يبدأ بالفضول وحب التجربة والفراغ وأصدقاء السوء والتفكك الأسري
رئيسة قسم علاج الإدمان بمستشفى المسرة:
■ «2308» حالات للإدمان زارت مستشفى المسرة للعلاج بين عامي 2015 و2019م بينهم «2257»
من الذكور و«51» امرأة
■ «462» حالة متوسط الحالات التي تتابع علاجها فـي قسم علاج الإدمان سنويا
■ «981» حالة بينها «957» مدمنا و«24» مدمنة راغبين فـي العلاج منذ بداية 2020
■ على الشباب اختيار الصديق الصالح ومصارحة ولي الأمر بأي تحديات قد تواجهه
■ واجبات الأسرة توفير الرعاية والاهتمام والبيئة المحفزة للأبناء وتخصيص وقت للحوار المتبادل وتفهم التحديات التي تواجههم
كتب ـ سهيل بن ناصر النهدي:
■■ تعد المخدرات والمؤثرات العقلية واحدة من أخطر المواد المدمرة للشباب، فبتعاطيها يدخل الشخص إلى غياهب الإدمان والضياع، وفقدان السيطرة على مسار حياته الطبيعية، ليصبح رهينة للمواد المخدرة تتحكم به وتصنع له طريقًا مظلمًا لا نهاية له إلا بالعلاج من الإدمان بعد توافر الرغبة الصادقة للتخلص من هذه الآفة وتوافر الأسس المناسبة. ■■
وبحسب المختصين بعلاج الإدمان من المخدرات فإن أسباب دخول المتعاطين للإدمان غالبًا ما يكون بسبب الفضول وحب التجربة والفراغ، وعوامل بيئية كتأثير أصدقاء السوء، وتوافر المادة المخدرة في البيئة، وضعف الرقابة في الأسرة وتفككها وغياب الأب ووجود متعاطين في الأسرة، بالإضافة إلى العوامل النفسية كالإصابة بمرض نفسي مثل: القلق والاكتئاب واضطرابات الشخصية والتعرض لضغوط نفسية شديدة، وفقدان مهارة التعامل مع الضغوط، وكذلك تأثير العامل الجيني الوراثي، كما أن بعض الحالات تكون بسبب سوء استخدام العقاقير الموصوفة لهم كعلاج لأمراض طبية مزمنة أبرزها مسكنات الألم الأفيونية (المورفين والترامادول) والمهدئات (البنزوديزبينز وخصوصًا عقار الكلونازيبام والزاناكس) بالإضافة إلى أدوية أخرى كعقار بريجبلين المضاد للتشنجات ومضادات الكولين (بروسيكليدين).
وتبذل العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة جهود كبيرة في مجال مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، ومن بين أبرز الجهود المبذولة تلك التي يقوم بها مستشفى المسرة لعلاج المدمنين على المخدرات والمؤثرات العقلية، حيث تأتي مرحلة العلاج من آفة المخدرات بعد وصول المدمن إلى طريق مسدود مع هذه الآفة فيحاول التخلص منها بعد أن آذته في ماله وحاله ومن حوله، وأضرت بسير حياته بشكل طبيعي، بعد أن أثرت بشكل سلبي عليه وعلى أسرته ومجتمعه.
وحول الإدمان ورحلة التخلص من سموم المخدرات والمؤثرات العقلية والجهود التي يبذلها مستشفى المسرة لعلاج المدمنين على المخدرات والمؤثرات العقلية والمدة التي يقضيها المدمن في العلاج.
.وغيرها من الجوانب الخاصة بعلاج المدمنين قالت الدكتورة أصيلة بنت عبدالله الزعابية ـ استشاري الطب النفسي والإدمان ورئيسة قسم علاج الإدمان بمستشفى المسرة في حديث خاص لـ(الوطن): بلغت أرقام المسجلين في سجل مستشفى المسرة بشكل عام منذ 2015 وحتى نهاية عام 2019 (2308) حالات منها (2257) ذكورًا و(51) إناثًا، بمعدل (44) حالة ذكور (98%) لكل حالة واحدة من الاناث(2% إناث)، بمتوسط (462) حالة تتابع في قسم علاج الإدمان سنويًّا.
موضحة بأن أعداد المدمنين الراغبين في العلاج تتزايد سنويًّا، حيث أشارت إحصائيات المستشفى إلى أن عدد حالات الإدمان لعام 2020 حتى تاريخ 25 سبتمبر 2020 قد بلغت (981) حالة منها (957) حالة للذكور، و(24) حالة إناث، بمعدل زيارات للعيادة الخارجية بلغت (1081) زيارة.
