات جنيف تعهد الرئيسان التركي عبد الله جول والايراني حسن روحاني بالتعاون معا من اجل وضع حد للنزاعات التي تعصف بالشرق الأوسط وخاصة النزاع في سوريا، المنقسمين بشأنه، وذلك لاعادة “الاستقرار” إلى المنطقة.
وقال جول في مؤتمر صحفي في ختام مباحثاته مع الرئيس الايراني “نرغب معا في انهاء المعاناة في المنطقة ونعتزم التوصل إلى ذلك. ويمكن للجهود المشتركة لتركيا وايران ان تقدم مساهمة كبرى في هذا الصدد”.
من جانبه قال روحاني ان “ايران وتركيا، اكبر بلدين في المنطقة، عازمتان على محاربة التطرف والارهاب”.
واضاف الرئيس الايراني ان “عدم الاستقرار السائد في المنطقة لا يخدم احدا لا في المنطقة ولا في العالم. وقد وافق بلدانا على العمل معا وبذل اقصى ما في وسعهما”.
ومتطرقا بالتحديد الى الوضع في سوريا وفي مصر، اعتبر روحاني انه “من المهم ان يتمكن هذان البلدان من تحقيق الاستقرار والامن وان يتم احترام تصويت شعبيهما ووضع حد للحرب واراقة الدماء والاقتتال الاخوي”.
وفي لقاء مع الصحفيين اكد جول من جديد دعمه للمفاوضات بشأن الملف النووي الايراني وقال “نحن لا نريد ان يكون لدى اي دولة في المنطقة سلاح نووي”.
من جانبه قال روحاني ان “منطقتنا يجب ان لا تكون خالية فقط من الاسلحة النووية وانما ايضا من الاسلحة التقليدية”.
وأجرى روحاني أيضا مباحثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تتناول خصوصا العلاقات الثنائية.
من جانب آخر قال أمير حسين عبد اللهيان نائب وزير الخارجية وممثل الرئيس الايرانى في الاحتفال بتنصيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ان بلاده تعتبر مصر القوية هي ايران القوية وآمن مصر هو امن ايران ونعتبر نتائج الانتخابات الرئاسية أمن واستقرار للشرق الاوسط برمته .
وأضاف حسين عبد اللاهيان في مؤتمر صحفي بمقر بعثة رعاية المصالح الايرانية بالقاهرة ان العلاقات بين البلدين باتجاه التوسعة المستمرة.
وتابع “اننا في ايران نتابع التطورات المصرية بدقة فلمصر دور ومكانة تاريخية وحضارية ودينية وجذور ضاربة في التاريخ”.
واكد ان دور مصر في العالمين العربى والاسلامي مهم ومحل اهتمام لايران.
واستطرد ” إننا فى ايران نعتبر الانتخابات الرئاسية المصرية خطوة للامام للشعب المصري ونعتقد ان مصر غير قابلة للعودة الى الوراء” .
وأوضح حسين عبد اللهيان “انه وخلال لقائه القصير مع الرئيس السيسي أبلغه التحيات الحارة من الرئيس حسن روحاني لفخامته كما أكد على الاستعداد التام من جانب ايران للتعاون الوثيق مع حكومة مصر وشعب مصر” .
وقال مبعوث الرئيس الايراني انه سمع من الرئيس السيسي في المقابل كلاما طيبا مؤكدا أن ايران لديها اطمئنان بأن مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين واعد ومشرق.
واشار الى انه وبعد دعوة الرئيس عدلي منصور للرئيس الايراني حسن روحاني “فقد قبلنا” هذه الدعوة للمشاركة في حفل التنصيب موضحا ان الدعوة جاءت لايران كدولة وبوصفها رئيسا لحركة عدم الانحياز.
وشدد على ان ايران تحترم الاصوات المصرية ولذلك “بعثنا وفدا رسميا ايرانيا لمصر للمشاركة في حفل التنصيب” قائلا ان بلاده ترجو أن تشاهد تطورات جادة فى الساحة المصرية.
وذكر “نحن نعتقد انه على كافة الاطراف المصرية ان تقوم بدورها في المستقبل المصري وألا تتكرر الاخطاء التي ارتكبها الرئيس السابق محمد مرسي بشأن اقصاء بعض الاطراف الداخلية ونرجو ان ينجح الرئيس السيسي الرئيس الجديد في اعادة مصر لمكانتها الحقيقية وأن تقوم مصر بأداء دورها في تطورات العالم الاسلامي والعربي” .
وقال انه ناقش في لقائه مع المسؤولين المصريين التطورات بالمنطقة مشيرا الى انه وكما تعرفون فان سوريا قد تجاوزت الازمة الداخلية الصعبة بنجاح.
واوضح ” طهران والقاهرة لديهما وجهات نظر متقاربة بشأن سوريا .. ونحن علمنا الرؤية الايجابية عند المصريين بالنسبة للتطورات السورية” .
وأشار الى انه سيكون هناك سعي مشترك في المستقبل القريب من اجل الوصول لحل سياسي في سوريا مضيفا “اننا اوضحنا للمسئولين المصريين بما ان هناك علاقات متميزة بين ايران ودول الجوار والدول العربية .. وهناك حاليا حوار جار ومفيد بين ايران وسوريا ونتمنى ان نشاهد لقاءات على مستوى عال بين طهران والرياض” .
وشدد على أن طهران مستعدة لأن تساعد مصر “الشقيقة والحبيبة” في كل مجالات التنمية الاقتصادية وكل المجالات .