وقالت الزعابية: إن المستشفى يستقبل جميع الإناث التي تعاني من مشكلة الإدمان في العيادة الخارجية لقسم الإدمان وتقييمهن ومناقشة الخطة العلاجية اللازمة لكل حالة، وبما أن قسم الإدمان الداخلي للذكور فقط، إلا أن الإناث يتم ترقيدهن في القسم العام للنساء، ويتم توفير العلاج لهن للتخلص من السموم وإعادة التأهيل والمتابعة الدورية في العيادة الخارجية بعد ذلك.
وأشارت رئيسة قسم علاج الإدمان بمستشفى المسرة إلى أن أسباب طلب العلاج تعزى إلى رغبة المريض في التوقف عن التعاطي وتحفزه للعلاج بعد إدراكه للجوانب السلبية للمخدرات على صحته ومحيطه الاجتماعي بما في ذلك علاقاته بأسرته وزوجته وأطفاله وعمله ودراسته وتأثيرها السلبي عليه من الجانب القانوني، إضافة إلى ضغط الأسرة عليه لطلب العلاج وتحويله للعلاج من المحكمة أو الادعاء العام وطلب تقرير طبي لأغراض مختلفة.
مدة العلاج
وحول المدة الزمنية التي يقضيها المدمن في العلاج بيَّنت الدكتورة أصيلة الزعابية أن المدة الزمنية يتم تحديدها لكل مريض حسب مرحلة تعاطيه المواد المخدرة (متعاطٍ نشط) أو مرحلة التعافي المبدئي (ممتنع عن التعاطي مدة ٣ ـ ١٢ شهرًا) أو مرحلة التعافي المستمر (ممتنع عن التعاطي أكثر من ١٢ شهرًا) ويتم إشراكه في البرنامج العلاجي الذي يناسبه.
وأوضحت أن معظم الحالات التي يتم ترقيدها في المستشفى تتطلب مدة زمنية تتراوح ما بين ٧ أيام إلى ١٠ أيام لمرحلة التخلص من السموم للمتعاطين النشطين، ثم يتم إلحاق المريض ببرنامج إعادة التأهيل قصير المدى من ٢ إلى ٦ أسابيع كحد أقصى أو إلحاقه ببرنامج إعادة التأهيل طويل المدى لمدة ٦ أشهر في مركز بيوت التعافي.
وأكدت الدكتورة أصيلة أهمية استمرار المريض بمتابعة العلاج في العيادة الخارجية بعد خروجه من المستشفى، مبينة أن بعض الذين يتلقون العلاج يتم ضمه إلى برنامج الرعاية اللاحقة مثل برنامج (تكيف) تحت إشراف اللجنة الوطنية لشؤون المخدرات، كما أن بعض المرضى يفضل الانضمام إلى مجموعات الدعم في المجتمع (زمالة المدمنين المجهولين)، مشيرة إلى أنه يصعب تحديد التكلفة التي يتحملها المستشفى لعلاج الحالة الواحدة، حيث إن ملف المريض يظل مفتوحًا وبإمكانه المتابعة في العيادة الخارجية أو الدخول عدة مرات إلى المستشفى لتلقي العلاج وذلك لطبيعة المرض (انتكاسة وشفاء).
سهولة تلقي العلاج
وفي إطار السعي الحثيث لتقديم الرعاية للاشخاص الراغبين في التخلص من الإدمان أوضحت الزعابية بأن قسم علاج الإدمان بمستشفى المسرة يقدم خدمة العلاج من الاعتياد على تعاطي المؤثرات العقلية نفسانية التأثير بمختلف أنواعها لجميع المرضى الراغبين وذلك عن طريق حجز موعد مسبق في العيادة الخارجية، ولا يشترط رسالة تحويل من أي مؤسسة صحية لطلب العلاج وذلك تسهيلًا لطلب الخدمة، وتقليلًا لوصمة العار المرتبطة بالإدمان، وحفاظًا على السرية لطلب الخدمة، حيث يتم استقبال المريض في العيادة الخارجية في موعده وتقييم حالته الصحية بشكل متكامل ومناقشة الخطة العلاجية معه بناء على حالته.
برنامج العلاج
وأضافت الزعابية: يتم تحديد موعد للترقيد في قسم التخلص من السموم وإعادة التأهيل قصير المدى (برنامج ٢١ يومًا) لجميع المتعاطين النشطين ومن بعد استكمال البرنامج يتم ترخيص المرضى ومتابعتهم في العيادة الخارجية بصفة دورية من قبل الأطباء النفسيين المختصين بعلاج الإدمان، بالإضافة إلى المتابعة من قبل الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين كلما دعت لذلك الضرورة للعلاج السلوكي والاجتماعي، وفي حال خروج المريض من البرنامج العلاجي قبل استكماله فينصح بحجز موعد متابعة في العيادة الخارجية إن كان لا يزال راغبًا في المتابعة.
برامج تأهيل
وقالت رئيسة قسم علاج الإدمان بمستشفى المسرة: بالنسبة للمرضى الراغبين بالالتحاق ببرنامج التأهيل طويل المدى (مدة ٦ أشهر) بمركز بيوت التعافي بالعامرات التابع لمستشفى المسرة فيتم تقييمهم من قبل المختصين بمركز بيوت التعافي أثناء ترقيدهم بالقسم الداخلي لعلاج الإدمان وتحويلهم لبيوت التعافي بعد استقرار حالتهم مباشرة.
الانتكاسة
وتحدثت الدكتورة أصيلة الزعابية عن نسبة حالات التعافي من الإدمان والانتكاسة وقالت: نسبة التعافي العالمية من الإدمان تصل إلى ٢٠%، والمعدل العالمي للانتكاسة لتعاطي المخدرات يتراوح من ٤٠ ـ ٦٠%.
مبينة أن نسبة الانتكاسة بعد العلاج تعتمد على مدى توافر عوامل ما قبل العلاج لدى المريض تنبئ بانتكاسته مثل تعاطيه لكميات كبيرة من المواد المخدرة وطول فترة التعاطي وصغر السن وعدم استكماله لبرامج إعادة التأهيل وتوفر المادة المخدرة في البيئة المحيطه به، مشيرة إلى أن نسبة الانتكاسة العالمية لمتعاطي الأفيونيات (المورفين والهيروين) تقدّر ما بين ٧٢% إلى ٨٨% بعد ١٢ إلى ٣٦ شهرًا من العلاج، منوهة بأنه يتم حضور الحالات التي تعاني من الاعتياد على تعاطي المواد المخدرة كالمواد الأفيونية (المورفين) والمنشطات (الأمفيتامينات) والقنبيات (الحشيش) والمهدئات والكحوليات، بالإضافة إلى علاج الأمراض النفسية المرتبطة بتعاطي هذه المواد ولا توجد عيادة لعلاج النيكوتين (التبغ بأنواعه)، حيث تتراوح نسبة المواد المخدرة ٧٠% مقارنة بالكحول الذي نسبته ٣٠%.
الدخول في براثن الإدمان
وعن أسباب دخول الأشخاص للإدمان قالت: غالبًا ما يكون بسبب الفضول وحب التجربة والفراغ وعوامل بيئية كتأثير أصدقاء السوء، وتوافر المادة المخدرة في البيئة، وضعف الرقابة في الأسرة وتفككها وغياب الأب ووجود متعاطين في الأسرة، بالإضافة إلى العوامل النفسية كالإصابة بمرض نفسي مثل: القلق والاكتئاب واضطرابات الشخصية والتعرض لضغوط نفسية شديدة، وفقدان مهارة التعامل مع الضغوط، وكذلك تأثير العامل الجيني الوراثي.
مبينة بأن بعض الحالات تكون بسبب سوء استخدام العقاقير الموصوفة لهم كعلاج لأمراض طبية مزمنة أبرزها مسكنات الألم الأفيونية (المورفين والترامادول) والمهدئات (البنزوديزبينز وخصوصًا عقار الكلونازيبام والزاناكس) بالإضافة إلى أدوية أخرى كعقار بريجبلين المضاد للتشنجاتو مضادات الكولين (بروسيكليدين).
رسالة للشباب
ووجهت الدكتورة أصيلة الزعابية رسالة للشباب بيَّنت فيها أن أفضل السبل للحد من الوقوع في براثن الإدمان تكمن في اختيار الصديق الصالح ومصارحة ولي الأمر بأي تحديات قد تواجهه، والعمل على استغلال وقت الفراغ في ممارسة الأنشطة الرياضية والهوايات، كما أن تنمية مهارة الحزم والسيطرة على الفضول يعد عنصرًا أساسيًّا لمواجهة هذا التحدي.
رسالة لأولياء الأمور
كما وجهت الدكتورة أصيلة رسالة للأسرة وأولياء الأمور لدورها الكبير والمهم في توعية أبنائهم بمخاطر تجربة تعاطي المؤثرات العقلية ومرافقة أصدقاء السوء، وأكدت أن توفير الرعاية والاهتمام والبيئة المحفزة للأبناء وتخصيص وقت للحوار المتبادل معهم وتفهم التحديات التي تواجههم يكسب الآباء ثقة أبنائهم مما يقيهم من الانجراف في طريق المخدرات.
المصدر: اخبار جريدة الوطن